facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العبث الأميركي بالمنظومة الدولية


د. هايل ودعان الدعجة
16-12-2017 11:35 AM

تنتاب العالم حالة من القلق وهو يتابع التصرفات والمواقف غير المسؤولة الصادرة عن الإدارة الأميركية الحالية ، وقد انعكست بارتداداتها السلبية في كل الاتجاهات تقريبا ، كما تؤشر الى ذلك علاقات الولايات المتحدة المتوترة مع معظم الأطراف الدولية على وقع قضايا وملفات خلافية لم تراعى فيها مصالح هذه الأطراف .

وبدا ان الرئيس دونالد ترامب أسير عقلية الصفقات التجارية التي تغلف شخصيته والتي تجنح الى المغامرة والمقامرة على حساب العقلية السياسية التي تتطلب الحكمة والاتزان عند التعاطي مع الاحداث ، خاصة ان بلاده هي التي تقود المنظومة الدولية وتتحكم بحركتها ، ما يتطلب منه ضبط إيقاعها بالتعاون مع الأطراف الدولية الأخرى ومراعاة مصالحها والأدوات والاليات التي تتحكم بهذه الحركة من مؤسسات ومنظمات وقوانين وتشريعات دولية ، وبما يضمن عدم مخالفتها وانتهاكها لاعتبارات وحسابات خاصة .

كما هو حال قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي بصورة مخالفة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية التي اتخذت بالأصل لحل القضية الفلسطينية الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي . والذي يفترض فيه مراعاتها واحترامها والالتزام بها عندما تقمص دور الراعي والوسيط في مفاوضات السلام بين طرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي ، وذلك من اجل حماية المنظومة الدولية من أي اختراقات او تهديدات قد تعترض طريقها .

ولكنه بدلا من ذلك قام بتوجيه ضربة قاسمة للعملية السلمية ( التي يرعاها ) ، عندما قرر الانحياز الفاضح للاحتلال الاسرائيلي والوقوف الى جانبه كطرف في هذا الصراع ، منهيا بذلك دور الولايات المتحدة كراع للسلام ، بعد ان فقدت الحيادية والصدقية وباتت غير مؤهلة للقيام بهذا الدور .الامر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على امن المنطقة واستقرارها ، وعلى الجهود الدولية في محاربة التطرف والإرهاب في ظل هذه الأجواء السلبية التي تبعث على اليأس والإحباط والخيبة لتشكل بيئة مناسبة للتنظيمات الإرهابية التي ستعمد الى توظيفها في الترويج لأجنداتها المتطرفة . ما أدى الى ردود فعل عربية وإسلامية وعالمية غاضبة ورافضة لهذا القرار الذي يعد انتهاكا ومخالفا للقانون الدولي ولإعلان واشنطن 1994، ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وتفاهمات اوسلو وميثاق الأمم المتحدة والقرارات والمواثيق الدولية، التي تعتبر مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي التي سيحسم امرها بالتفاوض، وان الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس أراضي محتلة، ولا سيادة لإسرائيل عليها. حيث رفضت جميع دول العالم القرار الأميركي ، معلنة احترامها لقرارات الشرعية الدولية وبانها ستواصل التزامها بحل الدولتين ، إضافة الى عدم اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل باعتبارها مدينة محتلة ، لتبقى الولايات المتحدة وحيدة ومنعزلة جراء موقفها الارعن والمدان على وقع هذا الملف الخطير .

ان مثل هذه الأجواء التي لا تبعث على الثقة والارتياح ، الى جانب التوتر الذي ساد علاقات دول الاتحاد الاوروبي مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب على اثر ظهور خلافات حول ملفات ( واتفاقيات ) امنية وسياسية واقتصادية بين الطرفين ، وكذلك الحال مع اطراف دولية أخرى في اسيا والمحيط الهادي وأميركا الشمالية ، قد تدفع دول أوروبا الى جانب هذه الأطراف الى إعادة النظر بعلاقاتها بالولايات المتحدة ، وربما التفكير بدخول تحالفات ومحاور جديدة بصورة قد تؤدي الى تغيير معالم المنظومة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ، بحيث تتحول من الأحادية الى الثنائية وربما متعددة الأقطاب ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء التصرفات الأميركية اللامسؤولة وفي عهد الإدارة الأميركية الحالية تحديدا ، وبالشكل الذي ستقرره نتائج هذا التحول ، الذي سيكون بمثابة الإعلان عن رفض العبث الأميركي بالمنظومة الدولية ، بعد ان تاهت بوصلة الإدارة الأميركية ومواقفها وسياساتها واخذت تثير الخوف والقلق في كل اتجاهات الخارطة العالمية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :