facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أباطرة سعوديون يغادرون المشهد الإعلامي


د. تيسير المشارقة
07-11-2017 12:31 PM

أربعة أباطرة إعلام سعوديون وعرب يعيشون الآن مرحلة "تحوّل عظمى" في بلدهم الأم المملكة العربية السعودية. هذا التحوّل بدأ يوم الرابع من نوفمبر 2017 وذلك في أكبر زلزال إعلامي هز الشرق الأوسط. هؤلاء الأباطرة هم الملياردير الوليد بن طلال، والشيخ صالح كامل، والشيخ سعد الحريري، ورجل الأعمال وليد الإبراهيم. هؤلاء لربما وقع عليهم اللوم جراء الفشل في وقف النزيف العربي وحالة التراجع والتشرذم الكبرى. اللائمة هذه وقعت عليهم وكان لابد من تدارك الواقع.

ما يهم صناع القرار الإعلامي في الأردن هو التداعيات بشأن مصير الشيخ صالح كامل وعائلته وهو الذي نقل استثماراته الإعلامية الكبرى (شبكة راديو وتلفزيون العرب ـ ART ) ضمن مدينة الإنتاج الإعلامي في الأردن. إمبراطور الإعلام السعودي كامل الذي يبدو أنه كان ينوي الاستثمار في قنوات إسلامية جديدة وبلغات عالمية متعددة، غير قناة "اقرأ" الإسلامية، قام قبل فترة ببيع معظم قنوات ART الرياضية لفضائية الجزيرة مقابل مبلغ قارب الثلاثة مليارات دولار، وتهيأ الشيخ إثر ذلك لإطلاق محطات دينية إسلامية، واصفاً الاستثمار الذي قام به في الإعلام الرياضي بأنه كان "غلطة" (حسب تصريحات له ضمن برنامج نقطة تحول عبر قناة "أم بي سي"). التفاهم بين الشيخ والقيادة القطرية على التحوّل والاستدارة نحو أضخم مشروع إعلامي إسلامي.. لربما هو الذي أثار الحفيظة السعودية الأم، مما جعل عملية الاستدعاء على عجل إلى الرياض مسألة في غاية الأهمية.

الأيام القادمة والحبلى بالتطورات التاريخية الهامة، والتي بدأت بإعلان استقالة سعد الحريري من رئاسة وزراء لبنان، وإعلاناته المفاجئة حول خطورة التهديدات الإيرانية للبلدان العربية، والتي تحتاج لمواجهة التحديات، هي التي دفعت بالقيادة السعودية إلى استدعاء أباطرة الإعلام الآخرين لإعادة النظر في منظومة الخطاب الإعلامي القادم.
اللغط الكبير حول "الإقامة الجبرية"، ومسألة "التحفظ "على أباطرة الإعلام في كبريات الفنادق السعودية، بسبب قضايا "فساد" مزعومة، ما هو إلا تفسيرات مبكرة لما يحدث في العالم العربي من انقلابات وتحديات والشرق الأوسط والخليج العربي من تهديد إيراني وتركي وإسرائيلي، وأعوانهم، في محاولة من هؤلاء لتدمير مسيرة التنمية والتحوّل في المنطقة.
المليارات الكبرى التي يديرها أباطرة الإعلام الأربعة سيتم الآن إعادة تدويرها لصناعة "خطاب إعلامي عروبي جديد" تستدعيه التغييرات والتحديّات الكبرى في عالمنا العربي. ولا بد من الإشارة هنا إلى التغيير الدراماتيكي في آليات إدارة الحكم السعودي بتنصيب الأمير الشاب محمد بن سلمان ولياً للعهد الذي يحمل رؤية جديدة معاصرة لمسيرة التحوّل التاريخي في المملكة العربية السعودية.
عربة التغيير تحتاج لتضحيات ومليارات من الدولارات وهذا ما تراه السعودية والملك وابنه ولي العهد العقلاني. فالأموال والإعلام يتم توظيفها لإعادة البناء والتعديل في أدوات الحكم وإعادة الاعتبار للعروبة التي عانت في العشر سنوات العجاف الماضية من وهن وعطب وافتراس فارسي.
الخسارات الكبرى على جبهات العراق وسوريا ولبنان واليمن والانفصام القيمي والشرح الذي أحدثته إيران وأعوانها في الضمير العروبي، جعل من الإبقاء على الأمور كما هي عليها في السابق، يدفع باتجاهات كوارثية إضافية. لذا كان لا بد من عمليات جراحية كبرى، وربما قيصرية، على كافة المستويات الاستراتيجية الاقتصادية والإعلامية؛ بهدف المحافظة والإبقاء على ما تبقى من أشلاء أو ربما "شظايا" العروبة. فالمركب الضخم للعروبة يتعرض في هذه الأوقات للغرق في مثلث برمودا الإسرائيلي الإيراني والتركي، بعدما أصاب العطب والوهن الفواعل العربية الموحدة للعالم العربي (الدين والجغرافيا والمشاعر المشتركة واللغة والثقافة والعادات والتقاليد والتاريخ ).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :