facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن بين دبلوماسية المدفع والمؤامرات القادمة


رنا الصباغ
01-02-2009 03:05 AM

القيادة الأردنية تبدي قدرا عاليا من التفاؤل بالأهمية التي يوليها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لحل الملف العربي- الإسرائيلي وبالتحديد توصيفه لهذا الصراع بأنه "المشكلة المحورية لأزمات" الشرق الأوسط المتناسلة, بدءا بإيران والعراق, وانتهاء بفلسطين ولبنان.

فالأردن الرسمي معجب بما قام به أوباما حتى الآن. إذ استطاع خلال سبع ساعات على دخوله البيت الأبيض قبل أسبوعين, أن يتصدّى لملف السلام ويقدم بصيص أمل للشعوب العربية والإسلامية المحبطة من انحياز سلفه الأعمى لمصالح إسرائيل. ذلك أن جلّ ما حاول جورج بوش عمله, بعد انقضاء سبع سنوات من الأكاذيب والوحي, هو الدعوة لمؤتمر أنابوليس للسلام نهاية ,2007 الذي اعتبره العرب حلقة جديدة من الدوائر المغلقة الرامية لسرقة الوقت وإدارة عملية سلام مفرغة من مضامينها.

الملك والفريق الوزاري يعبّرون, مع ذلك, عن الدهشة حيال مشاعر الإحباط المتسللة لنفوس الأردنيين مع عودة الحديث في إسرائيل عن إقامة دولة فلسطينية في الأردن كأنه قدر حتمي, وكأن الأردن لا حول ولا قوة له والفلسطينيون يقبلون ذلك بعد سقوط آلاف الشهداء في معركة تقرير المصير على مدى ستة عقود, في زمن يقف العالم كله خلف تسوية الدولتين كأساس للسلام في الشرق الأوسط.

فالرسميون, بعكس الحزبيين والسياسيين, لا يفضّلون التعاطي مع القادم من خلف الأطلسي الآن بمنطق أحد اللونين الأبيض أو الأسود, بل يرون منطقة رمادية قد تجر الطرفين- إسرائيل والفلسطينيين- إلى أرضية مشتركة دون التخلي عن الثوابت. ويعوّل الرسميون على إمكانية رصد الفرص واقتناصها بغض النظر عن القراءة الواقعية والقلق الحقيقي الذي ينتابهم شأنهم شأن الكثيرين.

ويؤكد الأردن الرسمي لممثلي غالبية مكونات المجتمع ممن يجتمعون حول موائد غداء تقام على شرف الملك, أنه على دراية كاملة بتفاصيل التحديات الأمنية والسياسية الخطيرة أمام فرص السلام, تحديدا خلال الشهور الستة القادمة. من بين التحديات, كما تظهر على شاشة رادار الرسميين, سلسلة انتكاسات يخشى أن تعرقل مهمة المبعوث الامريكي جورج ميتشل بعد ظهور نتائج الانتخابات الإسرائيلية في العاشر من الشهر الحالي, إذ يتوقع أن تعيد مجد اليمين المتشدد وغلاة القومية من المعارضين لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

لكن عجلة الدبلوماسية الأردنية مع سائر "عرب الاعتدال" لن تتوقف عن السير تجاه أوروبا وأمريكا لدفع فرص السلام والارتكاز إلى الحراك الايجابي الأمريكي. وتجلّى الاهتمام الامريكي المبكر بسلسلة اتصالات أجراها اوباما مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز, كطرف أساس في معادلة السلام ومع زعماء الأردن, فلسطين, مصر والسعودية الذين يسابقون الزمن لبلورة استراتيجية سياسية عربية بوجه أجندة محور الممانعة الذي ازداد خطابه ونهجه شعبية بعد الحرب على غزة.

فالأردن, بحسب مسؤول حكومي رفيع, "لا يستطيع أن يضع رقبته تحت المقصلة" عبر الانحياز لاي خيار باستثناء السلام" لكي يكسب شعبية الشارع. "فالحل العسكري الذي ينادي به الآخرون سيخلق فوضى ويفرغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين ويهدد المصالح الوطنية والقومية". لذا, يجادل المسؤول: "سنسعى بكل ما أوتينا من قوّة وعزم لتبديل النموذج القائم في المنطقة من فوضى وحرب إلى سلام وأمن واستقرار. ويتابع قائلا, نعمل على إحباط ما تسعى إليه إسرائيل: تكريس للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيدا لفرض أجندتها القائمة. "لكننا نتطلع إلى دور أمريكي قيادي وفاعل يؤدي إلى حل على أساس الدولتين. فلن يهدأ بال الأردن إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة" مهما أخذ ذلك من وقت. "وفي الأثناء لا بد من بذل أقصى الجهود لمساعدة وتمكين الفلسطينيين اقتصاديا واجتماعيا وامنيا من خلال دعم الشرعية الفلسطينية لمساعدة الشعب على البقاء على أرضهم بانتظار قيام دولتهم".

في الذاكرة الرسمية الضغوط المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة أدت إلى فتح معبر رفح مع مصر بالقوة العام الماضي. وهناك مخاوف من تكرار سيناريو مماثل من الضفة الغربية إلى الأردن في حال استمر الاستيطان وساءت الظروف رغم التحسن المستمر على صعيد الأمن والاستقرار في الضفة في عهد رئيس الوزراء المدعوم من الغرب سلام فياض.

كما يقف الأردن, بحسب المسؤول, ضد جهود "تكريس الفرقة الفلسطينية بين فتح وحماس, وضد نقل الصراع من فلسطيني-إسرائيلي إلى فلسطيني-عربي. وهو يريد من الغرب أن يضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط لكي لا يدفع أهل غزة ثمن الصراع السياسي. وبعد ذلك تأتي الأولوية الأخرى, وهي المصالحة الوطنية الفلسطينية وصولا إلى حكومة وطنية متفق عليها هدفها فقط إجراء انتخابات لتعزيز التوجه الفلسطيني, وأيضا حل معضلة جهود إعادة الإعمار وتصلب الموقف الفلسطيني بالنسبة لمفاوضات السلام التي يجب أن تكون سريعة وفاعلة".

ولذلك, ستتعامل عمان مع جميع القوى العربية والغربية التي تحقق مصالحها الاستراتيجية العليا, متكئة على سلسلة من الأدوات السياسية بما فيها التمسك بالمبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية الأخيرة- التي نصت على دعم خيار الدولتين- وأيضا بالشرعية التي منحها وزراء الخارجية العرب للرئيس الفلسطيني محمود عباس للبقاء في منصبه لحين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

لكن بين التنظير والفعل في موقف دول الاعتدال ثمة أسئلة مشروعة مطروحة ودرجة عالية من التشاؤم والقلق من سياسة التخندق التي تصب عادة لصالح القوى الخارجية على حساب شعبية الحكومة في الداخل.

فالانتخابات التشريعية الإسرائيلية سـتفضي على الأرجح إلى فوز المعارضة اليمينية بقيادة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة, لكنه لا مانع لديه من تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين في عملية "سلام اقتصادي". وفي خلفية المشهد الداخلي الإسرائيلي مجتمع مضطرب أظهر خلال حرب غزة مرة أخرى انه غير مستعد لاتخاذ الخيارات الملحة لمستقبل بلاده والمنطقة.

العرب, كالإسرائيليين, ينتظرون الإجابة عن ثلاثة أسئلة على الأقل: كيف ستنعكس نتائج حرب غزة السلبية على إسرائيل وعلى دول الاعتدال العربي المتمسكة "بسلاح السلام والمفاوضات" بوجه محور ممانعة ومقاومة مسلحة يزداد قوة وشعبية بقيادة إيران وعضوية سورية وحماس وحزب الله ومؤازرة قطر? ماذا تنوي إدارة أوباما فعله على صعيد العلاقات الأمريكية - العربية, والأمريكية - الإسرائيلية بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية لترجمة نوايا أوباما وميتشل على أرض الواقع? وما هي فرص نجاح الوساطة التي تقودها مصر لإصلاح العلاقات بين السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الفتحاوي محمود عباس المنتهية ولايته الدستورية والمسيطر على الضفة الغربية, وبين سلطة اسماعيل هنية الحماسية التي تدير غزّة منذ انقلاب صيف 2007? يتقاطع ذلك مع بدء محاولات فعلية على يد خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي لحماس والمقيم في دمشق التلويح بامكانية تشكيل مرجعية سياسية جديدة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية تخشى دول الاعتدال من أن تخدم أجندات إقليمية.

رأي آخر يرى أنه مع انقشاع دخان قنابل الفوسفور الأبيض التي ألقيت على غزة, لمعت في سماء الشرق الأوسط أمور جديدة مقلقة سيكون لها تأثير على مستقبل التعاملات. المقلق أكثر مذكرة التعاون الأمني التي وقعتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مع نظيرتها الامريكية كوندوليزا رايس في آخر يوم لها في منصبها في واشنطن بعلم إدارة أوباما وتغييب مصر صاحبة السيادة على معبر رفح, وذلك لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس.

أعقب ذلك الشروع في تدويل شواطئ المنطقة بعد اجتماع شرم الشيخ الأوروبي-الامريكي بمشاركة مصر والأردن. الفرقاطة الفرنسية "جرمينال" تجوب المياه المتوسطية الآن لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة بطريقة تلتقي مع أفكار تدويل البحر الأحمر في وجه القرصنة, وأيضا الخليج العربي بذريعة التهديدات الإيرانية. ويبدو أن تجييش الأساطيل يستهدف إحكام السيطرة على المنطقة. وهناك تطاول وتجاوز على القوانين ومنها إعلان الأمم المتحدة عام 1970 حول مبادئ القانون الدولي الخاصة بعلاقات الصداقة بين الدول و ما يتضمنه من تأكيد على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي فضلا عن تأكيد حق الشعوب في تقرير مصيرها واستخدام السبل كافة لتحقيق ذلك.

وسط عملية خلط الأوراق, يطلب من دول الاعتدال أن تتخندق في مواقعها لأن ذلك يخدم الموقف الإسرائيلي. ومطلوب منها أن تدعم السلطة الفلسطينية بقيادة رجل أجمع مناصروه على انه زعيم ضعيف لن يستطيع أن يعود إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية.

ومطلوب منها ان تصر على ضرورة أن تقبل حماس بشروط الرباعية الدولية التي تطلب منها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود إذا أرادت أن تكون جزءا من سلطة مقبولة للخارج. لكن أوباما ومن يقف وراءه نسوا أن الشعوب العربية تطلعت إليه حتى يلعب دور الوسيط النزيه وأن حماس لن تقبل بشروط الرباعية حتى تأخذ حقها السياسي في السلطة بعد أن فرضت نفسها عبر صناديق الاقتراع قبل ثلاث سنوات. كما أن متطلبات الاعتراف الحماسي بإسرائيل تتطلب من الدولة العبرية أن تحدد حدودها وان توقف بناء المستعمرات, التي تضاعف قاطنوها من 200 ألف إلى 550 ألفا منذ مطلع الألفية. كما أن عليها أن تعترف بالحقوق الوطنية الفلسطينية بما فيها إقامة الدولة المستقلة وحق العودة والتعويض.

مع ذلك ليس من المستبعد أن يصل النفاق الغربي إلى حد فتح حوار بين حماس وأوروبا بمحرك فرنسي يعقبه حوار مع الولايات المتحدة, طبقا لما أوصى به وزير الخارجية الامريكي الأسبق جيمس بيكر.

في الشرق الاوسط اليوم لاعبون أساسيون و"لمّيمة طابات" ومتفرجون وخاسرون. ويجب على أوباما أن يدرك انه ليس هناك عملية سلام وإنما هناك عدة عقد سياسية مترابطة منها الصراع العربي الإسرائيلي وعنوانه المسار الفلسطيني الإسرائيلي والملف النووي الإيراني والقوى النووية الإسرائيلية.

ويجب على الدول العربية المعنية بعملية سلام على المسار الفلسطيني أن تعي بأن اسم لعبة السلام للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة قابلة للنماء والحياة تغير إلى لعبة الاستسلام والإلحاق... غزة بمصر وما تبقى من الضفة الغربية الممزقة بالأردن عبر روابط سياسية كالكوفدرالية أو الفيدرالية. كما على أوباما وميتشل إدراك أن استراتيجية الحراك القادم يجب أن لا تقصي حماس.

الآن, تشهد المنطقة عودة إلى دبلوماسية المدفع وأجواء ما قبل سايكس بيكو عندما تكالبت فرنسا وبريطانيا لتقسيم أشلاء الدولة العثمانية إلى مناطق نفوذ.

زعامات الإقليم بانتظار نتائج كل من الانتخابات الإسرائيلية ولقاءات محتملة بين أوباما وكل من الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود احمدي نجاد.

من ينظر إلى سماء الشرق الأوسط لا يجد فيها إلا رفرفة أعلام إسرائيل وأمريكا, وتركيا العثمانية وإيران الشيعية.0

rana.sabbagh@alarabalyawm.net
العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :