facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




( الذكرى تعود ) .. الشاعر عبدالمجيد الحياري

 الشاعر الأردني عبد المجيد السالم المرعي الحياري
الشاعر الأردني عبد المجيد السالم المرعي الحياري
22-10-2017 03:53 AM

في مثل هذا اليوم وقبل تسع وعشرين سنة، وفي 21/10/1988 ظهر يوم الجمعة، صعدت روح الشاعر الأردني عبد المجيد السالم المرعي الحياري ابوسالم إلى بارئها، بعد حياة حافلة اختلطت فيها الأحداث العامة للبلاد والأحداث الخاصة للشاعر بين سار وضار .
إن الثلاثين التي أمضيتها ...................في خدمة الأردن زهرُ حياتي
أفنيت فيها حقبة وضّاءةً ....................قد قرّبت أجلي ويوم وفاتي
ماذا أقول وقد علمت بأنني.................أمشي إلى حتفي برَكب حُفاة
هل بعد هذا كلّه أغدو على...............طرف الحياة وهامش الفلَوَات
كانت هذه الأبيات جزء من قصيدة له بعنوان " إني أُحِلت على التقاعد " وهي من قصائده الأخيرة قبل أن يشتد به المرض، وكأنه ساعة نظمها يستشعر اقتراب أجله.
ولد الشاعر الحياري في مدينة السلط عام 1914، هذا الشاعر يعطينا صورةً كافيةً عن أبناء جيله من البلغاء والمثقفين؛ إذ تقول سيرته إنّه عمل أستاذاً للغة العربية في إحدى مدارس الخليل الخاصة ثم في المدرسة الابراهيمية في القدس، ثم في معان، ثم في نابلس، وبعدها عمل مديراً لمدرسة مادبا الثانوية للبنين وأستاذاً للغة العربية، وكذلك في الشونة الجنوبية، وبعدها رجع إلى مدرسة السلط الثانوية مدرساً للغة العربية، وكان من زملائه في التدريس في ثانوية السلط حمد الفرحان ووصفي التل وخليل السالم ومحمد سليم الرشدان الكلوب، وأحمد اللوزي.
يقول الشاعر الحياري، الذي يعرفه القريبون منه بـ(أبو سالم)، في إحدى مقطوعاته الغزلية:
يا رَبَّة الوجهِ الجميلِ تحِيَّةً.................عُلويَّةَ تسمو على الأفلاكِ
إن كان للسِحر الحلالِ طلائعٌ............... تغزو القلوب فإنها عيناكِ
والصُّبَحُ في مُتَنَفَّس النُّورِ الذي..............يزهو به تاللهِ فَيضُ سَنَاكِ.
وهي مقطوعة تظهر لنا قوة السبك وصياغة المعنى لدى شاعرٍ قرض هذه القصيدة وهو في الصف التاسع في الخامسة عشرة من عمره. وهي من جملة التشبيهات الطيبة لهذا الشاعر الذي تلقى دراسته الابتدائية في السلط، في مدرستي (دار الرهوان، والحاج فوز)، ثم انتقل إلى مدرسة السلط الثانوية لينهي فيها المرحلة الثانوية آنذاك.
الشاعر الحياري، الذي تلقى تعليمه على يد الشيخ نديم الملاح، وتيسير ظبيان، ومحمد أديب العامري، ورشيد البقدونسي، وحمدي الفحل وأديب البغدادي، يمكن أن تطبع أشعاره أو تجمع من جديد، على اعتبار أنّ هؤلاء الرعيل هم من الشاهدين على تطور الأدب والثقافة في الأردن، خصوصاً وأنّ الحياري كان نشأ في كنف والده ووالدته وهي من عشيرة الهزايمة السلطية وبين سبعة من الأشقاء والإخوة وأربعة من الشقيقات، وتزوج من آل البسطامي الذين سكنوا مدينة السلط منذ 1882 وكانوا من عائلات نابلس الذين شاركوا في تنمية وتطور المدينة التي كانت تعتبر عاصمة البلاد الأردنية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. وللشاعر أخٌ وابن أخٍ وقد اشتهرا بالشعر النبطي هما « علي السالم المرعي الحياري وابنه حسين العلي.
كان شاعرنا أول « كشّاف» في الأردن، ومن زملائه في كشافة تجهيز السلط والتي تشكلت عام 1925، بهجت الصليبي، موسى الساكت، عبد الحليم عباس، محمود الظاهر، رياض المفلح، مصطفى خليفة، وآخرين، وفي 1941 تولى قيادة الكشافة والتي كانت تقوم بعمل استعراضات موسيقية في المناسبات العامة والوطنية، ورحلات كشفية سيراً على الأقدام إلى المناطق المجاورة للسلط وعمان وأريحا والقدس وحيفا، إضافة إلى التدريب على ركوب الخيل، وأعمال الفروسية والقفز والسباق. بقي شاعرنا قائداً لفرقة كشافة تجهيز السلط حتى 1949.
انتقل الشاعر الحياري من وزارة المعارف إلى وزارة الداخلية حاكماً إدارياً في كل من دير أبي سعيد، الطفيلة، أريحا، العقبة، عجلون، الشونة الجنوبية، جرش والمفرق ليحال أخيراً إلى التقاعد لينشد بعدها بسنوات بقصيدة عنوانها (إني أُحلت على التقاعد) وهي تعبير حي عن مشاعر المتقاعد وخاصة المدني، وشعوره بالفراغ التام لرجل لم يعتد ارتياد المقاهي، ولم يكن من هواة « ورق اللعب» أو لعبة النرد أو غيرها. ومن هذه القصيدة (ماذا أقولُ وقد عَلِمتُ بأنني......أمشي إلى حتفي بِرَكبِ حُفاةِ).
نشر قصائده ونثره في عدد من الصحف والمجلات وهي الدفاع ( كانت تصدر في مدينة يافا )، الجهاد، فلسطين، الدستور، الجزيرة و جريدة «الأردن» والتي كانت تنشر له عموداً يومياً بمقالة تحت عنوان «حديث اليوم» لسنوات عدة حتى أغلقت الصحيفة أبوابها. كما نشر كثيراً من نتاجه بالشعر والنثر في مجلة « رسالة المعلم » والتي كانت تصدرها وزارة التربية والتعليم شهرياً، وكذلك في «أخبار الأسبوع» الصحيفة الأسبوعية التي كان يصدرها الصحفي عبد الحفيظ محمد، ومجلة الرائد وصحيفة «الأقصى» والتي كانت تصدرها هيئة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وهي الجهة التي تولت طباعة ديوانه الشعري « نفحات عهد » عام 1974. كما نشر بعضاً آخر من شعره في صحف «اللواء» و «الجامعة العربية »، فضلاً عمَّا كان نشره عبر الإذاعة الأردنية في عمان والقدس. كما نُشرت بعض من قصائده في كتاب «من أعلام الفكر والأدب في الاردن» للمؤلف محمد أبو صوفة. ونشر له عدة قصائد «معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين » في كل طبعاته.
لمَّا اعتاد شاعرنا على تسجيل قصائده في دار الإذاعة الأردنية في رام الله، كان حريصَاً كل الحرص على الصلاة في المسجد الاقصىَ، عادة استمرت معه حتى بعد أن أصبح يسجل قصائدة بالإذاعة في عمان، وبقي على هذه العادة إلى أن اقعده المرض، وقد نظم قصائد في المسجد الأقصى تنم عن إحساسه العالي وروحه العذبة الصادقة الشفيفة.
احتوى شعر الحياري الشعر السياسي والوطني والديني والاجتماعي، ويظهرذلك جلياً في ديوانه « عبد المجيد سالم الحياري- شاعر الوطن والعروبة » دراسة وتحقيق الدكتور سحبان محمود خليفات، والذي نشرته وزارة الثقافة عام 2010 ( والذي لا بد من إعادة طباعته لوجود أخطاء في السيرة الذاتية ربما من المدون وآراء مسبقة عن شعره). عانى الشاعر عبد المجيد السالم الحياري من مرض الباركنسون الرعاشي لسنوات عدة، وفي الواحد والعشرين من تشرين الاول من عام 1988 غادر الدنيا بعد كلّ هذا الإرث.
رحم الله شاعرنا الحياري وأسكنه فسيح جناته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :