facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التدخل التركي في إدلب: ترتيبات العملية التركية وأهدافها


20-10-2017 03:21 AM

عمون - بعد أيام من خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البرلمان التركي في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2017، والذي أعلن فيه عزم بلاده على إنشاء منطقة آمنة في محافظة إدلب شمال غرب سورية، هدمت دبابات تركية الجدار الحدودي الفاصل بين الأراضي السورية والتركية، ودخلت قوات من فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت غرفة عمليات "درع الفرات"، برفقة وحدات عسكرية تركية، معززة بآليات عسكرية؛ وذلكلإقامة نقاط مراقبة لتنفيذ منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب.



ترتيبات التدخل التركي

جاء التدخل العسكري التركي الثاني في صورته المباشرة في سورية، بعد أن تم التوصل خلال الجولة السابعة من مفاوضات أستانا في منتصف أيلول/ سبتمبر 2017 إلى اتفاق تفصيلي بين الدول الراعية للمفاوضات (روسيا وتركيا وإيران)، على إنشاء منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب، تضمّن خرائط تفصيلية لمواقع انتشار قوات من الدول الراعية للاتفاق ونقاط تمركزها، بحيث تنتشر قوات تركية في نقاط داخل المحافظة، في حين تنتشر قوات روسية في نقاط خارجها.

وكانت الدول الثلاث توصلت مطلع أيار/ مايو 2017، خلال الجولة الرابعة لمفاوضات أستانا إلى اتفاق على إنشاء أربع مناطق لخفض التوتر، تشمل أجزاء من ثماني محافظات على امتداد الشريط الغربي من البلاد، دخل حيز التنفيذ في السادس من الشهر نفسه.لكن الاجتماعات التالية لم تنجح إلا في الاتفاق على ترسيم حدود المنطقتين الخاصتين بالغوطة الشرقية قرب دمشق ومنطقة شمال حمص، وفشلت في التوصل إلى اتفاق بين روسيا وتركيا حول حدود المنطقة الشمالية (إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية)، وبين روسيا وإيران حول حدود المنطقة الجنوبية (أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء). لكن المنطقة الجنوبية أخرجت من إطار عملية أستانا، ووضعت تحت مظلة الاتفاق الروسي - الأميركي الذي جرى التوصل إليه على هامش قمة مجموعة العشرين بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في تموز/ يوليو 2017، وبذلك جرى استبعاد إيران منها. وبات الإشراف على منطقة خفض التصعيد في الشمال من الجانبين الروسي والتركي، بينما آلت إلى الجانب الأميركي والروسي، وكذلك الأردني، مهمة تنفيذ الاتفاق والإشراف عليه في جنوبي البلاد في بعض أجزاء محافظتَيْ درعا والقنيطرة.

وقد بدأ تنفيذ الخطة الخاصة بإدلب، والتي اتفق عليها في جولة أستانا السابعة، بعد إزالة العقبات التي كانت تعترضها، وذلك في لقاء القمة الذي جمع الرئيسين، بوتين وأردوغان في أنقرة أواخرأيلول/ سبتمبر 2017، واتفق فيه الجانبان على التعاون على إنشاءمنطقة خفض التصعيد في إدلب وإنهاء سيطرة هيئة تحرير الشام فيها. كما جاء التدخل التركي في إدلب متسقًا مع تصاعد التنسيق السياسي والعسكري مع إيران؛ إذ قام الرئيس أردوغان بزيارة طهران قبل أيام فقط من إطلاق عملية إدلب برفقة وفد عسكريكبير، جرى خلالها بحث أوجه التعاون بين البلدين، بما في ذلك إمكان القيام بعمليات عسكرية مشتركة، اقترحها رئيس الأركان الإيراني محمد باقري خلال زيارة إلى تركيا في شهر آب / أغسطس الماضي، كانت الأولى لمسؤول عسكري إيراني على هذا المستوى منذ عام 1979. وقد مثل القلق من صعود الطموحات الكردية المدعومة أميركيًا نقطة تلاقٍ تركية - إيرانية، بدت ملامحها واضحة في تنسيق كبير بين البلدين في سورية والعراق لمنع الأكراد من إقامة دولة مستقلة تنعكس على الداخلين التركي والإيراني.



أهداف العملية التركية

تمثل محافظة إدلب أهمية خاصة بالنسبة إلى أنقرة، وقد جاءت العملية العسكرية التي أطلقتها مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاريفي إطار مسار أستانا، وباتفاق وتنسيق كاملين مع روسيا وإيرانلتحقيق جملة أهداف، أهمها:

• احتواء الكانتون الكردي القائم في منطقة عفرين على الحدودمع تركيا، وقطع طريق تمدُّدِه جنوبًا باتجاه محافظة إدلب،ومنها إلى البحر المتوسط، بحجة مواجهة تنظيم هيئة تحرير الشام. وتتخوَّف أنقرة من قيام الولايات المتحدة بدفع قوات من وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري للحزب الديمقراطي الكردي – الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني – الموجودة في عفرين، إلى التوجه إلى إدلببحجة القضاء على هيئة تحرير الشام والسيطرة عليها، في تكرار لسيناريو الرقة ومنبج وغيرهما من المناطق التي تمدد فيها الأكراد بدعم أميركي في شمال سورية وشرقها. وتعد هذه العملية الثانية التي تشرف على تنفيذها تركيا لمنع اتصال مناطق الأكراد جغرافيًا، ومنع احتمال قيام دولة كردية على امتداد حدودها الجنوبية مع سورية. ففي آب / أغسطس 2016، استغلت تركيا تقاربها مع روسيا الذي أعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد حكومة الرئيس أردوغان، وقامت بإرسال دبابات وقوات خاصة مدعومة بغطاء جوي لمساندة هجوم لفصائل المعارضة السورية على مدينة جرابلس الحدودية في إطار عملية درع الفرات. وفور استعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية، وجّهت تركيا إنذارًا أعطت فيه قوات سورية الديمقراطية، والتي تمثّل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، مهلة ثلاثة أيام لسحب قواتها إلى شرق نهر الفرات، بعد أن تمكنت بدورها، وبغطاء جوي لقوات التحالف الدولي، من استعادة مدينة منبج ذات الأهمية الإستراتيجية من تنظيم الدولة. وقد تمكنت عملية درع الفرات من السيطرة على نحو 2000 كيلومتر مربع، في مثلث من الأراضي يمتد بين جرابلس والباب وإعزاز.
• منع سيطرة قوات النظام السوري على إدلب؛ إذ قام النظام خلال سنوات من المواجهة مع قوات المعارضة بنقل كل من كان يرفض الدخول في مصالحات محلية إلى إدلب، كما حصل مثلًا مع فصائل داريا وبرزة ومناطق في حمص وغيرها، وصارت وسائل إعلام النظام وحلفائه تشير إلى إدلب بوصفهاإمارة إسلامية. وقد عزز هذا الانطباع سيطرة هيئة تحرير الشام على أغلب المحافظة خلال تموز/ يوليو الماضي، بعد مواجهات مع الفصائل المعارضة المعتدلة وعلى رأسها حركة أحرار الشام. وكانت إستراتيجية النظام تقوم على تجميع هؤلاء المقاتلين مع عائلاتهم في إدلب، والتفرغ بعد ذلك للقضاء عليهمبمساعدة دولية وإقليمية، على اعتبار أن العالم لن يقبل بوجودهم، وسوف يتم التعامل معهم كما تم التعامل مع تنظيم الدولة. وجاء التدخل العسكري التركي ليلغي احتمال هجوم عسكري لقوات النظام بدعم روسي – إيراني على إدلب،والحفاظ، من ثم، على آخر محافظة تسيطر عليها قوات المعارضة التي شهدت مناطق سيطرتها تراجعًا كبيرًا خلال العامين الأخيرين بعد التدخل العسكري الروسي. فالنظام كان وما زال يسعى إلى حل عسكري للصراع في سورية، ودخوله إدلب كان يعني القضاء على أي إمكانية متبقية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :