facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاصلاح يبدأ من الجذور


د. سامي الرشيد
07-10-2017 01:23 PM

ومهما تكن الجهود التي تبذلها الدولة لدفع عجلة الاصلاح والتنمية للأمام ، تظل أهمية اصلاح المجتمع ككل كخط متواز مع خطوط الاصلاح المركزية حتى يمكن انتشال البلد من أزمتها الاقتصادية التي تراكمت عبر عقود من الزمن .

حتى لا تنتشر الفوضى وتفلت الامور فلا بد من التركيز أولا على المدارس والتعليم والمناهج ،حتى يبدأ الاصلاح من البيت للمدرسة لمكان العمل .

العلم في الصغر كالنقش في الحجر

طالما بدأت اللامركزية وتأسست في المحافظات فإن الدور الكبير يقع على كاهل مجالس كل محافظة للإصلاح والتطوير للبدء بالأجهزة الادارية والفنية ، ثم الاهتمام بالبنية التحتية من طرق وجسور وماء وكهرباء والاهتمام بالزراعة والري والصحة ،والتركيز على الاسعار لعدم غلوها وتبقى المواد التموينية في متناول الجميع .

ان اعطيت المجالس الصلاحيات المناسبة للرقابة والمتابعة والمحاسبة فيمكن ان تلعب دورا ايجابيا في تطوير كل محافظة .

هناك ابداعات شخصية في المسؤولين المنتمين الذين يمكن ان يقوموا بتطوير مؤسساتهم والعمل على رفعة شأنها ،والا تبقى الغالبية بقضاء الوقت في الروتينيات وتوقيع المعاملات والمقابلات ،وبهذا تتكوم جبال القمامة وتزداد التعديات على الشوارع والاراضي الزراعية لتتحول المحافظات بمرور الوقت لمحافظات عشوائية .

ان اختيار المسؤولين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب حسب الكفاءة والمنتمين لوطنهم من أصحاب العقول الصافية والضمائر الحية وذوي القدرة على القيام بالعمل وممارسة الدور المناط بهم والابتعاد عن التعيين حسب الواسطة والشللية ،لهو الاساس في التطوير وتحويل المنطقة الى نموذج راق ومتحضر وكيان اقتصادي ناجح يسهم بقدر كبير في الموازنة العامة .

الامم لا تتقدم بالضمائر وانما تتقدم بالقوانين والانظمة الجادة التي تطبق على الجميع بالتساوي، وبالآليات المحددة للثواب والعقاب لبتر الفاسدين والمفسدين والفاشلين والمتقاعسين ومحاسبتهم .

ان الشعوب العريقة لا تنسى أبدا تاريخها وتحرص على ان تتعامل معه كمادة حية حاضرة وملهمة ومعلمة ،ولا تترك تراب النسيان يغمر صفحاته ويطمس ملامح ايامه الخالدة ،فان تذكرنا تاريخنا وماذا فعل اجدادنا وكيف كانوا قدوة ومنبع ومنار علم ومعرفة للعالم كله فلن نهمل بلدنا بل نسعى لإصلاحه .

الخيرية والتوجه الاصلاحي هو مسؤولية الامم بجميع افرادها وكافة طوائفها ،فهي مسؤولية تضامنية وليست فردية ،حتى وان كان كثير من الافراد صالحين فلا يعفون من المسؤولية .

الاصلاح ذو طبيعة شديدة المرونة والتوافقية ،فهو هدف مشروع يسعى كل فرد الى تحقيقه ،وتسعى كل مؤسسة ومجتمع الى الوصول اليه ،ويشتمل هذا المحور على جانبين هما :جانب المعالجة لأوجه القصور القائمة ،واعادة التوازن التشغيلي والادائي للكيان الاداري ،ومعالجة الاختلالات القائمة وجانب الاصلاح لمعالجة الاوضاع غير العادلة المتصلة بتوزيع الناتج والعائد بالشكل الذي يؤكد ويدعم جهود التغيير .

على الرغم ان فكرة الاصلاح والتحديث ،تعبر عن مضامين تطوير الجوانب السلوكية والقوانين والانظمة والاجراءات والهياكل التنظيمية ،الا انها فكرة شمولية وخطط تنموية شاملة ولكن تتعدد المعاني المترادفة للإصلاح والتحديث والتطوير ،حيث انها تستهدف جميعا احداث تغيير وتحديث أو تطوير للتماشي مع المتغيرات والتحديات التي أفرزتها العولمة والثورة المعلوماتية وغيرها من المتغيرات التي تلف العالم في جوانبه المختلفة .

طالما اننا في عصر تحكمه المتغيرات المتسارعة والتحديات ذات الصبغة الكونية التي تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على جميع المجتمعات يصبح الاصلاح والتحديث ضرورة ملحة لمواكبة العصر واللحاق بالأمم التي تخطتنا .

حتى يتم الاصلاح فلا بد من حوار للثقافات من الداخل ،ولخلق توافق حضاري نسبي يجب الا يتم اقحام وفرض نماذج القيم والمبادئ والاخلاق لجانب على حساب الآخر باستخدام قوى ناعمة أو صلبة ،وترجح كفة على الاخرى فيما يخص التفاعل التلقائي بين الثقافات ،وذلك لتجنب الازدواجية الثقافية المنحازة بالضرورة لمخرجات الحضارة السائدة في شعوبية ثقافة حضارية تكون الانهزامية الذاتية نتيجة حتمية لها .

تعد الهويات المفترضة والتي تمنح قيمة وتقدير أكبر من الهوية او الهويات المحلية أحد أسباب حدوث صدع حاد في جدار اصالة هوية المجتمع وانهيار وتقدير الذات للمجموعة ككل .
هي اطروحات مرتبطة بالرأسمالية الانتاجية ،والانسان السوبر وليس الانسان الكوني ،بأبعاد تحترم خصوصية القرية قبل المدينة والفرد قبل الجماعة وعدم التعتيم في قوالب من السرد والفهم الوهمي للحق والباطل ،وهو مصدر التأسيس العقلاني ،مما يجعل الصراع وفرض الهيمنة والانفراد بالموارد عناصر الاساس في طبيعة الحضارة وليس السلام والحوار العادل والتعايش السلمي .

من الطبيعي ان يحدث صدام حضارات تبدأ أعماقه وجذوره من الداخل المتأزم نحو فهم وقبول الآخر المختلف .

ان الصراع الحقيقي بين الثقافات وليس الحضارات حيث توجد في الداخل لدينا ثقافات مغلقة داخل الثقافة الام ،تقف حائلا دون انطلاقنا في حوار حتى مع انفسنا .

لذا لا بد ان نبدأ حوارا حضاريا داخليا مفتوحا وشفافا لا يعمم الخاص ولا يخصص العام ،ويربط الحوار بالتنمية الانسانية المستدامة .

بهذا نكون قد سرنا حثيثا نحو الاصلاح الاجتماعي الشامل .

د. المهندس سامي الرشيد
dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :