facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تيريزا الوجه الآخر !


خيري منصور
07-11-2017 01:41 AM

احيانا تصبح اسماؤنا مضللة، وليس لنا منها نصيب، فالقبيح لا يصبح جميلا لمجرد انه يحمل اسما مشتقا من الجمال وكذلك الطويل والكريم والشجاع !
ورئيسة وزراء بريطانيا؛ بريطانيا التي كانت ذات يوم امبراطورية ثم غابت عنها الشمس، لم تعتذر عن وعد بلفور ولم تصمت ايضا وهذا اضعف الايمان، ومعنى ذلك ان الامر لو كان بيدها لأعطت وعودا اخرى يحتل بموجبها الوطن العربي من الماء الى الماء... او بمعنى ادق من الدم الى الدم.
انها ليست الام تيريزا، النموذج الانساني الارقى في عصرنا، فالسيدة الجليلة كرّست حياتها ومنحت عمرها للاشقياء في القارات المنكوبة، وتذوقت اطعمة الفقراء واعترتها القشعريرة في اكواخهم العارية، وانتقلت اليها العدوى من امراضهم، لكنها قبضت على الجمر وواصلت حتى الشيخوخة دورها الادمي والحضاري، وكأنها تعتذر عن كل ما الحقه المستعمرون بضحاياهم، لهذا كانت الامومة وليست الام فقط، وما من احد التقى بها الا وانحنى ليقبل يدها، مقابل تيريزا الام هناك تيريزا زوجة الاب الانجلوساكسوني الذي اخذته العزة البيضاء بالاثم الاسود ولو صمتت حفيدة بلفور لكان ذلك اكرم لها رغم ان الصمت في مثل هذه المواقف تواطؤ وقبول ومشاركة !
قرن من التهجير والتنكيل والاقتلاع من الجذور، ومشهد مئات الروايات والافلام التسجيلية والرصد لأكبر تراجيديا في التاريخ المعاصر لم يغير من موقف الامبراطورية السابقة بحيث تعتذر لاستعادة اعتبارها الاخلاقي.
لكن بريطانيا شأن كل البلاد والعباد في هذا الكوكب ليست طوني بلير او انطوني ايدن او اللورد كرومر او اللورد بلفور، انها بريطانيا شكسبير الذي ادرجه من ينعمون بوعد بلفور في قائمة اعداء السامية بسبب مسرحيته تاجر البندقية ودور التاجر المرابي شايلوخ !
وهي بريطانيا هارولد بنتر الذي تظاهر تحت المطر وهو مريض احتجاجا على احتلال العراق، وبريطانيا الفنانة ريدغرف التي سمت فلسطين باسمها، وبريطانيا غلاوي والاكاديميين الذين قاطعوا اسرائيل، واخيرا بريطانيا من جاؤوا الى القدس على الاقدام ليعتذروا !!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :