facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منْ يملك القرار .. ؟؟


موسى الصبيحي
09-02-2009 05:27 PM

تبدأ التنمية المجتمعية الشاملة من اللحظة التي تصبح فيها المعرفة إحدى أهم الأولويات التي تتقدم حياة أفراد المجتمع، فيندفعون شرائح وفئات إلى التفكير بشؤون مجتمعهم تفكيراً عقلانياً شمولياً بدءاً من المحلي مروراً بالإقليمي وانتهاءاً بالوطني.. بمعزل عن المؤثرات العاطفية والحماسية الممضّة والتي غالباً ما تكون معطّلة إذا تجاوزت حدها الطبيعي..

هذه اللحظة التي تغدو فيها المعرفة هي السلّم الذي تصعد عبره المجتمعات درجات الرقي والتحضّر، قد لا تجدي أبداً ما لم تُمزج بالإيمان والقناعة بأهمية التغيير وضرورة التطوير، وليست الحكومات وحدها، التي بيدها القرار، هي منْ يتحمّل وزر الإخفاق في خلق مثل هذه القناعة، بل يبرز دور المنظمات المدنية التي تملك ما هو أهم وأخطر من القرار، ألا وهو التشكيل الفكري والسياسي، إذْ يعتمد نجاحها في تشكيل القناعات وخلق المسارات، على مدى قدرتها على طرح أفكار تجديدية توائم بين الأصالة والمعاصرة، دون أن تبتسر من هذه على حساب تلك أو العكس، وهي عملية دقيقة وحساسة، تحتاج إلى مفكرين وسياسيين رفيعي المستوى، قد لا يتوفر منهم إلاّ القليل..!!

الاتجاه الرائج اليوم هو الدعوة إلى التغيير، فنسمع هذه الكلمة كثيراً في حياتنا اليومية، ونسمع منْ يقول إن هنالك منْ يقف في الاتجاه المعاكس ويقاوم التغيير.. لكن السؤآل هل التغيير بحد ذاته هو المطلوب..!!؟

عندما يفكّر الكثيرون في التغيير، لا يطرحون مع الأسف فرص التغيير المتوفرة أو التي يمكن إيجادها، وفضلاً عن ذلك، فهم لا يدركون أي تغيير ذلك الذي يتطلعون إليه، ما الهدف وما الطريق الذي سيسلكونه لإحداث التغيير ، وما الغاية الحقيقية من التغيير..!!

لم تواجه التنمية المجتمعية عجزاً كالذي تواجهه حين تصطدم مفاهيمها مع دعوات التغيير الغامضة، فتختلط المفاهيم بعضها ببعض، وتغدو الرؤية أكثر ضبابية، وتضيع معها الأفكار، وتتشابك بصورة لا نستطيع معها أن نتبين معالم الطريق.. فتحدث شروخ هنا وهناك، تعطّل المسيرة، وإن كانت تترك مساحة كبيرة خصبة لخيارات كثيرة، ليست هي الخيارات التي يمكن أن تتولّد عن أولويات موضوعية واضحة في أذهان النخب، وعندما تتعدد الخيارات بمثل هذه الصورة المذهلة، تصبح عملية القرار أصعب ما يواجه المجتمع. فتتراجع القدرة لدى السلطة على التمييز بين قرار ناجع وقرار فاجع، ويتحمل الناس نتائج هذا الإخفاق، وتصبح التنمية المجتمعية الشاملة مجرد شعار، تتغنى بها الأطياف السياسية، والسلطات الحاكمة، دون أن يحسّ أفراد المجتمع بتغيير فعلي ملموس يفتح أمامهم مسارات جديدة في التطوير والرقي والحياة الأفضل..

المشكلة في كل ما يحصل أن دعاة التغيير فشلوا في تحديد مسارات واضحة للتغيير، فانفتحت أمامهم خيارات واسعة جداً.. وهي أصعب المراحل وأشدها تعقيداً.. فليس كل منْ يملك الخيار يملك القرارْ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :