facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمة هوية .. أم أزمة انتماء


د.خليل ابوسليم
02-02-2009 07:41 PM

في "عمون عرين الصحافة الالكترونية وعمدتها"، حيث كنت على موعد مع "عرابها الصحفي سمير الحياري في جلسة كنتُ قد عقدتُ العزمَ على تخصيصها للحديث في أمور خاصة، لكن سرعان ما تناسيت ما جئتُ لأجله وطفق الحديث يدور بنا في هموم الوطن وشجونه، وللحقيقة لم أكن أتوقع أن أجد أو ألمس اندفاع شباب "عمون" في التصدي لكل ما من شانه أن يمس الوطن والمواطن، حيث التقيتُ- للمرة الأولى- زملاءً كنتُ أتوقع أن يكونوا ناقلين للخبر والحدث فقط، ولم يخطر في ذهني أن يشاركوا في صنعه، ولن أنسى اندفاع ذاك الشاب الوطني "باسل العكور" شريك الحياري في عمون وكيف دخل في سجال مع الصحفي "بسام بدارين" الذي شاركنا الجلسة لاحقا مبدياً وجهة نظرٍ خاصةٍ به - اتفقنا معه أم اختلفنا لكننا نحترمها - في عدد من القضايا الوطنية وشخوصها الذين شكلوا في مرحلة ما انعطافة في السياسة والاقتصاد الأردنيين.

أما ذاك الشاب الأردني الذي تقرأ في قسمات وجهه شموخ الأردنيين وإبائهم حيث تسمع ترانيم الوطن أنشودةً في نبرات صوته، وعلى محياه قد رُسمت خارطة الوطن منذ عقود خلت، كيف لا وهو "فايز الفايز" - وله من اسمه نصيب- ، هذا الرجل البدوي الملامح القادم من عبق الصحراء والذي يرفض الذل والخنوع ويأبى إلا أن يكون عنواناً للكبرياء الأردني.

لقد تحدثنا في تلك الجلسة مطولاً،حتى أدركنا منتصف الليل ولم نعد نسمع إلا حشرجات هنا وهناك، وغصات في الحلوق لا يكاد يطفئ مرارتها إلا سحابة دخان من ارجيلة أو فنجان قهوة!!

ولقد تم تناول العديد من الأمور والقضايا في تلك الجلسة، بدأً من مواقف الأردنيين جميعا من شتى الأصول والمنابت إبان العدوان الغادر على غزة المغتصبة- ذلك الجزء العزيز من ارض فلسطين الطهور على قلوب العرب غير المستعربين-، وما رافق تلك الهجمة من أحداث وتداعيات بحلوها – إن وُجد – ومُرها وهو أكثر من الهم على القلب، وليس انتهاءً في ما بعد غزة؟ ومدى تأثير ذلك على الأردن المرابط على صمامات الوجدان العربي برمته، وما هي المخاوف التي يخشاها الأردنيون والفلسطينيون على السواء؟ والسؤال المهم الذي حاول الجميع البحث عن إجابته هو، هل نحن في الأردن نعاني من أزمة الهوية؟

وحيثُ أن هويتنا معروفة للجميع فنحن كما قال الملك المعظم في بداية حكمه الرشيد عندما سألته صحيفة "دير شبيغل الألمانية على ما اعتقد" عن شعوره عندما تسلم مقاليد الحكم، خلفاً لوالده المغفور له بإذن الله الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، حيثُ أجاب جلالته:" انه شعور بالمسؤولية الكبيرة والعظيمة، حيث كنتُ مسئولا عن عائلة مكونة من أربعة أفراد، وفجأةً أصبحتُ مسئولا عن أربعة ملايين فرد"وهو حمل ثقيل تنوء بحمله الجبال، ومن هنا فإننا لسنا بحاجة للتأكيد على هويتنا القومية العربية وثبات انتمائنا لهذا الوطن الأردني ضمن أفراد تلك الأسرة.

أما ما نعانيه من ويلات ومصائب، فاعتقد أن ذلك يكمن في صدق انتماء البعض وولائه إلى الأردن، خصوصا في ظل تعدد الانتماءات القائمة على النفعية والمرشحة للإدراج على فاتورة الهم الأردني.

إن هذه المشكلة لها معانٍ ودلالات كبيرة لا يدركها إلا من كان انتماؤه لله أولاً ولوطنه ثانياً ولمليكه ثالثاً، وإن أي انتماءٍ خارج ذلك الثالوث بالنسبة لأي أردني - غير مقبول- يعتبر من باب الدجل والضحك على الذقون، وحيث أصبح ذلك ممارسا بشكل أسس له البعض ضمن منهج مؤطر في بوتقة ضيقة ومحصورا ضمن ما يسمى بطبقة الصفوة الوطنية افتراءاً، منطلقين من ثوابتهم الخاصة والتي تتغير تبعاً لمصالحهم الشخصية، تلك الفئة التي لم يعد لديها أي ثابت، إلا الثابت الوحيد في أجندتهم وهو المصلحة النفعية وما خلا ذلك فهو متحرك لديهم في سبيل تحقيق أطماعهم، وما الأردن بالنسبة للبعض منهم سوى جواز سفر في جيب خلفي يعبرون به على رقاب المنتمين الأحرار من أبناء الأردن الأغلى.

هؤلاء الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم وتخالف أفعالهم أقوالهم، وذلك طمعا في تحقيق مكسب مادي أو سياسي أو كليهما معا، وهم في فعلهم هذا إنما يضعون المنظار على عينهم العمياء حتى لا يشاهدوا الحقائق على ارض الواقع.

إليهم نقول كفى ضحكا ودجلا علينا، وضعوا المنظار على أعينكم السليمة، وكفى تشدقاً بالوطنية المسخًرة لخدمة مصالحكم الضيقة، فانتم من أستباح فقرالمواطن بدعوى مكافحة الفقر وأنشأتم له صندوقا للمعونة الوطنية باسم الوطنية، وتسللتم إلى الوظائف والمناصب بحجة محاربة البطالة- وكنتم أبطالا في ذلك- ، وبإسم الديمقراطية دفعتم بهذا في أروقة الخيانة مدَعين الحرص والأمانة، ودفعتم لذاك ليروٍج لثوابتكم المتغيرة وانتم متلونين مع كل موقف، وباسم الثقافة السياسية مارست خطبكم الجوفاء على شعب يدفع ثمن سياساتكم الخرقاء، وكل ذلك باسم الوطنية، والوطنية منكم براء!!

وللحقيقة والأمانة نقولها لكم وانتم بهذا الوضع- قد ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا داجنين في مزارع مصالحكم الشخصية- أيها الوطنجيون: " إن بعض الدواجن لديها وطنية أكثر من وطنيتكم المزعومة "- مع الاعتذار لدجاج الوطنية- وللحديث بقية.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :