facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النابلسي : في القدس .. الفصل الأخير في قرن من الاستعمار


13-12-2017 05:35 PM

عمون - نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً للأستاذة في جامعة أوكسفورد، كرمة النابلسي، تحدثت فيه عن تاريخ احتلال الأراضي الفلسطينية.

وقالت النابلسي: “منذ مئة عام، في 11 ديسمبر 1917، احتل الجيش البريطاني القدس. وبينما سارت قوات الجنرال اللنبي عبر باب الخليل، وبدأت قرنا من الاستعمار الاستيطاني في جميع أنحاء فلسطين، أعلن رئيس الوزراء ديفيد لويد جورج السيطرة على المدينة باعتبارها “هدية عيد الميلاد للشعب البريطاني”.

وأضافت النابلسي في مقالها الذي ترجمه “شرق وغرب” اللندني: “في غضون أشهر قليلة، نحتفل بهذه الذكرى السنوية الأخرى: 70 عاما منذ النكبة في فلسطين في عام 1948، والتدمير الكارثي للنظام السياسي الفلسطيني؛ ونزع ملكية معظم شعبها عنوة مع تحويلهم قسرا إلى لاجئين محرومين من حقوقهم؛ والاحتلال الاستعماري، وضم الأراضي والسيطرة عليها؛ وفرض القانون العرفي على أولئك الذين تمكنوا من البقاء”.

ومضت تقول بأن الرئيس الأمريكي الحالي اعترف “بالقدس كعاصمة لإسرائيل بعد قرن من هذه الأحداث: من إعلان بلفور في نوفمبر 1917 إلى خطة التقسيم في عام 1947؛ ومن النكبة في عام 1948 إلى النكسة في عام 1967 – مع ضم القدس، واحتلال بقية فلسطين، وزيادة عمليات الطرد الجماعي للفلسطينيين بما في ذلك الطرد من القدس الشرقية والغربية، وغزو الأحياء القديمة بأكملها في المدينة”.

وواصلت: “يمكن بسهولة قراءة إعلان دونالد ترامب على أنه أحد سياساته الفوضوية والمدمرة، وهذا ربما يهدف إلى صرف الانتباه عن مشاكله الشخصية الأكثر بروزا مع القانون. وينظر إليه على أنه عمل من قبل قوة عظمى متقلبة تؤيد بلا هوادة الغزو العسكري غير القانوني وتدعم “الاستيلاء على الأراضي بالقوة” (وهي ممارسة محظورة وقد رفضتها الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي). وينظر إليها ضمن قائمة طويلة من الأخطاء المحلية والدولية”.

وتابعت: “مع ذلك، فإن هذا التحليل يحجب ما يحدث كل يوم في فلسطين المحتلة، ويخفي ما سيحدث بالتأكيد – ما لم تقم الحكومات، والبرلمانات، والمؤسسات والنقابات، والأهم من ذلك كله، المواطنين باتخاذ تدابير لمقاومته بنشاط”.

واستطردت: “يبدو أن القادة في جميع أنحاء العالم غير قادرين على تسمية ما يجري في فلسطين، لذلك فإن حكمتهم بشأن القضية وطبيعة الصراع، إلى جانب “الحلول التوافقية” التي يقدمونها، لا تثبت جدواها. وبدلا من ذلك فينبغي فهم هذا القرن من الأحداث على أنه حلقة متصلة تشكل جزءا من عملية نشطة لم تتوقف بعد أو تحقق أهدافها. والفلسطينيون يفهمون ذلك: نشعر به بألف طريقة كل يوم”.

وأضافت: “يتابع باتريك وولف، الباحث الراحل، تاريخ المشاريع الاستعمارية الاستيطانية عبر القارات، مما يبين لنا أن الأحداث في فلسطين خلال الـ100 سنة الماضية هي استعمار استيطاني مكثف (وليس خروجا). كما أنه فسر طبيعته ذات الوجهين، حيث عرف الظاهرة – من الإنكا والمايا إلى الشعوب الأصلية في أفريقيا وأمريكا والشرق الأوسط – باعتبارها أبعادا سلبية وإيجابية. سلبيا، يسعى الاستعمار الاستيطاني إلى حل المجتمعات الأصلية؛ وإيجابيا، فإنه ينشئ مجتمع استعماري جديد على الأرض المستعمرة: “المستعمرين يأتون للبقاء: الغزو هو خطة وليس حدثا”.

وواصلت: “بعد أن سار البريطانيون إلى القدس في عام 1917 وأعلنوا الأحكام العرفية، حولوا فلسطين إلى إدارة إقليم محتل تابعة للعدو (OETA). وقد أعلن اللنبي، الذي أعلن عن الأحكام العرفية في المدينة، أنه “سيتم الحفاظ على كل مبنى مقدس أو نصب تذكاري أو بقعة مقدسة أو ضريح أو موقع تقليدي أو مكان عبادة للصلاة أيا كان شكل الديانات الثلاث” ولكن ماذا قال عن شعبها؟ قسم اللنبي البلاد إلى أربع مقاطعات: القدس، يافا، مجدل وبئر السبع، وكل منها تحت حاكم عسكري، وبدأت العملية المتسارعة للاستعمار الاستيطاني”.

ولفتت إلى أنه في وقت الاستعمار العسكري، “كان 90% من فلسطين تتكون من المسحيين والمسلمين، مع 7-10% من اليهود العرب الفلسطينيين والمستوطنين الأوروبيين. وبحلول الوقت الذي غادر فيه الجيش البريطاني فلسطين في 14 مايو 1948، كان الطرد والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني جاريا بالفعل. وخلال حكمهم الذي دام 30 عاما، قام الجيش والشرطة البريطانية بتغيير جذري للسكان من خلال الاستيلاء الشامل على جميع المناطق من قبل المستوطنين الأوروبيين، مع طرد السكان الأصليين. كما أنهم قمعوا ثورة فلسطين الكبرى في الفترة بين 1936 و 1939، مما أدى إلى تدمير أي إمكانية لمقاومة متوقعة”.

ونوّهت إلى أنه “بمجرد فهم أي حلقة فردية كجزء من الهيكل المستمر للاستعمار الاستيطاني، فإن عمليات الإخلاء اليومية غير المرئية للفلسطينيين من ديارهم تفترض أهميتها المدمرة”.

وقالت النابلسي ان “القوة غير المرئية هي القوة الدافعة لتوسيع المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية. وبدون تأطير الاستعمار الاستيطاني، فإن فكرة مؤسس الصهيونية، ثيودور هرتزل، من “تهجير” العرب الأصليين “تدريجيا وبشكل دقيق”، لا معنى لها. ويتم ممارسة التطهير العرقي التدريجي بهذه الطريقة اليوم في القدس”.

واستطردت: “السياسة الأمريكية الجديدة بشأن القدس لا تتعلق بالاحتلال والضم; سيادة أحد الديانات على دولة أخرى، لذا يجب استعادة “التوازن”، أو حل الدولتين أو فشل اتفاق أوسلو؛ أو نقل موقع السفارة، أو تقسيم القدس”.

ومضت تقول: “كما أنه لم يتم حتى التخلي عن مؤامرة على مستوى الأوبرا التي تم التخلي عنها للشعب الفلسطيني: حيث تم منح صهر الرئيس الأمريكي، الذي يمول بنشاط حركة الاستيطان اليمينية في إسرائيل، سلطة مطلقة لتصنيع “عملية السلام”..

وأوضحت أنه في هذه الرؤية المتقلبة، “يقترح جعل قرية أبو ديس خارج القدس عاصمة لدولة فلسطينية مجزأة في المستقبل، وهي دولة لم تنشأ أبدا، نظرا إلى أن ظهورها في نهاية المطاف يعتمد بشكل كامل على (جنبا إلى جنب مع عمليات السلام التي تقودها الولايات المتحدة) إذن إسرائيل. ويطلق على ذلك اسم “عملية السلام”، حسب أي حل يتم الاتفاق عليه بين الطرفين “عن طريق” تسوية تفاوضية بين الجانبين”.

واستطردت: “مع الاستعمار دائما ما تأتي مقاومة ضد الاستعمار. وفي مواجهة المشروع النشط لاختفاء السكان الأصليين، وأخذ أراضيهم ونهبهم وتفريقهم حتى لا يتمكنوا من لم شملهم، فإن أهداف الشعب الفلسطيني هي أهداف الشعب المستعمر على مر التاريخ. وبكل بساطة، يتعين عليهم أن يتحدوا من أجل الكفاح من أجل تحرير أرضهم والعودة إليها، واستعادة حقوقهم الإنسانية غير القابلة للتصرف بالقوة – وهي المبادئ المكرسة في قرون من المعاهدات والمواثيق والقرارات الدولية، وفي العدالة الطبيعية”.

وتابعت: “عرقلت الولايات المتحدة المحاولات الفلسطينية لتحقيق هذه الوحدة الوطنية لسنوات، واستخدمت حق الفيتو ضد الأحزاب الفلسطينية من أجل تنفيذ مشروع التقسيم. إن حق الفلسطينيين الديمقراطي في تحديد طريقهم إلى الأمام من شأنه أن يسمح لجيلنا الشاب – المنتشر بعيدا عن مخيمات اللاجئين والسجون داخل فلسطين – بأن يحتل مكانه في النضال الوطني من أجل الحرية. والولايات المتحدة تساعد المستعمر وتقيد أيدينا”.

وتختم الكرمي مقالها بالقول: “إن القوى الاستعمارية الأوروبية السابقة، بما فيها بريطانيا، تدعي الآن أنها تدرك إرثها الاستعماري، وتدين قرون الاسترقاق والاستغلال الوحشي لأفريقيا وآسيا. لذلك يجب على القادة الأوروبيين أن يسموا أولا العملية الحثيثة التي قاموا بتنفيذها في بلادنا، وأن يقفوا معنا حتى نتمكن من التوحد لهزيمته”.
(شرق وغرب اللندني)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :