facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متوالية الاستدراجات والانقيادات والهزائم العربية


د. عاكف الزعبي
27-11-2017 01:52 PM

هزيمة حرب عام 1967 لا تزال تجر اذيالها حتى اليوم ممعنة في إضعاف النظام الرسمي العربي الهش اصلاً. ومما اصبح معلوماً بوضوح لاحقاً، فان مصر وسوريا قد استدرجتا للحرب بموقف غير محسوب منهما . اما اشتراك الاردن فيها فهو ما يمكن وصفه بالخطأ المفارقة ، ذلك انه خطأ كانت اسرائيل بانتظاره بينما الاردن مدرك له وغير قادر على تجنبه.

باحتلال اراضي لدول عربية ثلاث ، ضربت الهزيمة في اعماق الوعي والوجدان العربيين ، واهتزت زعامة مصر ، واصبحت فلسطين قضية فلسطينية عربية لا عربية فلسطينية . وبموت عبد الناصر وخلافة السادات له تحولت حرب 1973 الى هزيمة سياسية ساحقة بخروج مصر من حضورها العربي باتفاقية كامب ديفيد، وصارت القيادة العربية موضع تنازع عراقي سوري سعودي لتبدأ متوالية الانقسام .
استدراج العراق لاحتلال الكويت 1990 بفعل خارجي ، والانقياد غير المحسوب من جانب القيادة العراقية كان صورة لا تختلف كثيراً عن صورة الاستدراج لحرب هزيمة 1967 ، وعن صورة الموقف غير المحسوب من قبل القيادة . العراق الذي تصدى للقيادة العربية واجه جاراً يريد ان يصدر ثورته فصار عليه ان يخوض حرباً كان اول نتائجها ضرب مفاعله النووي . وعندما خرج منتصراً كان معتداً بقوته العسكرية وعاقداً العزم على استئناف نهضته العلمية. ولكنه كان منهكاً اقتصادياً فكان الاقتصاد باب استدراجه لاحتلال الكويت ما قاد الى تحطيم الجيش العراقي ومحاصرة العراق واحتلاله عام 2003 الذي فتح ابواب جهنم على المنطقة .
اليوم صار واضحاً ان الولايات المتحدة تمارس سياسة الاحتواء العربي الايراني بتغذيتها للحرب بين الطرفين في ابطان واضح لاستراتيجيتها واخفاء لها بالتظاهر بغياب استراتيجية لها في المنطقة. وليس ادل على ذلك من موقف اسرائيل التي كانت على اعلى درجات الاستفزاز والتحفز لضرب المشروع النووي الايراني بينما رأيناها تكتفي بالمراقبة وهي ترى ايران تتسيد على العراق وتقترب منها لتصبح جارة لها في سوريا دون ان تحرك ساكناً . وها هي تترقب اليوم طلب الفزعة العربية ضد ايران لتحصل بالمقابل على تنازلات عربية اكبر في فلسطين ، وتفرض مزيداً من التسيد على المنطقة .
الولايات المتحدة التي دعمت دولارها بالنفط العربي بعد ان جعلت من الدولار العملة الوحيدة لتداول النفط في السبعينات ، تعود اليوم للاستحواذ على اموال النفط مقابل امل عربي بان تضع حداً لحروب ايران ضد الدول العربية . وهي في ذلك ماضية في سياستها لاحتواء الارادتين الإيرانية والعربية . حيث ترفع الصوت على برنامج ايران الصاروخي وتهدد بالتخلي عن الاتفاق النووي معها لتتلقى المزيد من طلبات الحماية الخليجية ، والمزيد من ضخ الاموال الخليجية في اقتصادها .
تخطئ ايران ان اعتقدت انها قادرة على الاستمرار في تحمل الكلف المختلفة لحروبها على الدول العربية. وتخطئ اكثر ان اعتقدت انها قادرة على تحمل الكلف المالية والعسكرية والسياسية للمحافظة على هيمنتها على الدول والشعوب العربية . كما تخطئ الدول العربية ان اعتقدت ان الولايات المتحدة صديقاً يمكن الاعتماد عليه . كل الاطراف خاسرة في حروب ايران ضد الانظمة والشعوب العربية . وهي حروب تعكس عقلية الحكم الديني العقائدي التي لا تختلف عن عقلية الاصولية الدينية السلفية المتطرفة .على ان اكبر الخاسرين من هذه الحروب هي الشعوب العربية التي تدير ايران الحروب على اراضيها جاعلة منها ومن ثرواتها ومنجزاتها وقوداً للحرب . يليها في الخسارة الشعب الايراني الذي يعاني اليوم من حالة افقار لا سابق لها .

مخطئ من يعتقد ان الحروب الدائرة على الارض العربية اليوم تشارف على الانتهاء . فكل مرحلة من الحرب المستمرة تشعل فتيل مرحلة اخرى . فهي حرب لخرائط عربية جديدة ترسم حدودها الطوائف والثروات. وليس افضل من الطوائف والثروات مصدراً لحروب لا مستقر لها تجعل من اسرائيل سيدة الموقف في المنطقة.

لا يخرج الامر بمجمله عن افكار ونبوءات بيرنارد لويس مصمم خرائط حدود التقسيم الجديدة للدول العربية مطلع الثمانينات . وصموئيل هنتنجتون في كتابه (صدام الحضارات واعادة تشكيل النظام العالمي ) عام 1996 . ومايكل ليدين صاحب نظرية الفوضى الخلاقة في كتابه (اساتذة الارهاب) عام 2002 ، وكونداليزا رايس باعثة رؤية الشرق الاوسط الجديد عام 2006 ، ومايكل فلين شريك مايكل ليدين في كتابهما (ميدان القتال : كيف يمكننا كسب الحرب العالمية ضد الاسلام الراديكالي وحلفائه) عام 2016 .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :