facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النخب السياسية والثقافية بين مصلحة الذات ومصلحة الوطن


د.فايز الربيع
22-12-2017 02:36 PM

على مدار عقود تشكلت في الاردن نخب سياسية وثقافية سيطرت على المشهد السياسي والثقافي ، لم تكن النخب الثقافية بأحسن حالا من النخب السياسية، اذ سرعان ما تصبح جزءا من المشهد السياسي بكل تلاوينه بمجرد ان تتاح لها الفرصة لأن تكون في موقع قرار وقديما كان المشهد بين السياسي والعالم لا يختلف كثيرا عن المشاهد الحالية، اذ طوّع فقهاء الاحكام السلطانية كثيرا من الاحكام لصالح السياسي بما هو مبثوث في كتب الأحكام، وسجل بعض العلماء خروجا على هذه القاعدة، اما برفضهم ان يكونوا جزءا من المشهد السياسي، او معارضته ، وشكل أئمة المذاهب جزءا ايجابيا من هذه الصورة تجلى مثلا في موقف ابن حنبل من قضية الاعتزال ورفض ابا حنيفة تولي منصب القضاء ، ورفض الامام مالك أن يكون الموطأ هو الكتاب المعتمد، وتنحى الشافعي من الشام الى مصر وغيرهم.
شكلت النخبة السياسية التي رافقت الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني حضورا كاملا في المشهد السياسي، ولم يبق أحد منهم الا واصبح مسؤولا اولا في كل دورة سياسية، ولانت المعارضة الثقافية ودخلت دوامة السياسة، ودافعت عن أدبيات السياسة وليس عن ادبياتها.
كما حل الليبراليون الجدد، ومن وافقهم في صدارة المشهد وتحمل الأردن ارائهم الاقتصادية والسياسية، وبحكم تشابك المصالح، ومجاراة الناس لهم حضورا قويا في نظريات التحول الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ولم تكن الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني بأحسن حالا اذ حل المثقفون السياسون، والسياسيون الذين لمعت اسماؤهم في موقع القرار جزءا من المشهد الحزبي والسياسي على حد سواء، وكانوا جزءا من ادارة شركات الدولة المساهمة فيها، أو من استطاع منهم ادخال من يريد من الأصدقاء والمحاسيب في هذه التشكيلة التي لا زالت تدير اقتصاد الدولة وسياستها الداخلية ، عقلية التاجر السياسي او ادارة الدولة بمفهوم الشركات.
نحن الان أمام مشهد جديد، وتحد أكبر، تبرز لنا فيه عناصر القوة في المجتمع الاردني الذي بدا متناغما ومتماسكا في تحويلة البوصلة من اذعان واقرار لاملاءات العدو الى مواجهة بدأت في الشارع وظهرت من خلال الخطاب الاعلامي وتبنى هذه النخب السياسية والثقافية خطابا جديدا مغايرا لما كان يطرح في ادبيات المواجهة مع العدو الذي لم يغير اهدافه وان غير في اساليبه.
بكل صراحة ان المرحلة الجديدة تتطلب ادوات جديدة ، واسماء جديدة اذ لا يكفي ان نغير الغطاء لنتماشى مع الواقع الجديد، هذا الواقع يحتاج الى قناعات مرتبطة بتاريخ وأفق سياسي واقتصادي يتناغم مع وقع الشارع وتطلعاته حتى نستفيد من عناصر القوة في المجتمع، ونستطيع مجاراة التغيير المنشود باتجاه المستقبل ومعالجة الواقع، لقد سقطت ورقة التوت التي كانت تغطي الواقع، ولابد من معالجة جديدة برموز وأشخاص وطروحات يقتنع الناس فيها أن جهدهم المتكامل والمستمر يسير في الاتجاه الصحيح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :