facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الكباب والبرغر


احمد حسن الزعبي
26-12-2017 02:00 AM


في موسم الشتاء كان يندر وجود الحرّاثين ، فالحرّاثون أصحاب السمعة والجد والاجتهاد يتواجدون في السهول بعد أن «ربط» معهم أصحاب الأملاك في وقت مبكّر من السنة..

تقول الحكاية أن أحد ملاّك الأراضي بحث طويلاً عن حرّاث يساعده في فلاحة أرضه بعد أن انتصف الموسم ،وبعد جهد جهيد التقى الرجل بأحد الحرّاثين المتفرّغين بالصدفة ، ففرح أيما فرح..»ها أبو فارس تفلح معي السهم بكرة»؟..»وشوّ عليه بنفلح»!!قال أبو فارس...وللاحتفاء به و»تزبيطه وتربيطه» أخذه إلى مضافته وأضاء له السراج ،وأوقد له «الكانون» وعمّر دلّة القهوة ثم ذبح له «ديكا بلديا» وعبأ «علبته هيشي» و بعث أحد الأولاد إلى دكان «كرمة العلي»واشترى له «رطلاً من الهريسة»..وظل يسامره حتى ينضج الديك..

آخر الليل حضر الديك بطنجرة والحساء يغلي بينما رائحة البهار والخبز الساخن تفوحان في المكان..رفع المعزّب الفخذ ووضعه على رغيف الحرّاث وقال له: «بكرة بعد الفجر ان شاء الله ها «؟ «عضّ الضيف الفخذ بجوع وهو يقول: « قول ان شاء الله»..فتّ له السفينة والفخذ الثاني واستصلح له لحم الظهر...وهو يؤكّد « معناته بكرة بعد الفجر ان شاء الله»..والحرّاث يؤكد» قول ان شاء الله»..بعد العشاء الدسم والدفء الرائع..حضرت الهريسة المحمّرة خجلاً فتح المعزّب «الزرف» أمام ضيفه وناوله «كعباً يتوهج من شدّة قطر» «زي ما اتفقنا بكرة بعد الفجر بنتسهّل ان شاء الله» ، «الضيف: «وهو يمصّ أصابعه بعد الهريسة..قول ان شاء الله» صب فنجان قهوة ثم لف ّ سيجارة «هيشي» وناوله: «هاك دخّن..وهسّع بلف لك علبة عشان بعد الفجر ما تلتهي باللف وأنت بتحرث «..أخذ السيجارة بين إصبعيه وقال: «قول ان شاء الله».. بقيا يتسامران حتى منتصف الليل، مهّد المعزّب فراش الحراث وعزّز غطاءه بلحافين ثقيلين..ثم نام في الزاوية المقابلة...مع الآذان الأول قبل الفجر بربع ساعة :صاح صوت خارج المضافة « أبو فارس قاعد؟»!!..رفع أبو فارس لحافه بسرعة ولبس بسطاره على عجل: «قاعد قاعد» قال الرجل الغريب:نوينا؟..أبو فارس: جايك قول يا الله..ثم غادر مع إقطاعي آخر وترك صاحب المضافة والضيافة بعد ان تعشّى وتحلّى ودخّن وسهر ببلاش على أمل الوعد..

**

أنا لم يزعجني بكل ملف نقل السفارة الأمريكية الى القدس ، ووقاحة إسرائيل ورخاوة العرب ، وتصويت دول بحجم «الثآليل» على الخريطة..لم يزعجني كل هذا التحدّي بقدر انزعاجي من موقف دولة افريقية تدعى «التوغو» تعاملت معنا كما تعامل الحرّاث ابو فارس مع صاحب الأرض..حضرت قمة منظمة التعاون الاسلامي كعضو فيها ، وأكل وفدها كباب تركي «تا قال بس» وشارك في صياغة البيان الختامي وعند التصويت في الجمعية العامة بالأمم المتحدة صوتت مع أمريكا...ففاضلت بين الكباب والبرغر وفضّلت الأخير على الأول لأنه أدوم وأكبر وأدسم..

يا اخي..حتى بالمجتمع الدولي في «ابو فارس»

الرأي





  • 1 خاطر 26-12-2017 | 07:49 PM

    يا اخي انت انسان اكثر من رائع

    بلامس الجنون

    بشعرك بالعجز والالم والغصة

    كلامك بلامس الهلوسه

    مرابط بين البكاء والضحك

    على الرغم من كل هاظ

    كلامك شامخ زي جبال الاردن

    طاهر زي شماغها لاحمر

    عذب زي ميه جرونها

    صادق زي زلمها

    كل الاحترام والتقدير لحظرتك

    ولكل الشرفاء امثالك

    وكل العابرين من الم الامس الى امل الغد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :