facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلماء .. ووجوب التصدي للفكر المنحرف


د.نبيل الشريف
17-04-2007 03:00 AM

بينما كانت دماء الابرياء الزكية لم تزل ماثلة للعيان في شوارع مدينة الدار البيضاء المغربية ، خرج صوت مستنكَر يبث «البشرى» عبر الفضائيات للأمة ان فتحا جديدا قد تحقق وأن ««غزوة وضاءة» قد اضيفت ا لى سجل غزوات الأمة، ،والغريب في الأمر ، ان صوتا واحدا من علماء الأمة لم يرتفع للرد على الكلام المسعور الذي أطلق صفة «الغزوة» و«البشرى» على مقتل مدنيين ابرياء في شوارع احدى المدن العربية.
نتفق على ان هذا الارهاب الاعمى الذي لا يقره دين ولا عقل يسيء الى صورتنا جميعا ويشوه بهاء الاسلام ، لكن السكوت على هذا المنطق الاعوج يعد جزءا من الخلل ويسهم بشكل ما في استمراء واستمرار ارتكاب هذه الاعمال الحاقدة المستنكرة.
ان المعركة بين مجتمعاتنا الساعية للتطور والبناء وبين الارهاب هي معركة فكرية بالدرجة الاولى.. ولن يتسنى كسب هذه المعركة اذا كان الطرف صاحب الصوت الأعلى هو ذلك الارهابي الحاقد الذي يتحدث منتشيا لأن عددا من الناس الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل تصادف مرورهم في الشارع ساعة ارتكابه جرم انتحاره العلني.
لقد كان على علماء الأمة ممن تسمع كلمتهم ويحترم رأيهم ان يخرجوا على الفور للرد بأقوى ما في اللغة من مفردات وبأوضح ما في الشرع من تعاليم ان قتل الابرياء في الشوارع ليس من الاسلام في شيء ، وان ترويع المدنيين في الجزائر والدار البيضاء وغيرهما من المدن والحواضر لا يمت للجهاد بأي صلة.
آن لعلماء الأمة ان يقرعوا كل اجراس الخطر عندما يقدم شباب في مقتبل العمر على تفجير أنفسهم في الشوارع ووسط المارة دونما هدف واضح سوى تجنب الاعتقال من الشرطة ، فقد تجاوز الأمر حد السكوت عليه.
ولا شك ان صمت العلماء ذوي الهيبة والمكانة على هذه الاعمال الحاقدة المستنكرة يصور الأمر وكأن هذه الافعال الحاقدة تحتمل مسميات أخرى ليس من بينها انها حرام بيّن ، قد تجعل ضعاف النفوس يلتمسون لها الاعذار رغم بشاعتها الواضحة وعبثيتها المفرطة.
ان احدا لا يقول ان خطاب علماء الدين كفيل وحده بمكافحة ظاهرة الارهاب ، اذ ان ثمة مقاربات اخرى لا تقل أهمية بدءا بالمواجهة الأمنية المباشرة ومرورا بتجفيف بؤر الفقر التي يتغذى منها الفكر الارهابي ، لكن دور العلماء ذوي الرؤية والمهابة له اهميته الخاصة.. وان عليهم دورا سيسألون عنه في الدنيا والآخرة.
لقد غدت هذه القضية من الأهمية بالنسبة لمجتمعاتنا بحيث لم يعد مسموحا معها الصمت وايثار السلامة الشخصية والتواري عن الانظار.. فهل ينبري العلماء لخوض هذا الاشتباك الفكري مع أصحاب الفكر المنحرف حتى لا يقع شباب آخرون تحت تأثير هذه الافكار ويستقر في عقولهم ان ما يقوله هؤلاء الحاقدون يمثل رأي الاسلام؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :