facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليوم والأمس


أ.د.محمد طالب عبيدات
26-11-2017 04:46 AM

تغيرات مذهلة ومفارقات كبيرة وحتى عجيبة على الحياة وفي الدنيا نلحظها بين اﻷمس واليوم، ورغم التقدم التكنولوجي فمعظم الناس ما زالوا يتغنون بالماضي أكثر من الحاضر، وربما الوقوف على اﻷطلال له ما يبرره:

1. انتزعت البركة من حياتنا هذه اﻷيام، فلا قيمة للوقت أو المال أو حتى الجهد مقارنة بالماضي القريب، وكأن الحياة باتت دون طعم او لون او رائحة.

2. الشعور الذاتي يتجلى بأن الماضي أفضل ربما لغايات الهروب من الواقع، وعدم الرغبة في مواجهة التحديات عن طريق التغني بمنجزات الماضي.

3. طعم كل شيء قد تغير، فلم نعد نرى فواكها ولا خضارا دون أسمدة كيماوية يطغى فيها الحجم وسرعة النمو على الطعم كثيراً.

4. طباع الناس قد تغيرت، فالقيم والمبادئ أصبحت موديلا وموضة قديمة، والقابض عليها كالقابض على الجمر.

5. التقدم التكنولوجي متسارع جداً واﻹختراعات باطراد، لكنها لم تنعكس على حياة الناس كثيراً فكانت وبالا عليهم أكثر من لهم أو خدمتهم.

6. اليوم دمار وحروب وشقاء ونكد وتوجه نحو كدر الحياة، بيد أن اﻷمس فرح وبساطة وطيبة ونعيم أكثر.

7. الماضي يعيد لنا الشباب ويشعرنا بالقوة، ويذكرنا بأناس أعزاء افتقدناهم ولم يعودوا معنا، لذلك ربما نشتاق ونحن إليه، لكن الحقيقة هي الواقع واﻷحلام هي المستقبل.

8. التغني بالماضي شيء جميل لكن العمل للمستقبل أفضل، وربما الفائدة الوحيدة للماضي هي الدروس والعبر والوقوف على أطلال الذكريات الجميلة ببساطة ﻷن الماضي لن يعود.

9. الماضي حلو لكنه لم يعد موجوداً، ورغم ذلك من لا ماضي له فلا حاضر له يذكر، فلنعيش الحاضر بحلوه ومره وهذا لا يمنع التغني بالماضي.

ختاماً.. مفارقات الماضي والحاضر واﻷمس واليوم كثيرة لكنها تشكل طعم الحياة بحلوها ومرها، ففيها وقفة للتأمل وأخرى وقوف على اﻷطلال وثالثة نظرة للأمم، لكنها تشكل لوحة وفسيفساء الحياة وسنتها فنكبر وتكبر معها اﻷيام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :