facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هجوم الروابدة على الإخوان .. ما وراء الأكمة؟!


د. محمد أبو رمان
08-02-2009 01:39 AM

ما الذي دفع النائب عبد الرؤوف الروابدة إلى الهجوم الحاد على "الإخوان" في الجلسة الأخيرة من الدورة الحالية لمجلس النواب، بعد أن كانت أغلب التوقعات ترجح عدم اكتمال نصابها القانوني، وإذا بها تتحول إلى "واقعة" حامية الوطيس.

أحسب أنّ الأكمة لا تتعلق بمضمون بيان لجنة مقاومة التطبيع، وشخصياً أختلف مع طريقته ومنطقه، إلاّ أنّ هذه اللغة ليست جديدة على اللجنة ولا على الخطاب الإخواني، فما الجديد؟..

هجوم الروابدة المفاجئ يقرأ في جملة تتكون من مبتدأ وخبر!

المبتدأ يتمثل في إرهاصات لقفزة في السياسات الرسمية إلى الوراء في العلاقة مع الحركة الإسلامية، بعد مرحلة الحوار السابقة. فثمة توجه لتيار سياسي يرى أنّ المرحلة الأخيرة أفضت إلى تحقيق الإخوان مكتسبات كبيرة مقلقة، سواء على صعيد الخطابة في المساجد أم على صعيد منحهم ترخيصا لصحيفة السبيل، والأخطر السماح لهم بالمسيرات والمظاهرات التي أعادت نفوذهم في الشارع ومنحتهم شعبية واسعة مجاناً.

أمّا الخبر فيكمن بمحاولة "الحرس القديم" تجديد أوراق اعتمادهم والعودة من جديد إلى المطبخ السياسي، باعتبارهم الأكثر قدرة وأهلية للتصدي السياسي للخطاب الإخواني، بعد أن شعروا بوجود مساحة واسعة اليوم تتيح لهم القول: "نحن هنا".

كنت أتمنى على الروابدة، وهو مثقف من طراز رفيع، ويمتلك خبرة سياسية عريقة، وله رؤية نقدية يفصح عنها قليلاً أن يتخذ مساراً مختلفاً اليوم بتقديم خطاب إصلاحي والتواصل مع نخبة تتوافق عليه ويقدم لمطبخ القرار والرأي العام على السواء.

على الأغلب أنّ هنالك أوساطاً رسمية، وشبه رسمية، مؤيدة للهجوم الحالي على الإخوان، وقد يكون بمثابة شرارة البدء بمراجعة المرحلة الأخيرة والعودة إلى السياسات السابقة في إعادة هيكلة دور الحركة ومساحة نفوذها السياسي والاجتماعي، وحرمانها من الجزء الحيوي من شبكة التجنيد والعمل الاجتماعي والتعليمي، المورّد الرئيس لنشاطها السياسي.

شخصياً، سجّلت ملاحظات نقدية بنيوية على الخطاب الإخواني، وكتبت كثيراً في ذلك، لكنني أتبنى جملة، من مبتدأ وخبر، مغايرة تماماً للجملة السابقة..

أمّا المبتدأ، فلست مع إقصاء الحركة الإسلامية والتعامل معها باعتبارها ملفاً أمنياً. فالإسلام السياسي اليوم هو تيار صاعد في المنطقة، ويتجذر في المجتمع وله أنصاره ومؤيدوه، ويكتسب مع مرور الوقت زخماً شعبياً كبيراً، وهو بوجهين، الأول من يقبل بالعملية السياسية واللعبة الديمقراطية، مع بقاء علامات استفهام حقيقية على هذا التوجه، والثاني هو المتطرف الذي يؤمن بالعمل السري والسلاح وتكفير النظم والانقلاب الجذري.

لا بديل إلاّ أن نتعامل مع أحد هذين الوجهين، إذ أنّ إضعاف أحدهما هو لمصلحة الثاني. فالحل يكمن بسياسات الاحتواء والإدماج والتطوير، من خلال دعم التيار المعتدل وتقوية عوده، وتوفير البيئة المناسبة له للقفز إلى خطاب سياسي أكثر واقعية وبراغماتية.

ذلك لا يعني، بالضرورة، ترك الحبل على الغارب للإسلاميين، فهنالك قانون وشروط للعبة السياسية تمثل حدودا وضمانات رئيسة، لكن في سياق سياسي استراتيجي لا منطق "اللعبة الصفرية".

اليوم، يرتفع شأن الدور التركي في المنطقة باعتباره نموذجاً للإسلام الليبرالي التقدمي المتطور، وفي الوقت نفسه تصعد الحركات الإسلامية في مختلف المجالات، والتجارب الوفيرة في التعامل معها تؤكد على أن الطريق الصحيحة تتمثل في اعتماد سياسات "الاحتواء الذكي" والإدماج، لا في المحاصرة التي ستبقيها دوماً فزاعة ومصدر تهديد أمني حقيقي أشد خطورة من فوبيا "البديل الإسلامي" التي يدندن بها بعضهم صباح مساء.

خبر المبتدأ يتمثل في أنّ مواجهة الحركة الإسلامية أو بناء حالة من التوازن الداخلي وملء الفراغ السياسي الشعبي لا تكمن بالاحتكام إلى "العقلية العرفية" أو تفجير "الألغام السياسية" أو الضرب على الأوتار العاطفية. بل القادر على الحياة وتقديم البديل القوي الفاعل هو التيار الإصلاحي الوطني الذي يقدم خطاباً سياسياً عقلانياً واقعياً، ينزع إلى التجديد والحداثة، ويمتلك القدرة على استقطاب الشباب وفئات واسعة من المجتمع، ويقدم رؤيته الواقعية للمشكلات التي تؤرق الشارع والمواطن.

السير في طريق الإصلاح السياسي بات قدراً لا فرار منه. وبدلاً من محاولة استعادة اللعبة القديمة، فإنّ الأجدى للاستقرار وتقوية الدولة والمجتمع البحث في إدارة عملية الإصلاح وترشيدها بالاتجاه الصحيح .


m.aburumman@alghad.jo
الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :