facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الفقيه وعن السياسي


د. عاكف الزعبي
09-10-2017 05:12 PM

فقيه الشرع له مرجعيته. يعود اليها ليفهم منها ، ثم يجتهد بعد الفهم تفسيراً او تأويلاً ليعطي رأيه فيما يبادر اليه بنفسه ، او يعرض عليه من أمر. وله في ذلك مأمن ان اخطأ او حاد عن رأي السلف أو مألوف قيم وتقاليد المجتمع . يكفيه وزر المسؤولية ان يختم فتواه بالقول والله سبحانه وتعالى اعلم .

السياسي له مرجعيته كذلك ، لكنها مرجعية غير مقدسة . ومن هنا تبدأ مشكلته قبل ان يخطو خطوته الاول . ثم لا يلبث ان يتعثر بحركة الحياة الدائمة وتغيرات الواقع السريعة. فهو كالساعي خلف هدف متحرك. عليه ان يتعامل مع الاحداث بأسلوب تكتيكي دون ان ينسى نهجه الاستراتيجي. وهذه مشكلة اخرى تبقيه في مرمى الهدف على الدوام . ان تراجع خطوة حسبت عليه حتى لو فعلها بنية ان يكسب بها خطوتين الى الامام.

على العكس من السياسي لا يكترث الفقيه كثيراً برأي الجمهور. التزامه وضميره وفهمه هي السلطة الرقابية عليه وليس لغيرها الحق في ذلك . انها الرقابة الذاتية ليس الا والجمهور تبع له وهو لا يتبع لهم ابداً. فلا خيار في الامر وانما علاقة التابع للمتبوع المتحصن بمرجعية مقدسة تعكس حقيقة مطلقة .

تقيم الفلسفة الحديثة حركة الحياة وتطور المجتمعات على فكرتين . التضاد بوجود النقيضين داخل ذات الشيء الواحد والتنازع فيما بين النقيضين . والصيرورة اي الكينونة الجديدة للشيء إنما تنشأ عن تنازع النقيضين في داخله ليظهر ويسود أحدهما على الآخر في مرحلة من المراحل . تواجد النقيضين داخل الشيء الواحد والتنازع فيما بينهما هما في نظر الفلسفة المحرك للحياة والمحفز لديمومتها . وبفرض ان الفقيه والسياسي نقيضان لبعضهما في النهج والاداء وهو ما يميل اليه البعض غير القليل فان التنازع بينهما ضروري ومستمر حتى يظهر في مرحلة ما احدهما على الآخر .

تفقه السياسي بطبعه غير مألوف . وتسيس الفقيه بنهجه غير مألوف ايضاً . اذا ما تفقه السياسي ربما فقد سلاحه في المناورة ، وان تسيس الفقيه ربما تسرب الشك الى مصداقيته . هل يذهب الفقه بحرية السياسي ؟ وهل تذهب السياسة بورع الفقيه ؟ سؤال واحد في سؤالين لم يحظ لدى الكثيرين بالإجابة بعد .

واذا أُذن لي واخذت الامان من كليهما - الفقيه والسياسي - اجتهد بالرأي فأقول : لا قبل للفقيه ولا للسياسي بركوب خليط الفقه والسياسة والنجاة بهما. كما انه لا سبيل لهما لإدارة الدفة معاً والافلات من العواقب . ان قدر للأمر ان يتحقق ذات مرحلة فكم سيكون ذلك حقيقياً وصادقاً ومفيداً في نهاية الامر ؟ لانه ان لم يكن كذلك يكون قد فتح الباب لذهاب ريح البلاد والعباد . وانه لمجرد رأي مني على اي حال لا اكثر.

هل تفقهنت على القارئ وليس ذلك من اختصاصي ؟ ام هل تسيست عليه بأكثر مما هو محتمل ؟ قد اكون خرجت عن النص قليلاً او كثيراً . لست واثقاً تماماً ولم يكن هذا هو القصد من مبتدأ حديثي ولا من منتهاه.

اقول قولي هذا واختم كل الذي كتبت بالقول والله سبحانه وتعالى اعلم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :