facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حطي على النيران عيدان


عدنان الروسان
11-11-2017 05:50 PM



حطي على النار يا جدة ، حطي على النار عيدان ، هات المعاميل و العدة ، تانسقي الظيف فنجان ، حينما كانت الضمائر مستريحة و البال فاض ، و البيادر تتسع للقمح و الذرة و الشعير و تتسع لدبكات الروسان و العمرية و باقي مكونات أم قيس العشائرية الحبيبة ، و المشهد يتكرر في الرمثا على أنغام المجوز و دبكات الزعبية و الذيابات و باقي مكونات المجتمع العشائري الرمثاوي ، و نفس المشهد يتكرر في الكرك و معان و الأغوار و البادية و في كل ساحة من ساحات الأردن الجميل الحبيب ، و كان اليرغول أو المجوز و الشبابة سيد الموقف ، و كان الشيوخ على راس الدبكة بينما النساء تعج أمسيات الصيف بزغاريدهن و القهوة العربية مع مشروب الطاقة الأردني ، الشاي لا ينقطع و لا يتوقف عن الحضور.
كانت الحكومة ترتقي لمستوى الشعب ، و رأيت و كنت صبيا في ذلك الوقت جنودا و ضباطا من الأمن العام يشبكون في الدبكة بملابسهم العسكرية و تشعر أن الله قد ملأ قلوب الناس كلهم محبة و طربا و هناء ، و كان الناس راضون ، مبتهجون يحبون كل شيء حتى فقرهم و عوزهم ، و كانوا ممتلئون وطنية و قومية و دينا و أقرب للوطن من حبل الوريد ، لكن الحكومات كانت منسجمة مع الناس ، كانت على كل ما فيها من عيوب و أخطاء كانت حكومات تملك حسا وطنيا صادقا و تشعر مع جوع المواطنين و مع غضبهم و مع حاجاتهم .
كانت الحكومة تسعر الخضار و الفواكه و اللحوم حتى لا يفترس التجار المواطنين ، و كان الأردنيون يزرعون القمح و الشعير و الذرة و يطعمون أنفسهم قبل أن يجف الضرع و يموت الزرع و تتخلى عن الأرض السماء ، و اليوم صارت البيادر كلمة تحتاج إلى شرح في القاموس لأن الشباب لا يعرفونها و الأعراس تقام في تلك الزنازين المسماة صالات أفراح و الأثرياء يقيمونها في فنادق الخمس نجوم ، كان العرس فرحا و صار العرس واجبا مليئا بالمنغصات و الانتقادات ويحتاج إلى عشرات الألوف من الدولارات و من ليس معه يقيم عرسا كأنه خطيفة أو حراما يسرقه بأقصى سرعة و في غياهب الظلام.
كان الأردن وطنا عظيما ، و كانت الأمة العربية أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة و كان الدين يخضع له الحاكم و المحكوم قبل أن تتمزق الأمة و تخضع لباقي الأمم و تسرق ثرواتها أمام أعين أبنائها بينما الأبناء جياع يتضورون جوعا ، و صار الأردن يبحث عن الخبز و الحكومة تبحث عن عاصمة جديدة ، و كأن ربة عمون ، فيلادلفيا عمان عاصمة التاريخ لا تتسع للحكومة.
النار ما تزال مشبوبة و لكن في كل أرجاء الوطن العربي ، النار مشبوبة في سوريا و اليمن و ليبيا و العراق و تكاد تشب في كل أنحاء العالم العربي ، و الذين يحطون عليها عيدانا هم أعداء الأمة و تلاميذ الاستعمار ، الذين يريدون أن يحرقوا الأخضر و اليابس بعد أن حرقوا كثيرا منه ، كانت النار مشبوبة في بلادنا لإعداد القهوة العربية للضيوف و المعازيب ، و ليس لقتل الضيوف و المعازيب ، و كان الناس يعيبون على من يقتل حتى هرة أو دجاجة و صار المحللون يجدون في قتل عشرات الألوف أمرا عاديا متماهيا مع العصر الحجري الأمريكي الذي يسرقنا و نحبه و يدمرنا و نتمنى أن نزوره و يحرقنا و نقول له نارك و لا جنة هلي.
استريحي يا جدة ، و لا تحطي على النار عيدان فالموقدون كثر و النيران تشتعل في كل مكان ، ليتك يا جدة ما فتحتي موضوع النار و لو كنت تعلمين أن النيران سوف تشتعل في كل أرجاء معمورة العرب لربما اشتريت قهوتك من عند أبو العبد خوفا على أمتنا من الاحتراق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :