facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحـب والأسـوار


20-02-2009 10:57 PM

استضافت "أوبرا وينفري" - في برنامجها الشهير - زوجا أمريكيا يدعى "هيرمان روزبلانت" وزوجته "روما" ليرويا قصة حبهما الأبدي. وصفت "أوبرا" القصة - التي كانت على وشك الصدور في كتاب - بأنها أروع قصص التاريخ! ثم عادت وسحبت تصريحها بعدما سمعت أن "دار بيركلي للنشر" تراجعت عن نشر الرواية الزائفة والتي من المفترض أنها تروي قصة حقيقية.
ادعى "هيرمان" أنه كان سجينا في معتقلات النازية وهو في الثانية عشرة. وكانت هناك فتاة جميلة تقترب كل يوم من أسوار المعتقل وتقذف له تفاحة يسد بها رمقه وتنقذه من الموت. وبعدما هاجر إلى أمريكا واستقر في "نيويورك،" ذهب إلى موعد غرامي رتبته وكالة زواج، وإذا بالعروس المرشحة لمقابلته هي نفس الفتاة التي كانت تناوله التفاح من خلف الأسوار!
كادت كذبة "هيرمان" تنطلي على دور النشر وخبراء الإعلام. فقد أدخلت "أوبرا" كتاب "هيرمان" المزيف وعنوانه "ملاك على الأسوار" ضمن نادي كتبها الشهير؛ حيث رأت في كذبة الحب الكبرى فرصة لحصد الملايين. وبدأت دار "بيركلي" في طبع الكتاب، لتحول التاريخ والعواطف والحب الإنساني إلى "بيزنس." وأبدى الإعلام الأمريكي استعداده لتصديق أية كذبة مهما كانت كبيرة بسبب حالة اليأس والإحباط التي يعيشها. فمن الواضح بعد سقوط رموز الحضارة الغربية - بدءا من أسوار المال في "وول ستريت،" إلى أسوار الغرام وتفاح جنة الرأسمالية - أن طبقة "الإنتلجنسيا" ورموز المال والأعمال ودور النشر و "الفشر"، يصنعون الأساطير، ثم يصدقونها!
انكشف الغطاء عن أسطورة الحب الزائف في الأسبوع الأخير من العام المنصرم، عندما انبرى أفراد من عائلة العاشق المزيف "هيرمان" وأعلنوا أنه كاذب! فتحرك المؤرخون ليعترفوا بأن زمن المعجزات قد ولى، وأن رواية البطل كاذبة. ثم اعترف الزوجان الكاذبان بأن الحب عبر الأسوار كان خيالا محضا، وفرصة لمقايضة العواطف بالدولارات.
هناك خيط رفيع يربط بين الاقتصاد والفلسفة والأخلاق و "البيزنس" والسياسة. فمن الملاحظ أن صناعة النشر الأمريكية تحفل بكتب المؤلفين اليهود دون غيرها؛ والسبب هو سيطرة رأس المال اليهودي على وسائل الإعلام ووكالات النشر والتوزيع. فسواء كان الكتاب اليهودي علميا أو خياليا أو أكاديميا أو إداريا أو مجرد كتابة ملفقة، فإنه يحظى بنصيب الأسد من الدعاية والترويج والدفع والرفع؛ فيُقبل على تقريضه عشرات النقاد والصحفيين، ويقرضه خبراء العلاقات العامة، فيحظى بقدر كبير من التزمير. ومن المؤكد أن هذه القصة لم تكن لتعني شيئا لصناع النشر لو كانت قاذفة التفاح فتاة فلسطينية جميلة، رمت بتفاحة أو بسلة تفاح إلى فتى أسمر ينتظرها بشغف على الجانب الآخر من أحد أسوار الاحتلال!
...................
الكاتب في القاهرة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :