facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة من جندي أردني .. على ثغرة من ثغور الوطن


د. محمد خلف الرقاد
21-12-2017 10:56 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
سادتي ... أصحاب الفخامة :
دولة رئيس الوزراء
معالي وزير التعليم العالي
معالي رئيس ديوان التشريع
أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة من المشرعين الأردنيين

مع صلاة فجر هذا اليوم ..... يهديكم معي جندي أردني يمتشق بندقيته ، ويقف بشموخ خلف منظاره الإلكتروني في مراقبته الأمامية على ثغرة من ثغور الوطن في غور الأردن ، وعلى جانبي وادي عربة ، وآخر مثله يربض كالأسد في " خربة عواد " وفي " الحمّة " على حدود شمالنا الغالي ، وثالث على "الساتر الترابي" على حدودنا الشرقية يرصد زقزقة العصافير وحركة الطير ويعرف أين أعشاشها ، وكم عددها ، وما هي أنواعها ، ويعرف عدد نجوم السماء في منطقة مسؤوليته ، ورابع في ميادين التدريب يمسح العرق عن جبينه في لحظة استراحة .... وانتم تستكثرون عليه , وعلى أبنائه الجادين والمجتهدين مثله ميزة قانونية وجّه إليها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه حين قرأ قيم التضحية والبطولة وعذابات ومعاناة الجندية في قلوب وعلى جباه الأبطال من رجال الجيش العربي الأردني الباسل ليأخذ بيد أبنائهم ويدفع بهم إلى معارج الرقي والتقدم ، ولخدمة الأردن الأغلى ، وهم مسلحون بالعلم في شتّى التخصصات ، ليخدموا الأردن الأبهى والأجمل في عيون كل الأردنيين تماماً مثلما يربض آباؤهم على تخوم الوطن .
وعلى الطرف الآخر تحية من متقاعد عسكري آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً وبالأردن وطناً وبالهاشميين زعامة ... يحملهم جميعاً في حنايا الضلوع وفي سويداء القلب ، رغم قلبه المتعب جراء جراحة قلب مفتوح ، ودرجة سمعه التي كادت تتلاشى تدريجياً مع تسارع الزمن نتيجة لعقود خدمها في صفوف العز ومصدر الفخر في قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة واجهزتنا الأمنية الشجاعة .
أيا السادة المخاطبون بالرسالة .... وكلكم أحبة تعرفونني وأعرفكم ... وأقدر مسؤوليتكم واحترم شخوصكم ... لكن تأكدوا تماماً أنه لم يدر في خلد وذهن إيٍ من العسكريين العاملين والمتقاعدين أن المشرع الأردني الجديد والنخبة السياسية والتشريعية الحاضرة باتت يفتش بعضها في ثنايا القانون ليحرم أبناءهم من حقٍ في ميزة أعطاها القانون لهم ، ولم تأت من فراغ...... أحارت بحضراتكم السبل ؟ .... وضاقت بكم الحيل ؟.... حيث لم يكن أمامكم سوى هذه الميزة القانونية لتحجبوها عن ابنائهم .... ألم يكن لديكم علم بأن عدداً كبيراً من الجنود والمعلمين والأطباء والمهندسين الذين يخدمون في المناطق النائية والبعيدة هم من أبناء العسكريين سواء أكانوا من العاملين أم من المتقاعدين ؟ شهداء .... كانوا أم من ذوي الإصابات الجسيمة ؟!! وهنا حديث كثير يمكن الخوض فيه ... لكنّي ومعي كل العاملين والمتقاعدين أذكركم جميعاً ..... بأن أرواح شهداء اللواء المدرع /40 الملكي مازالت ترفرف في ربوع يعبد وجنين .... ، وما زالت دماء الشهيد قاسم مطير تعطر ثرى الغور في معركة الكرامة ، وما زالت أحشاء فاضل علي فهيد وجراح سليمان عواد الحامد تشكل أوسمة على صدر التاريخ ، وما زالت أرواح وجراح أبطال الدبابات الثالثة والدبابات الخامسة من ألوية الدروع في قواتنا المسلحة الباسلة تحلق في المكان والزمان ..... وما زال أبطال المدفعية والمشاة .... وباقي صنوف القوات المسلحة الباسلة يحملون جراحهم أوسمة على صدورهم ، وشكاواهم في قلوبهم لا يدركها إلا من آمن بالأردن وقيادته ، وذاق مرارة الأوضاع ... كل هذه الأمور تذكركم بأن في الأردن رجالاً وأبطالاً منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ... مثلما تحمل لكم هذه الرسالة تحيات الشهداء : عبدالكريم صدف ، ومحمد هويمل الزبن وسالم الخصاونة والبطل محمد حنيان الذي مازال على قيد الحياة ... وهؤلاء غيض من فيض... فأبناؤهم ليس لديهم شخصيات متنفذه تجد لهم وظائف في وزارة الخارجية ، أو ترسلهم في بعثات دراسية إلى الخارج ... مع أنهم متفوقون ، والمتقاعد لا يملك سوى روحه وجسده ، وهو مستعد دائماً رغم الآم قلبه وتلاشي سمعه وهشاشة عظامه وضعف بصره ، وانزلاق غضاريف عموده الفقري فما زال يحمل ذات الروح المعنوية العالية ، ومستعداً للتضحية بروحه وبجسده لو دعى الداعي للوطن ، فسيكون أول من يلبي النداء ... حتى لو شرعتم بإلغاء " الجسيم " في الفقرة ط من المادة 22 في القانون المعني ، فالبذل والعطاء ، والولاء والانتماء لا يفت في عضده تعديل قانون ، ولا يقرره أحد ، بل تقرره البطولات والتضحيات وقيم العسكرية والجندية التي تشرّبها العامل والمتقاعد العسكري من مدرسة الجندية الأردنية الهاشمية منذ القسم الذي تخر له الجباه الذي قطعه العسكريون على أنفسهم عند تخرجهم من ميادين التدريب ، فهم لا يستجدون ميزة ، ولا يسعون إلى منصب ، وليس لهم شلة تفضي بهم إلى مركز القرار... ولكن بالله عليكم ماذا ستقولون إلى أبناء الشهيد البطل سائد المعايطة من أبطال القلعة ، وكيف ستواجهون أبناء الشهيد راشد حسين الزيود ، وبأي وجه ستقابلون الكثيرين ممن فقدوا أسماعهم إلا قليلاً وأبصارهم إلا من رحم ربي ، وأصبح يتوكأ على عصاة ... هل تعتقدون بأن عائدات " الجسيم " ستحل مشكلة عجز الموازنة وعجز الجامعات ، خاصة وأن بعضها ليس لديه أي عجز ! ، ألهذه الدرجة سيكون أبناء من فقدوا القدرة على مواصلة معركة الحياة عبئاً على الجامعات ؟ كم عددهم ؟ وكم هي أكلافهم المادية مقارنة مع واحد بالمائة من فعل فاسد ؟ ، فالكلفة مقارنة مع المنتج المعطي والمفيد ليست كلفة ، وهي زهيدة ... ولكن يتم استكثارها على من ضحوا بأرواحهم وأجسادهم في سبيلة رفعة الوطن وأمنه واستقراره ، فالتعليم مجاني لكل فئات الشعوب في كثير من دول العالم .
رحم الله جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وطيب ثراه ، وبلل بالندى روحه ومثواه .... لقد كان سباقاً دوماً في بناء الوطن وقواته المسلحة ، مدركاً لكل الجوانب الإنسانية التي ترفع قيم العطاء والبطولة والتضحية منذ أن عاشت في ذهنه قيم الرجولة والشجاعة والتضحية حين ارتقى الملك الشهيد عبدالله الأول أمام ناظره شهيداً على بوابة الأقصى وفي جنبات القدس الشريف ، ومنذ أن قرأ وقدّر قيم الشهادة والتضحية والبطولة في عيون وقلوب الجنود الأردنيين ضباطاً وأفراداً، وكل الثناء على المشرع الأردني الذي أدرك كلّ هذه القيم العسكرية ، فشرّع بـالفقرة ط من المادة 22 " الجسيم "، ولن يسامح الله ولا قيم الجندية الحقة كل من حدّث نفسه وبحث ومهّد وهيأ لإلغاء هذه المادة القانونية ... فالقيم والبطولات والولاء والانتماء الصادقين ... كلها ترتقي فوق القيم المادية ، ولكن القيم المعنوية تشحذ الروح ، وتمدها بالقوة .... فلا تمسوا هذه القيم العالية ... حتى لا يقول التاريخ : ألم يبق إلا الجندية ؟!!! .... فالأردن وشعبه الطيب وقيادته الهاشمية ، وجلالة قائدنا الأعلى والأغلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في بؤبؤ العين وفي سويداء القلب ومسكنه بين الحنايا والضلوع ، وهو الذي يعرف جنده أكثر مما يعرفون أنفسهم ، وتحية ملؤها المحبة لرجال الجيش العربي الأردني البواسل العاملين والمتقاعدين ولكل اجهزتنا الأمنية ... ولكل المخاطبين بهذه الرسالة ، ولا أعتقد بأنهم سيقدمون على مثل هكذا خطوة .. فهم أردنيون ولا مزاودة عليهم . مع رجاء قبول فائق التقدير والاحترام .





  • 1 ا.د. عصام سليمان الموسى 21-12-2017 | 12:28 PM

    ننتظر من نواب الوطن ردا حاسما يؤيد ما ذهبب اليه وطالب به الدكتور الرقاد.. ا

  • 2 جميل الشوابكه 21-12-2017 | 01:00 PM

    يسلم يمينك دكتور،الف تحيه لك ،كتبت ما يجول في خاطري

  • 3 جميل الشوابكه 21-12-2017 | 01:00 PM

    يسلم يمينك دكتور،الف تحيه لك ،كتبت ما يجول في خاطري

  • 4 احمد سعيد 21-12-2017 | 01:29 PM

    كلام جميل وتابع من القلب، وهؤلاء من يعتقدون انا إلغائه سينقذ مقدرات الوطن المنهوبة لا يعلمون من هم السبب في نومهم الأمن ولا من يحفظ أمن واستقرار هذا البلد بعد الله سبحانه وتعالى، ولا أعتقد أن اين منهم أو أحد ابنائهم قد خدم في سلك الجندية، واننا متقاعدين وعاملين لن نقبل بهذا، والأمر يجب أن يحسممن سيد البلاد اطال الله عمره،.

  • 5 حسن عبد الحميد 21-12-2017 | 02:25 PM

    كلمات مؤثره جدا ..تلامس شريحه نعتز بها من ابناء من خدموا في القوات المسلحه والاجهزه الامنيه الاردنيه والتي هي اصلا من جميع مكونات هذا الشعب .اللذين قضى اباءهم يحرسون في سبيل الله ..وشكرا للكاتب

  • 6 نايف الرقاد 21-12-2017 | 03:01 PM

    كلام جميل

  • 7 العقيد المتقاعد خليل الزيود 21-12-2017 | 04:32 PM

    باشا والله صوت الحق ..دمتم بحفظ الله

  • 8 Mhmd Daja 21-12-2017 | 04:45 PM

    سلمت يمناك باشا ، قله الذين يستحقون ان يبقوا على مثل هذه الكراسي وانت احدهم ، لكن لا صوت للمواطن ولا حقوق له ، ثمن اقلامهم ومصاريف البستهم اهم من طموح ابن شهيد يريد ان يتم دراسته !

  • 9 العقيد المهندس المتقاعد اياد العوايشه 21-12-2017 | 04:53 PM

    ابدعت عطوفة د خلف رفيق السلاح والجندية الصادقة

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    حمى الله الاردن وجلالة الملك المفدي والغيورين الصادقين مت شعبنا الوفي

  • 10 وصفي خريسات 21-12-2017 | 07:36 PM

    لﻻسف كأن المتقاعدين هم على الحكومة واخر رمق يحاربونهم فبه شكرا للدكتور الباشا محمد الرقاد وتكلفة المكرمة الملكية ﻻ تعادل مكافأت النواب

  • 11 ع٠ م٠عبدالحافظ خلف (ابو الفاروق) 21-12-2017 | 08:22 PM

    نعم ان ما ورد بقلم الدكتور الرقاد هو عين الصواب في وصف الجندي القابع في وظيفة لحماية الحدود ومن جميع الجهات في السهول والجبال والاودية تارة يتلقى برد الصحراء القارص وأخرى حرارة الشمس الملتهبة للتيار لا بهذه و لابتلك همه حماية الوطن والمواطن ديدنهم يفرض عليهم ولا يستطيع التخلي عن الواجب الوطني الملموس في قلوبهم (الوصف لهم حماة الديار طويل •••••)

    ٠••• يستنكرون عليهم هذه المكرمة والتي هي متنفس لابناء المتقاعدون الذين بذلوا في حياتهم الغالي والرخيص فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ٠•• يا ايها المخاطبون بجميع مسمياتكم ارحمو من في الارض الطيبة بأهلها يرحمكم من فى السماء •••

  • 12 احمدالقلاب 21-12-2017 | 11:29 PM



    بوركت ..لفتة رائعة ومهمة أسأل الله أن يكلل مساعيكم بالنجاح وأمدكم الله بالصحة العافية وكل الشكر والتقدير

  • 13 صلاح عبدالرحمن الرقاد 22-12-2017 | 02:14 PM

    بوركت دكتور على كلامك النابع من القلب وهل لم يبقى للنواب الا ما يتعلق بأبسط حقوق العسكريين عاملين ومتقاعدين فلينظرو إلى ما يهم الوطن من محاربه الفاسدين الذين لا طاقة لهم بهم والى من نهبو وخصخصو وسرقو وهربو واضرو بمقدرات الوطن بدل ان ينظرو إلى من همهم وشغلهم حمايه الوطن فالأصل أن يستسخفو مجرد النظر في هذا الموضوع وانا اقول المنظومه العسكريه والامنيه للاردنيين بأجهزتها المختلفه عاملين كانو ام متقاعدين خط احمر فليلزم حدوده كل من حدا صوبه وأيا كان وشكرا باشا ابومشعل على هذه اللفته

  • 14 رائد الفواعير 22-12-2017 | 06:57 PM

    الله يجزيكم الخير وان شاء الله تكون بادرت خير لانه العسكري يادوب قادر يعني ولاده عشان يحرمون أولاده هذه المكرمة الله يخليلنا تاج راسنا الملك عبدالله ومايلغوا هذه المكرمه

  • 15 رائد الفواعير 22-12-2017 | 06:58 PM

    الله يجزيكم الخير وان شاء الله تكون بادرت خير لانه العسكري يادوب قادر يعني ولاده عشان يحرمون أولاده هذه المكرمة الله يخليلنا تاج راسنا الملك عبدالله ومايلغوا هذه المكرمه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :