facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سطوة الديمغرافيا الفلسطينية


د. عاكف الزعبي
05-11-2017 02:41 PM

ظلت اسرائيل على الدوام الاكثر تهديداً لمصالحها من بين جميع اعدائها بسبب تجاهلها لحقوق الشعب الفلسطيني. وقد بدت اكثر امعاناً في ذلك منذ وصول اليمين الى الحكم عام 1977 وسيطرة اليمين الديني المتطرف عليه لاحقاً وحتى اليوم ، ما زاد من ركوب اسرائيل رأسها كما لم تفعل من قبل ممعنة في تقويض كافة المساعي الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .

السياسة الاسرائيلية الساعية الى التوسع والرافضة للاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة تسير بإسرائيل في طريق مسدود لا مفر منه بسبب اغفالها لتنامي الدور الحاسم للكتلة البشرية الفلسطينية التي ظلت تحاصر اسرائيل وتتقدم باتجاه المزيد من الاطباق عليها بمرور الزمن خطوة اثر خطوه .

خريطة الوضع الديمغرافي الفلسطيني المتنامي تتوزع اليوم بين ما يزيد عن مليون فلسطيني في قلب اسرائيل ، وما يزيد عن مليونين الى الغرب منها في الضفة الغربية ، وما يقارب مليونين الى جنوبها في قطاع غزة . ومع ذلك تصر اسرائيل على رفضها لقيام دولة فلسطينية ، وهي متأكدة من انتفاء امكانية نقل الكتل البشرية الفلسطينية ومرعوبة في الوقت نفسه من فرضية دمجها في كيانها .

الاعلام الاسرائيلي ، والمعارضة الاسرائيلية ، والنخب الاسرائيلية السياسية ، تسأل اليمين الديني المتطرف الحاكم اليوم عن خياراته المستقبلية وقد باتت لا تراها في غير خيارين فقط احلاهما مر : اما قيام دولة فلسطينية ، او الانتهاء الى دولة واحدة ثنائية القومية للإسرائيليين والفلسطينيين بمواطنة متساوية او بنظام فصل عنصري . والخيار الاخير هو الاخطر على كيان اسرائيل ومستقبل وجودها .

اليمين المتطرف المحاصر اليوم امام خيارين خطيرين لا ثالث لهما ذهب يفتش عن مخرج له من حصار الرأي العام الاسرائيلي ، فلم يجد غير زعم قديم بال يتمثل بوطن بديل للفلسطينيين في الاردن . وهي فكرة خيالية مرفوضة رفضاً قاطعاً فلسطينياً واردنياً ، وتقف دونها اتفاقيتان تعترف اسرائيل في الاولى منهما بمنظمة التحرير وسلطتها القائمة ، وتعترف في الثانية بالمملكة الاردنية الهاشمية بحدود معترف بها

دولياً. ما يعني بقاء كابوس الديمغرافيا الفلسطينية يقض مضاجع اسرائيل ويربك مخططاتها الى يوم تصحى فيه على 6 ملايين فلسطيني يعيشون في قلبها وعلى اطرافها ، ويتزايدون سنة بعد اخرى في اكبر تهديد لوجودها .

كانت الديمغرافيا على مدى التاريخ قاطعة في حسم الصراعات بين اصحاب الارض والطارئين عليها . قديماً عاد الصليبيون ادراجهم الى بلادهم بعد حروب وتواجد على الارض العربية دام اكثر من مئتي عام. وخرج العرب من الاندلس بعد احتلالها لنحو خمسمائة عام . وخرج الفرنسيون من الجزائر بعد احتلال دام 130 عاماً ، ومثلهم خرج الانجليز البيض بعد حكم لجنوب افريقيا قارب 70 عاماً .

امل اسرائيل اليوم في تأجيل سطوة الديمغرافيا الفلسطينية وليس الغاءها، يحييه حال بلاد العرب مع احتمال نشوء دويلات او كيانات في العراق وسوريا ترعاها ايران وروسيا والولايات المتحدة وتكرس في سبيل اشغالها وادامتها حروباً طائفية سنية شيعية يجري اشعالها كلما دعت اليها الحاجة.





  • 1 التمنيات لاتصنع أوطان ولا معجزات 06-11-2017 | 02:05 AM

    وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :