عمون - محمد الخوالدة - وهبتها الطبيعة كل مقومات تكفل منها شيئا ذا بال، مقومات على احقيتها لم تلفت معا صانع القرار الخدمي والمخطط التنموي، طالما قرارات كهذه في قناعة الكثير من سكان "العينا" غالبا ان لم يكن دائما تدبج في دهاليز اللقاءات والاستشارات المكتبية ، فيما الاصح في قناعة اولئك السكان ان تنتج عن معرفة ميدانية تنظر وتفكر وترسم بوحي المكان والزمان .

تلك هي "العينا" على بعد 35 كيلومترا جنوب الكرك ، ثروة مائية مجدية لو احسنت ادارتها ، ثروة تحكيها عشرات الينابيع التي بح الدهر والاهمال عنينها ، فغار من مائها ما غار ليذهب كثيره ادراج الرياح ، الا من سواعد سمر تشبثت ولاتزال بالمكان وفاء لسير الاباء والاجداد الذين عمروا الارض ، اعتمدوا وقد تنصل صاحب القرار الذات ليجنوا بكدهم وعرقهم دون منة من مسؤول يصون ماءهم ويهدي عشاق الارض سواء السبيل قليل النتاج من كروم وبساتين تغطي اديم المكان وتزيد ، ولولا ثبات الرجال البررة بارضهم وتاريخهم لأضحت العينا على خصبها قاعا صفصفا وواديا غير ذي زرع ، ليست تلك كل مقومات العينا فثمة مقومات اخرى ملفتة ، تضاريس من جبال واودية واكام شكلتها الطبيعة بتناغم وتنوع موح يحكي عظمة الخلاق .

يمكن لـ "العينا" بما اتينا من مقومات ان تكون سلة غلال حقيقية لزراعات تفي حاجة المنطقة والوطن ، ومنتجعا سياحيا يستدعي ناشدي المتعة والاستجمام من الوطن وخارجه ، سيما والحديث عن مكان مجاور لحمامات عفرا المعدنية التي يحج اليها من هنا وهناك المستطببون ورواد التنزه ، لكن يتساءل المتشبثون بالمكان رغم ضنك العيش ، يتساءلون كيف نتطاول بحلم "العينا" المشرقة زراعة وسياحة وهي المفتقرة لأدنى مقومات الخدمة السوية ، طرقا وتعليما وحتى صحة ونورا يبدد - يبدد كما قالوا- دياجير الظلمة في مكان موحش تخاطر ان جلت في جنباته ليل شتاء حالك او حتى ليل صيف منير.