facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقوط الاقنعة في اسرائيل


د.نبيل الشريف
10-02-2009 03:55 AM

تحول ايهود باراك وتسيبي ليفني فجأة في نظر بعض المحللين العرب ، الى حمامتي سلام وادعتين بين عشية وضحاها ، واصبح غيابهما المحتمل عن المسرح السياسي في اسرائيل بعد انتخابات اليوم ، حدثا يوجب علينا ان نذرف من اجله الدموع ، لانه يهدد عملية السلام التي تستحق خرزة زرقاء كبيرة ، لحمايتها من حسد الحاسدين،،

واصبح صعود نجم نتنياهو وحليفه ليبرمان في سماء السياسة الاسرائيلية ، نذير شؤم يهدد بجر المنطقة باسرها الى اتون المجهول ، وتبارى المحللون في عرض مواقف ليبرمان العنصرية ، وكيف انه توعد عرب الداخل بالطرد ، ما لم يوقعوا قسم الولاء للدولة والعلم والنشيد في اسرائيل ، واعادوا الى الاذهان ان نتنياهو لا يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في الوجود ، ناهيك عن حقه في اقامة دولته على ارضه.

كل هذا صحيح ، فالارجح ان الانتخابات الاسرائيلية اليوم ستكشف الوجه المتطرف والعدواني والدموي الحقيقي للمجتمع الاسرائيلي ، وثمة احتمال كبير ان يحسم الناخب الاسرئيلي خياراته ، بتفويض الثنائي الدموي نتنياهو وليبرمان بادارة دفة الحياة السياسية في اسرائيل.

لقد كان من الممكن ان نشاطر هؤلاء المحللين احساسهم بالفجيعة ، لاحتمال غياب حزبي كاديما والعمل عن المشهد السياسي الاسرئيلي ، لو اننا كنا مصابين بفقدان الذاكرة او لو ان مرض الزهايمر المسبب لحالة الخرف ، قد داهمنا على حين غرّة. ولكن دماء الابرياء من النساء والاطفال ، التي اراقها "دعاة السلام" من كاديما والعمل في غزة لم تجف بعد ، كما ان ذاكرتنا ليست مخترقة الى هذا الحد،.

لقد اوغل اولمرت وليفني "كاديما" والعمل "باراك" في دماء الفلسطينيين في غزة ، بشكل وحشي شرس يجعل مجرد غيابهم عن المسرح حدثا سعيدا ، بغض النظر عمن سيأتي بعدهم ، حتى لو كان الطوفان بعينه.

كما اننا لم ننس بعد ، كيف ان المراوغ الفاسد اولمرت باع العالم كله اوهام السلام لعدة سنوات ، وهو ينتقل من اجتماع عبثي الى اجتماع عبثي اخر مع الرئيس الفلسطيني ، دون ان يقدم للرجل اي شيء ، اللهم الا زيادة المستوطنات وبناء الجدار العازل ، وزج المزيد من الشباب في المعتقلات ومصادرة اراض اضافية واقامة نقاط تفتيش جديدة.

ولم يغب عن ذاكرتنا بعد ، كيف حاصر المجرم الغائب عن الوعي شارون ، مؤسس "كاديما" ، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وكيف عاقبه وعذبه وقتله ، لانه لم يقدم كل التنازلات المطلوبة.. لتحقيق السلام.

لقد دقت ساعة الحقيقة ، وآن الاوان لرؤية الامور كما هي دونما رتوش او محسنات ، فقد سقط القناع وظهر المجتمع الاسرئيلي على حقيقته ، باعتباره مجتمعا يؤمن بخيار القوة والعدوان ، ولا يرى في السلام خيارا يحقق له اهدافه. وفي واقع الامر ، فان جميع الاحزاب الاسرائيلية ، تلتقي عند نفس الهدف ، عندما يتعلق الامر بالسلام والعلاقة مع الفلسطينيين والعرب ، ولكن الفرق هو ان البعض يلبس قناعا زائفا ، مثل اولمرت وباراك وليفني ، بينما لا يضع الاخرون رتوشا ، ويسمون الاشياء باسمائها.

والسؤال هو: ماذا سنفعل نحن وما هي خياراتنا؟ فاذا كانت اسرائيل قد حسمت خياراتها باتجاه العدوان والتطرف ونبذ الاخر: فهل سنواصل الاتكاء على نفس الادوات المثلومة القديمة ، ونستمر في ترديد المعزوفات المكرورة ، التي رفضها المجتمع الاسرئيلي؟ واذا كان تطورا مثل هذا الزلزال السياسي الذي يوشك ان يقع في اسرائيل ، غير قادر على دفع العرب الى توحيد صفوفهم ومراجعة خياراتهم: فما الذي يمكن ان يحقق هذه المعجزة ، خصوصا وانهم لوحوا بعدم ابقاء المبادرة العربية على الطاولة الى الابد ، في مؤتمر القمة الاخير؟.

ان السلام يحتاج في العادة الى طرفين ، فاذا كان الطرف الاخر قد انتقل من مرحلة بيع اوهام السلام ، الى مرحلة العداء السافر والغاء وجود الاخر ، أفليس من الضروري ان نعيد نحن ايضا دراسة خياراتنا ومراجعة توجهاتنا؟،

** الكاتب الزميل رئيس تحرير يومية الدستور






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :