facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قناديل السياسة الوطنية


د. نضال القطامين
29-10-2017 07:31 PM

في كل بلاد الله الواسعة، لا يتقاعد السياسيون، بل يخرجون من العمل العام وليس في خططهم تقاعد صامت، ولا ركون إجباري.

وفي ذات البلاد، يعاد تدوير الخبرات، وينذر الناس أنفسهم للوطن، ولا يرتبط هذا النذر أبدا بالسلطة ولا بالحكومة ولا بتصفية الحسابات ولا بالتشفّي، وفي عادتهم دائما أن يكتبوا مذكراتهم وخبراتهم بكل وضوح، بل ويتمادوا في الشفافية فتنشر مذكراتهم وهم على قيد الحياة.

أمّا في بلادي التي حباها الله برجال دولة كُثر، رؤساء حكومات ووزراء ونواب وأعيان وغيرهم، فيتقاعد السياسيون وتتقاعد معهم الخبرة ويتقاعد الكلام، يقصدهم الناس، وبين التخجيل والإحراج والإجبار نجد بعضهم موزعين بين دعوات العشاء ورياسة الجاهات بمشتقاتها المتعددة، والوطن المبتلى بقضايا كثيرة، لا جاهة له ولا حتى عطوة.

تأسست الدولة الأردنية قبل نحو مئة عام، على العمل العروبي القومي الاسلامي، وكان من رؤساء الحكومات فيها الفلسطيني والسوري والحجازي، وقد أسستها القيادة الهاشمية على نهج عروبي واضح لا لبس فيه، ليكون هذا النهج نموذجا للدول بمواقفها ومعاركها ودماء شهداءها، وبينما استمرت الدولة الاردنية في حمل هذه الرسالة العظيمة، فإن تاريخها لا يزال محكوم بالإعلام المضاد الذي لا يتوانى عن الاساءة لمواقفنا العروبية العظيمة، ولدماء شهدائنا في فلسطين والجولان والكرامة.

اليوم وفي غمرة اعتدالنا وسط اقليم تتعالى الأمواج فيه، نحن بحاجة ملحّة لاجتراح وسيلة جديدة نستمر فيها بواجب الدفاع عن تاريخنا وبطولات جيشنا ودماء شهدائنا. فليكتب الساسة مذكراتهم.

يحمل رجال الدولة، وعاء خبرة كبير، ويختزنون في ذاكرتهم مفاصل دقيقة لعمر الدولة الأردنية، منعتهم أسباب كثيرة للحديث فيها عن تفاصيل القرارات الدقيقة، فيما باتت الحاجة أن يبدؤوا عملا وطنيا جديد، مؤرخين للدولة على اختلاف مناصبهم التي تولوها.

ليس في هذا الكلام هدفا مريبا، وسببه أننا في الأردن بحاجة لذاكرة الناس من أجل كتابة تاريخنا العظيم، وبينما أقول هذا، فمؤكد أن المدينة الفاضلة غير موجودة، لكن رجال الدولة والتاريخ المضيء موجود أيضا، وغير متاح في ظل هذا التاريخ المضيء جلد الذات، واختصار مسافة الدولة الأردنية العظيمة بالحديث عن التجاوزات وعن الفساد، ويعرف الجميع مواقف هذا البلد العروبية، قيادة وحكومة وشعبا، ويعلمون أن من حق الوطن علينا أن نوثّق تاريخه ومواقفه العظيمة.

في كل دول العالم، لا يتقاعد السياسيون، بل يخرجون من العمل العام لتبدأ الحياة بشكل آخر وطريق مختلف، ومؤكدٌ أنّ لهم دور محوري وهام لا ينتهي بانتهاء مناصبهم. بل يرسم السياسيون في كل البلاد، تاريخ أممهم ويكتبوه، ويمضون أيامهم محاضرين في جامعات وندوات ومنتديات، يقولون للناس كيف عملوا في الصفوف الأولى وكيف نجوا بأوطانهم من العاديات، ثم يعكفون في لياليهم على كتابة حياتهم، لتكون مصدرا ومرجعا لتاريخ أمتهم ودولتهم، يكتبوا فيها شهادتهم على الملأ، حقيقة عارية دون تجميل ودون أصباغ، ثم ينامون ملء جفونهم مطمئنين قانعين.

وحين ندعوا لكتابة التاريخ، فمؤكد أننا نطلب شهادات متوازنة ومحايدة، ومؤكد كذلك أننا نريد قراءة تاريخ وطن لا سيرة ذاتية، ومهم جدا أن يكتب الساسة ذاكرتهم محصنة بالحياد والحقيقة، فذاك أجلب للحق وأجلى للفائدة، ومثل ذلك فعل كبار الساسة الذين عرفهم العالم بين تشرشل ونهرو ومانديلا وهتلر وجيفارا وغيرهم الكثير.

كتب الأديب والمناضل منيف الرزاز" التجربة المرة" وهو على قيد الحياة، وجاءت مذكرات المرحوم أحمد الطراونة أبو هشام ذات تفاصيل تاريخية عن أحداث مفصلية مرت بها الدولة الأردنية، بينما شكّلت مذكرات دولة مضر بدران توثيقا دقيقا لفترات صعبة في عمر الدولة، ولعل ما جاد به كتاب " بعض ما علق في الذاكرة " من مذكرات للمرحوم مرضي القطامين الذي قال فيه كل شيء تقريبا عن حياته وتفاصيلها المرتبطة بالظروف التعليمية والسياسية في مرحلة الخمسينات والستينات، يشكّل إسهامات في مشروع كتابة للتاريخ الوطني، وذاك واجب على كل من أشغل منصبا عاما في الدولة يبتغي بها إطْلاع الناس وإخبارهم بهذه السيرة التي مؤكد انها ليست حقا شخصيا لصاحبها، بل تتجاوز لتكون حقا للناس وللوطن وللأمة وللأجيال.





  • 1 د. عبدالله محمد خطايبة 29-10-2017 | 08:28 PM

    معالي الدكتور نضال القطامين المحترم. لقد ناقشتم بهذه المقالة نقطة جوهرية تحتاج الى المتابعة و الاهتمام من جميع الساسة الذين عملوا في المواقع الحساسة خلال تاريخ الدولة الأردنية، نعم لقد تشكل لدى هذه الفئة الكثير من الخبرات و التي تمت من خلال انشاء الدولة الأردنية، و في جميع مراحلها و ما مرت بها الدولة الأردنية من صعوبات كبيرة و مواقف يحتاج الجيل القادم التعرف عليها و التي توثق التاريخ الحقيقي للأردن، ان هذه الكتابة تحتاج الى بعض المتخصصين لكتابتها و جمعها و هم كثر بهذا البلد، هذه حقا مسؤولية

  • 2 د منير مرايات 29-10-2017 | 11:42 PM

    نتطلع لك بأن تكون ناقدا واضحا للسياسات العامه للحكومات ،مثل عمان الجديده وموقف زيادة العلل الضريبي ،وحالة عدم وجود مواصلات عامه جيده ،و تردي التعليم بشقيه ،وغيره ،،،،لا نريد متفرجون وانما وجهات نظر دون مجاملات دبلوماسيه.

  • 3 من موظفي العمل 30-10-2017 | 09:22 AM

    معاليك لم يعلق بذهنك من الشخصيات الوطنيه الا ماذكرت فقط مع ابوك ليش ماتذكرت احمد اللوزي ولا وصفي التل ولا احمد عبيدات ولاهزاع ولا عبد الحميد شرف ولا الشريف زيد ولا ولا ولا غيره المئات

  • 4 وصفي عليان 31-10-2017 | 12:32 PM

    هل نناقش ايضا تقرير ديوان المحاسبة حول اعمال وزارة العمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :