facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صحافة تقرأ كل شيء ولا تقرأ نفسها


12-02-2009 01:47 AM

لم يكن الأردن كوطن ، وكدولة ، وكنظام سياسي ، وكمجتمع شعبي ، وكرابط مترابط مابين الحكم كنظام والشعب كمنظومة دولة .. إلا أرضا خصبة يتوالد فيها الأحرار بعيدا عن غرف ولادة المسؤولين ، وتنتأ منها صخرة ، يحطم الله عليها مؤامرات المؤتمرات وقرارات المجالس السرية ، وريحه العاصفة تمزق كراريس "المحفوظات" التي امتلأت تآمرا واتهامات ليس لها مبرر أو أساس من الصحة ، ولا تنم إلا عن حسد الأنظمة ، واستصغار البعض لهذا الأردن ، من قبل عدد من المنافسين على كراسي الحكم في دول تعتبر نفسها أسطورة في التاريخ ، وكل هذا كان فيما مضى من سنين .

أما اليوم .. فإن الأمر اختلف ، والعقل حيران فيما يرى صاحبه من أمور أصبحت تتقافز كالجنادب أمام القارىء والمفكر والسامع ، فلم نعد نعرف أنفسنا هل نحن إخوان أم أعداء ، وكأن الأردن الذي في مقدمة الحديث لا زال بيروت السبعينات ، مرتعا للخلافات ، وساحة للقتال بالإنابة ، واصطفافات بالمعية وتصفية حسابات للعديد من السفارات .

الأردن يا أوخي .. سلسبيله قرّاح ، لا يضيره أن شرب منه فم لعابه مرّ ، وهذا لا ينسحب على فئة بعينها أو منبت بذاته ، بل إن مصيبة الاردن بأبناءه الذين إما غابت عنهم الصورة ، وأما قتلهم اللهث وراء منفعة ومصلحة شخصية ، فانجروا وراء رأي مجترّ من خلف الحدود أو متآمر داخل الحدود ، ليقتلوا الجمل كي يحصلوا على ذنـَبهِ ، ويحملوا ذنّبه .

لقد أبكانا وأدمى قلوبنا ضعفنا واستكاننا أمام حرب الفسفور الابيض في فلسطين الواحدة .. ولكن احترنا هنا في بلدنا الأقرب الى فلسطين وأهلها من القتال بالفسفور الأزرق والأسود عبر الكلمات والمعلومات الطائرة ، ومن سلبية كثير من الأخوة في التعاطي مع قضية حرب الفسفور على غزة ، ومحاولة رمي المسؤولية على الطرف العربي ، لتنتهي حرب غزة الفعلية ، وتعود حرب عمان الباردة .

هنا في بلدنا الطيب ، بلد الجميع ، يحرق القلب ، أن نضرب كل شجرة مثمرة لنا بعصا المزاج والغاية والرأي وتأويل الأحاديث والأفعال .. وكان الأولى بالجميع ان يتجاوزوا عن أي حدث جاء بتغيير على أي منصب في الدولة الاردنية ، فالأردن مؤسسات لا تتبع أشخاص ، ولا يموت بموت أشخاص ، لهم روح تنتهي ، بل إن روحه أبدية سرمدية ، لا تموت إن بقيت أرواح أبناءه يرسلها الله من عالم الذر الى عالم البشر .

بل إن الإشخاص هم من يثرون مسيرته ، والإنجاز تراكمي ، ومن سيأتي سيزيد في البناء لبُنة جديدة ومدماك جديد يعلي به صروحنا أكان رئيس حكومة أو مدير مخابرات أو سم ما شئت من المؤسسات الوطنية .

مشكلتنا اليوم أصبحت مشكلة صحافة تقرأ كل شيء ولكن لا تقرأ نفسها .. تحلل كل شيء ولكن لا تحلل مسيرتها ، ترصد أداء الآخرين ولا ترصد أداءها .. تصطاد الآخرين و ترفض اصطيادها .. كيف ذلك ، والبلد مليء بالهموم العامة ، والمطالب الكثيرة ، والحقوق المهضومة ، والآراء المصادرة ، والإرادة المغيبة لسواد الشعب الطيب .

يجب ان تعلم تلك الطرق الصحفية مقروءة كانت أو مسموعة ، إنها تزعج وتربك هرم السلطة بتأويلاتها وبعضا من أكاذيبها ، وزحام معلوماتها غير المفيدة أوالصحيحة ، وتعيق الحركة العامة للدولة ، وتشيع الإشاعات المبلبلة . وتضلل القارئ والمسؤول أيضا .. بل الأخطر إن هناك من يحاول التشويش على رادارات القصر ، وأصبحوا يزجون باسم دائرة المخابرات العامة بكل شاردة وواردة ، بداع ومن غير داع ، وكأن هذه المؤسسة الوطنية شخصية نيابية تم انتخابها حسب الأهواء والرغبات ، وترمى عليها صفات واتهامات ليس لها مكان من المصداقية أو الأخلاق .

كما إن البعض ممن اعتمروا عمامة السحَرة ، يحاولوا إعادة صنع بقع توتر تعيدنا الى دائرة المناكفة في القضايا الوطنية التي لا تحتاج أصلا الى الجدل ، خاصة بعدما أثبتت سياسات البيع والتحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فشلها و التي فرضتها مؤسسات التمويل والرقابة الدولية ونفذتها أدواتهم في هذا البلد

يجب على الجميع اليوم الانتباه الى خطر" المخدرات الصحفية " التي يتعاطاها البعض ، و" غرز النميمة السياسية " التي تسمى صالونات ، وهي أشبه بصالونات الحلاقة النسائية التي تتبادل نساء الحارة فيها الشائعات والأكاذيب وقليلا من حقيقة

.. وهذه المحاذير لا شك تحاول تشويه صورة الواقع أمام صانع القرار ، و تحاول جاهدة إيصال رسائلها المغرضة الى القصر ، وهذا من شأنه إعادة مجتمع اليهود في يثرب ، لرمي سهامهم الطائشة فيتقاتل الأوس والخزرج ، وتأليب المهاجرين والأنصار بعضهم على بعض ، وصد قلوب من آمنوا عن درب الهدى ، ليحيدوا عن الرسالة الشريفة ، وتتجاذبهم طرق مسيلمة وصحبه .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :