facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شهامة أردنية


16-11-2017 02:06 PM

عمون – محمد الخوالدة - كان (م.ع.خ) عائدا وزوجته بسيارته الخاصة ذات ليلة من عمان الى الطفيلة، وقبل الوصول الى موقع مركز اصلاح وتأهيل سواقة على الطريق الصحراوي بمسافة ليست قصيرة تعطلت السيارة، حاول بخبرته المتواضعة بميكانيك السيارات ان يعالج العطل لكنه لم يفلح، احتار صاحبنا ماذا يعمل فالليل بدأ يرخي سدله وزوجته اعتراها الخوف والقلق، كل ما اتيح له فعله في هذه اللحظات التي وصفها بالعصيبة ان يسلم امره لله ومناشدته الفرج.

قال (م.ع.خ) : "لو لم تكن زوجتي بصحبتي لكان الامر بسيطا حتى لو سرت لمسافة طويلة على الاقدام وصولا الى اقرب تجمع سكاني، اما ان تكون بصحبة امرأة فشيء مختلف، المرأة بطبيعتها سريعة الخوف والتوتر مما يشكل ضغطا على اعصابك ويحفزك للتوتر".

اضاف صاحبنا : مضى زهاء ساعة وانا اضرب اخماسا بأسداس ، الليل بهيم ، لم اشأ ان اوقف السيارات المارة عبر الطريق فقد يكون في احدها شرير او صاحب اسبقيات ، لو كنت بمفردي لما ترددت ، اما بوجود زوجتي فالأمر مختلف " ، "تابع" صاحبنا زادت زوجتي التي بدأ قلقها بالتصاعد من صعوبة الموقف ولم يكن امامي سوى طمأنتها بان الله سبحانه سياتي بفرج قريب ، وبالفعل كان ذلك .

اوضح : مرت بالقرب من سيارتنا سيارة "بكب" ، يبدو ان سائقها شاهدني وزوجتي داخل السيارة التي كنت قد اطفأت كل اضوائها حتى المنبهة منها حتى لا يستجلب ذلك احدا قد يكون صاحب نية سيئة ، اضاف صاحبنا ، يبدو ان سائق البكب ادرك وبفطرة اهل البادية النشامى ان في الامر شيء ، مرت سيارة البكب وظننت ان امرها كأمر سيارات اخرى مرت بالمكان ، لكنها دقائق معدودة حتى توقفت خلف سيارتي سيارة اخرى كانت هي سيارة البكب التي اشرت , لا انكر ان هاجسا من خوف اعتراني ، لكنه كان الفرج الذي دعوة الله به .

اضاف صاحبنا : ترجلت من سيارتي لأكون امام شخص لم ادرك تحت حلكة الليل ملامح وجهه ، سألني بلهجة فيها نكهة البداوة " علامك يا الاخو" ، شرحت له ما حصل ، اجرى مكالمة بهاتفه الخلوي ، وقت قصير حضرت للمكان سيارة بكب اخرى كان بداخلها ابن صاحب البكب وزوجته التي يبدو انه احضرها ليشعر زوجتي بالأمان ، جن الليل لم يكن بالإمكان الاستعانة ب"ميكانيكي" لإصلاح عطل سيارتي ، سحب سيارتي المتعطلة بإحدى سيارتي البكب حتى وصل بها الى حيث يقيم .

اضاف صاحبنا : اصر علي "منقذي" ان يقيم لي ولزوجتي مأدبة طعام ، اعتذرت منه ، ثم طلب الينا ان نبيت ليلتنا عنده ، شعر بتردد زوجتي ويبدو انه تجنب احراجها ، فاصر ان يوصلنا الى حيث نقيم في محافظة الطفيلة ، لم يكن امامي "تابع" صاحبنا سوى قبول العرض مراعاة لشعور زوجتي مع علمي بما سيتحمله "مضيفنا " من مشقة الذهاب بسيارته الى الطفيلة والمسافة تزيد عن (130) كيلومترا .

الخلاصة اضاف صاحبنا : وصلنا في ساعة متأخرة من الليل منزلنا في احدى البلدات المجاورة لمدينة الطفيلة ، ورغم الحاحي الشديد على "منقذي" ان يمضي ليلته عندنا رفض ، طلب الي اعطائه مفتاح سيارتي ليحضر نهارا "ميكانيكي" لإصلاحها ، وبالفعل عدت الى سيارتي ظهر النهار التالي ، وقد تم اصلاحها ، واكمالا لمعروفه الذي طوق عنقي رفض "منقذي" ان يعلمني عن كلفة اصلاح السيارة فدفعها ولا اظنها
بالقليلة من جيبه الخاص .

قال صاحبنا لا ارغب بنشر ما حصل معي عبر موقع "عمون" لمجرد الاخبار به ، بل لأقول ان الحداثة والمتغيرات الكونية بكل زخمها لم تلغ من قاموس الاردنيين صفات اصيلة متوارثة ، الشرف ، الكرامة ، النخوة ، الشهامة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :