facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك كما لم نره من قبل


عدنان الروسان
14-12-2017 02:41 PM

تتميز السياسة الأردنية بأنها تنتمي إلى المدرسة المحافظة ، و التي لا تقوم بقفزات في الهواء و تسير بخطى تكاد تكون بطيئة و لكن واثقة في المسار السياسي لأنها تعلمت أن الإقليم الذي نعيش فيه يقوم على منطقة زلزالية سياسية شديدة الخطورة و أن الثوابت فيها قليلة جدا أو معدومة و المتغيرات هي الميزة الأكبر للإقليم ، و من هنا كانت السياسة الأردنية في كل الملفات مثيرة للجدل دائما على الصعيدين المحلي و الإقليمي ، غير أن الأسبوعين الاخيرين و بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل و قرر نقل سفارة بلاده إليها تغير الأداء السياسي للأردن كما تغير الأداء الملكي شكلا و مضمونا.

لقد قام الملك فورا و دون تأخير بزيارة إلى تركيا لمقابلة أردوغان و كان ذلك رسالة ذات مضامين و مغاز واضحة لبعض الدول العربية و لأمريكا أيضا ، و قد أدى ذلك إلى زيارة جلالته الى السعودية ، لتطويق ما يمكن أن تسفر عنه ردود الفعل الملكية بسبب التلكؤ الخليجي تجاه معاناة الأردن السياسية و الدبلوماسية و الاقتصادية و حتى النفسية ، مما قد يدفع القيادة الأردنية إلى التوجه إلى أقصى اليمين إذا اقتضى الأمر لأنه ليس أمام الملك إلا أن يتماهى مع تطلعات الشعب و مصالح الأردن التي باتت مهددة بصورة جدية من إسرائيل و أمريكا و من الأشقاء العرب أيضا ، و لذلك رأيناه فاعلا مؤثرا و منتجا في إدارة أزمة ترامب التي خلقها لنا كما كان متألقا في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي أيضا.

و الأردن يملك خيارات كثيرة و لديه أوراق رابحة لو أراد أن يستخدمها كثيرة و كثيرة جدا ، و نحن نعرفها و لسنا بها جاهلون كما يعرفها الصديق و الشقيق و الخصم و العدو ، و لأن الأردن كما أسلفنا في القول ينتمي إلى المدرسة الواقعية المحافظة في إدارة سياساته فإنه يتمهل قبل اتخاذ القرارات المصيرية الهامة ، لكن الأردن يعي انه قد يضطر إلى الانتقال من الحلف أو المحور الذي هو فيه و الذي بات محورا غير منتج و غير مقبول حتى من عامة الناس إلى المحور الجديد الذي تشكل و صار أمرا واقعا و هو المحور الروسي التركي الإيراني و هو المحور الأكثر أمانا و جدية و وفاء بين شركائه.

و في السياسة ليس هناك صداقات دائمة و لا عداوات دائمة و مصالح الدول هي التي تحدد مساراتها و توجهاتها ، و هدوء الملك الذي بيده دفة الملف الخارجي في السياسة الدولية الأردنية قد لا يعكس حقيقة الواقع الذي يعيشه الملك و صبر الملك قد ينفذ و يلجأ إلى الخيارات الأخرى و إلى لعب الأوراق الأردنية الرابحة ، و ربما على إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية و هما أحببناهما أم كرهناهما دولتان تعلمان أن الأردن يمكن أن يؤثر و بصورة جذرية في مصالحهما في المنطقة و يعلمان أن الملك يتمتع بمصداقية كبيرة لدى الأردنيين و بالتالي فإنه سيجد تأييدا شعبيا لا نظير له فيما إذا قرر أن يقلب ظهر المجن و يغير دفة السفينة باتجاه آخر و بالتالي فإن الوقت لم يفت بعد لكننا في الربع ساعة الأخير قبل أن يضطر الأردن أن يتخذ قرارات و يسلك خيارات أخرى لا يحبها الحلفاء و الأصدقاء.

الغطرسة الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود و باتت لا تطاق ، و الساسة الإسرائيليون بمن فيهم رئيس الوزراء أقرب إلى الأطفال في تصرفاتهم منهم إلى الساسة ، و هم يكادون يرقصون طربا لقرار ترامب ، كما أنهم يظهرون سادية سياسية واضحة تجاه الفلسطينيين و يمارسون أقصى درجات التشفي و الشماتة لأنهم صاروا وحدهم تقريبا و قد نبذهم كما نبذ إخوة يوسف يوسفا و لم يتبق لهم إلا الأردن و ربما قطر و تركيا و البقية الباقية صارت تنظر إلى فلسطين كما تنظر إلى زيمبابوي أو موزمبيق .

الوقت يمر و مشاعر الفلسطينيين و العرب تتفاقم و تتراكم ضد الولايات المتحدة و إسرائيل ، كما أن الأردنيين لم يعودوا يعولون على الأشقاء في الخليج في أي دعم فقد عرفنا أننا لسنا على بالهم و لا يفكرون فيما قدمناه لهم و لا فيما كان يجب أن يقدموه و لم يقدموه و بالتالي فإن الدنيا دواره كما يقول إخواننا المصريون و سنخرج من عنق الزجاجة الذي نحن فيه بصورة أو بأخرى و سننظر إلى الأمور بصورة مختلفة تماما ، لأننا فوجئنا بأن من كنا نظنهم إخوتنا ليسوا كذلك.

قبل أن أغادر لا بد من دعم القيادة على كل صعيد دعما يتمثل بالنصح و العمل و الفعل البعيد عن النفاق و التملق فنحن بحاجة إلى أن نكون صفا واحدا في هذا الوطن لأنه " ماحك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :