facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في كتاب «البوتينية - روسيا ومستقبلها مع الغرب» للأميركي لاكوير


د.حسام العتوم
13-12-2017 12:23 PM

حمل كتاب المؤرخ الاميركي وولتر لاكوير بعنوان (البوتينية – روسيا ومستقبلها مع الغرب) المكون من (320 صفحة) والصادر عن دار الكتاب العربي، بيروت، 2015، ووزع على تسعة فصول، مضاميناً هامة منها ما هو سوفييتي، وغيرها روسي، وتخصص في البحث عن سبب الانهيار السوفييتي المفاجئ، وعن كاريزما شخصية بوتين التي صعدت لسدة حكم قصر الكرملين في موسكو واختلفت بوضوح عن غيرها وسط القيادات الروسية والسوفييتية في عمق التاريخ المعاصر.

ما هو الجديد في الكتاب الذي ترجمة د.فواز زعرور ، وماذا يمكن أن نفهم من كتاب لاكوير هذا؟

كتب في الصفحة الأولى للمقدمة والتي تليه، قائلاً: «من بين الدستة الأخيرة من الزعماء الاثني عشر الذين جرى اختيارهم لحكم الاتحاد السوفييتي وروسيا، جميعهم، باستثناء الأخير منهم، لم يكن مجيئهم ينطوي على أية مفاجآت، فجميعهم كانوا أعضاء في المكتب السياسي للحزب، الهيئة الرسمية الحاكمة. وكان من الطبيعي لعضو الهيئة أن يكون الزعيم التالي للبلاد، كان اختيار فلاديمير بوتين أكثر استثنائية بكثير، لكن السياسات التي انتهجها لم تكن كذلك... « (انتهى الاقتباس). وتعليقي هنا هو بأنه مثلما أن السوفييت رسموا خارطة طريق لقيادة اتحادهم من وسط زعماء الحزب الشيوعي الحاكم آنذاك، ورغم انهيار اتحادهم قبل نجاحهم في بناء الشيوعية، والتي بقيت واستمرت حزباً وفكراً فقط داخل البناء السوفيتي وخارجه، فإن جهاز الأمن الـ(K.G.B) كما أعتقد، وليس يلتسين، هو من خطط وصمم حقبة بوتين لكي تستمر لفترة طويلة قادمة من الزمن لضمان أمن واستقرار روسيا وصعودها، خاصة في المجال الاقتصادي ومنه العسكري، لا سيما الفضائي وسط الحرب الباردة التي ورثها العالم عن الحرب العالمية الثانية العظمى 1940/1945، والتي لا زالت مستمرة سراً وعلناً وتقودها أميركا وتزج معها الغرب إلى داخلها، وللسيطرة على ملف القفقاس الثائر آنذاك عام 1999، وبعدها انقسم رجال السياسة والاقتصاد ومنهم بريماكوف، ولوجكوف، وشايمييف، وخودوركوفسكي بين معارض ومؤيد لقدوم بوتين وسطوع نجمه، وانتهى الأوليغارجيون ومنهم بيريزوفسكي إلى تأييده، وفي أول انتخابات رئاسية فاز بوتين بنسبة (53%) من الأصوات، وفي الثانية فاز بـ(71%) منها، ولم يستطع دمتري ميدفيديف الأصغر عمراً والمهذب سياسياً أن يشكل البديل بالمقارنة مع شخص بوتين الصارم في الحكم وفي حلبة السياسة الخارجية، وأثبتت روسيا حزمها في الحرب الجورجية عام 2008، وعاد بوتين لجولة ثالثة رئاسية عام 2012، وجدّفت روسيا صوب بناء عالم الأقطاب المتعددة ورفضت بقاء القطب الواحد حاكماً، وتم تمديد الفترة الرئاسية من (4 سنوات) إلى (6 سنوات) بعد تعديل الدستور الذي لا يسمح أصلاً لأي رئيس روسي بالبقاء في الحكم جولات ثلاثة متتالية رئاسية. وشهر آذار المقبل لعام 2018 سيشهد إعادة انتخاب الرئيس بوتين لجولة رئاسية رابعة وسط بروز مرشحين تقليديين يمثلون الحزب الشيوعي، والليبرالي في الأغلب، وغيرهم بطبيعة الحال. وملامح خليفة بوتين وإن كان قصر الكرملين يعد له مبكراً بالتعاون مع جهاز الأمن الروسي (F.C.B) والحاشية، إلا أن اسم بوتين سيبقى ساطعاً لزمن أطول ممكن قادم.

وفي صفحة (43) من هذا الكتاب نقرأ: «لا شك بأن الاتحاد السوفييتي كان في حالة يرثى لها في ذلك الحين، في حالة أسوأ مما كان يعتقده معظم الناس في الغرب، ولكن هل كان الانهيار القادم حتمياً، ربما، ولكن ليس من منظور اقتصادي حتى القمح آنذاك كان ينبغي أن يستورد، وهو أمر غير مسبوق في بلد كان في يوم من الأيام من بين مصدريه القمح والأوائل في العالم. لكن، أحداً لم يكن يتضور جوعاً، وإذا كان هناك استياء على نطاق واسع، لكنه لم يصل إلى درجة الغليان». (انتهى الاقتباس). وتعليقي من جديد هنا هو بأن النظام الإداري المركزي الذي أضعف البناء السوفييتي من الداخل لا زال ينعكس على الداخل الروسي الاقتصادي الواجب أن يتعافى مع تدفق حجم التجارة الروسية الخارجية المليارية بالدولارات.

وكتب لاكوير في الصفحتين (43/44) يقول: «لو أجرينا استعراضاً مقتضباً لمسيرة التاريخ المغايرة للحقيقة، لوجدنا بأن نظام بوتين يدين ببقائه ونجاحه لعامل واحد فقط، ألا وهو تصدير النفط والغاز، والذي يسهم بحوالي نصف الميزانية الروسية. حتى العام 2013، حين تم تجاوزه من قبل الولايات المتحدة، كانت روسيا أكبر منتج عالمي للنفط والغاز، وإذا كان سعر برميل النفط الخام بحدود (14) دولاراً أميركياً عام 1988، و(11) دولاراً عام 1998، فقد كان بحدود (94) دولارا عام 2013 وحوالي (52) دولارا الآن»، (انتهى الاقتباس).

وتعليقي هنا هو بأن شخصية بوتين لا تقاس بمد وجزر منسوب الاقتصاد في بلده روسيا، ولا بحضورها الاقتصادي خارج الحدود فقط، ولو أن لاكوير أصدر كتابه هذا العام 2017 للاحظ كيف أن الأرقام الاقتصادية الروسية تقفز على المستويين الداخلي والخارجي وعلى كافة المستويات ومنها العسكرية. وبوتين الآن على مشارف دخول حلبة السياسة في بلاده من بوابة الجولة الرئاسية الرابعة اعتباراً من شهر آذار عام 2018. وهو الآن، أي بوتين، ينفرد عالمياً وسط زعماء كبريات دول العالم وأعظمها بما يمتلك من كاريزما وحصافة ورزانة سياسة قل نظيرها، ويحقق نجاحات في أصعب ملفات العالم السياسية والاقتصادية.

ومن المهم هنا أن يعرف مؤلف الكتاب أعلاه لاكوير، بأن المخرج السينمائي (أوليفر ستون) قال بأن وسائل الإعلام الغربية ترفض قول الحقيقة عن روسيا وعن بوتين، وهو المخرج الذي أجرى مقابلة طويلة مع الرئيس بوتين في قصر الكرملين مؤخراً.

وفي صفحة (75) منه يطرح لاكوير سؤالاً كبيراً هو: «من يحكم روسيا؟ هل هي طبقة النومنكلاتورا الجديدة (نخبة من المتنفذين ذوو المناصب الرفيعة في الدولة وجميعهم تقريباً أعضاء في الحزب الشيوعي)، السيلوفيك سياسيون من سلك أمني أو عسكري، غالباً ضباط (كي.جي.بي سابقون)؟ استخدم مصطلح (نومنكلاتورا) لأول مرة في كتاب للمنشق السوفييتي ميخائيل فولسينسكي عام 1970، كذلك أشار ميلوفان دجيلاس إلى طبقة جديدة في عمله الرائع (الطبقة الجديدة) الذي ظهر عام 1957 وحقق أعلى نسبة مبيعات»، (انتهى الاقتباس). وتعليقي ايضاً هنا هو أنه فقط في فترة حكم يلتسين ظهر اسماء اثنين من الأوليغارجيين مثل بيريزوفسكي وخدوركوفسكي، ولم يكن حضورهما بريئاً في زمن الفوضى اليلسنية إن صح التعبير، وكان لهما دور في السياسة والسلطة وأزمة القفقاس ودخل معهما على الخط الثالث الروسي ابراموفيج. وتوسعت قائمة الأثرياء في عهد بوتين إلى (18) اسماً، من أهمهم بوتانين وابراموفيج وفريدمان.

والسؤال الأكبر الذي اقترب منه لاكوير في كتابه هذا كان في صفحة (162) منه حيث كتب يتساءل، ما هي البوتينية؟ ويجيب بنفس المكان، قائلاً: «البوتينية هي رأسمالية الدولة، سياسة اقتصادية ليبرالية لكنها ايضاً تنطوي على قدر كبير من تدخل الدولة – تدخل شامل تقريباً عندما يتعلق الأمر بالقضايا الهامة – ويواصل قوله عن البوتينية بأنها حكومة استبدادية، وهذا ليس جديداً في التاريخ الروسي، حيث يجري التخفيف من حدة الاستبدادية وتلطيفها بالفساد وعدم الكفاءة. هناك برلمان، لكن أحزاب المعارضة ليست حقيقية في المعارضة. هناك صحافة حرة، لكن الحرية مقصورة على الصحف الصغيرة، وينبغي على النقد ألا يتمادى اكثر من اللازم»، (انتهى الاقتباس). وتعليقي هنا هو بأنه لا يوجد مصطلح اسمه البوتينية في روسيا وإن استمر حكم بوتين لغاية هذا العام 2017 (18 عاماً)، وسوف يستمر حتى عام 2024، رغم أن المصطلح بحد ذاته غير سلبي، وقاد لاستقرار الدولة الروسية على المستويات كافة ومحاربة الفساد فيها.

وآخر الأسئلة هنا لـ(لاكوير) في كتابه الواقع بين أيدينا الآن جاء في صفحة (165) منه: «من سيخلف بوتين يوماً ما؟ هناك نصف دزينة من الأسماء جرى ذكرها. من الواضح أن الخليفة سيتوجب عليه أن ينتمي إلى طبقة النبلاء الجدد. سيتوجب عليه أن يكون قادراً، ولكن ليس إلى ذلك الحد، لكي لا يطغى بريقه على سلفه»، (انتهى الاقتباس). وتعليقي الأخير هنا هو بأن إدارة قصر الكرملين وجهاز أمن روسيا والحاشية من كبار ساسة روسيا أدرى بمصلحة الفدرالية الروسية ومستقبلها وسط أقطاب العالم وتقديرهم سيكون دقيقاً ولن يخيب، فيما يتعلق برجل روسيا القادم بكل تأكيد، وروسيا قررت الاستمرار بالنهوض وعدم التراجع كي تبقى حاضرة وسط شعوبها وعلى خارطة العالم وبقوة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :