facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسلسل العنف المدرسي


عريب الخطيب
18-10-2017 04:19 PM

مع زخم الأحداث التي نتابعها من خلال قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية حيث أصبحت عناوين مسلسلات العنف المدرسي تتصدر صفحاتها باختلاف العناوين فنجد ما يتعلق بالعنف المدرسي ،التهجم على مدارس الإناث والذكور ،ضرب المعلمين وشتمهم، ضرب طفل وإدماء وجهه بأظافر معلمة .......الخ من عناوين عديدة تحمل في طياتها مؤشرات سلبية تدل على أن الامور ليست بخير وثمة ثقافة غريبة عن مجتمعنا تجتاح مؤسساتنا التربوية التعليمية تقودنا الى الهاوية إن أستمر الحال بهذه الصورة السلبية.

ولا بد من الإشارة أن من يلجأ الى أسلوب التعدي على الأطفال في المدارس وضربهم وإلحاق الأذى بهم سواء نفسياً أو جسدياً، شخص ضعيف تنعدم عنده المروءة والقيم الانسانية والاخلاقية ،لا يدرك معنى التربية وأساليب التعامل مع الطلبة بمختلف أعمارهم ولا يعي النتائج المترتبة عن إتباع القسوة معهم مما يؤدي الى خلق شخصية عدوانية تسعى الى الانتقام بغض النظر عن الاسلوب المتبع في رد الاعتبار والثأر للضرر الذي سُببَ له، إضافة الى خلق شخصية ضعيفة مهزوزة تخاف من الاقتراب والتعامل مع من حولها.

ويتساءل البعض عن الاسباب التي تدفع المعلم الى استخدام أسلوب الضرب خاصة مع ازدياد مشاهدة الناس لفيديوهات يتم نشرها تعرض مدير مدرسة او معلم يستخدم قشاطه او عصاه لضرب الطلاب وصور تعرض وجه طفل مشوه بأظافر معلمة أو معلم...ومناظر أخرى.

هل هي معاناة المعلم من قلة الهيبة او انعدامها بحيث يريد استرجاعها فيلجأ الى الضرب حتى لا يفقد كل الهيبة أمام الطلاب؟؟ أم هي مشاكل نفسية وخاصة يعاني منها البعض وتشكل عبء عليهم في حياتهم واعمالهم فلا يستطيعون تمالك أنفسهم أثناء العمل ولا يتحكمون بغضبهم فيلجؤون الى الضرب (فشة غُل وعامل تنفيس لهم)؟

وتكبر المصيبة عندما يؤثر الضرب على الطالب وتصبح النتيجة سلبية وتبدأ معاناته بامتناعه عن الذهاب الى المدرسة ويفقد الرغبة في التعلم ويصبح مستواه الدراسي متدني ويكون غير قادر على الاستمرار برغم التقدم التكنولوجي الذي قَرَب المعلومة والدراسات للناس وأصبحت المعرفة واضحه للجميع بأن أسلوب الضرب في المدارس له تأثير على نفسية الطالب بحيث يُغير سلوكه الى الاسوأ في المستقبل والمعلم الذي يشعر أنه بالضرب يقضي على السلوك المعوج ويفرح بذلك إنما هو كالطبيب الذي يفرح بمسكنات المرض وحالة المريض تتدهور.

وبنظرة الى المعلم الذي لا يستخدم اسلوب الضرب نجد أنه من يتمتع بشخصية قوية تفرض نفسها واحترامها ،شخصية تتصف بالحلم والاعصاب الهادئة ،وهو من يضبط انفعالاته ويقدم الخبرة والمعرفة المناسبة وقادر على الإمساك بزمام الموقف التعليمي بعيداً عن اللجوء الى الضرب وإيقاع العقوبات البدنية ،وهو نفسه من يحظى بحُب الطلاب واحترامهم بعكس من يلجأ الى الضرب فيفقد احترام الطلبة والاهل والمجتمع ولا يستطيع الصمود في الميدان التربوي لفشله في التعامل مع الطلبة وايصال المنهاج لهم نتيجة إتباعه اسلوب فاشل في تعديل السلوك الاخلاقي أو التحصيلي.

ورغم الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في وضع حَد لهذه الظاهرة ومسائلة كل من يلجأ لأسلوب الضرب وإيقاع العقوبة على المخطئ إلا أن الامر لم ينتهي فتخسر مدارسنا طلابا تأثروا بهذه الاساليب وانعزلوا عن التعليم في وقت يعلمه الجميع بتراجع مستويات التعليم في المنطقة.

رسالة التربية أكبر وأعمق لأن نجاح التعليم يقوم على أسس تربوية تُعزز مفهوم الاحترام وتحمل المسؤولية بين المعلم والطالب بما يعزز الدافعية نحو التعليم وتحقيق الهدافة بما يضمن المحافظة على كرامة الطلبة كون العقاب البدني والنفسي يؤدي الى تبلد الحس الذهني وفقدان المعنى الصادق للإحساس بالمسؤولية وتكوين اتجاهات سلبية لدى الطلبة تجاه المدرسة والمعلمين ،الامر الذي يتعارض مع مفهوم العقاب التربوي الذي يهدف الى معالجة الممارسات الخاطئة من الطلاب بما يؤدي الى تقويم شخصية الطالب وجعله أكثر إيجابية لفهم ذاته وتنمية قدراته على حل المشكلات.

ولعل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام كل الحكمة في هذا الشأن "ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا كان العنف في شيء الا شانه".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :