facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بصق في وجوهنا ومضى


عدنان الروسان
31-12-2017 02:55 AM

يودعنا أو نودعه ، يحبنا نحبه ، يكرهنا نكرهه ، لا يهم ، المهم أنه يمضي متثاقلا مطأطئ الرأس يمضي منسحبا ، ثقيل الخطى دامع العينين ، وقف في أقصى حافة الأفق الغربي استدار نحو الشرق و نظر طويلا ثم بصق علينا و هز رأسه و قال وداعا لا لقاء بعده ، لقد هرمت و ما هرمتم ، و تعبت من سفالاتكم و ما تعبتم ، أمضي باكيا من أفعالكم و ترقصون و تفرحون و تحيون الليلة بالأغاني و الأفراح و الحفلات و الرقص و كأنكم استفدتم مني و غنمتم كل دقيقة غنيمة و حللتم في كل يوم مشكلة ، و كأنكم حررتم فلسطين و استرجعتم الأندلس و عبدتم الشوارع و أقمتم المدرس و الجامعات و وسعت في الأسواق و الصناعات .

ثلاثمائة و خمسة و ستون يوما قضيتها معكم أيها الأوباش ، بدل أن تقتلوا الفقر قتلتم الفقراء و بدل أن تنشروا العلم سجنتم العلماء ، و بدل أن تبنوا الجامعات و المدارس و المستشفيات أقمتم الملاهي و الكباريهات و الكازينوهات ، و بدل أن تستثمروا أموالكم في البنى التحتية أهديتموها لأعدائكم و بقيتم في بيوت الشعر و الخيام ، ثلاثمائة وخمسة و ستون يوما أخرى قضيتموها و أنتم تقتلون بعضكم بعضا ، و تكذبون و تفسقون و تنافقون و تبيعون القدس و ترضخون لأتفه أمة على وجه الأرض و تتسلون بإعادة و تكرار أفعالك التي تفعلون منذ سبعين سنة مثلي مرت عليكم و انتم أنتم لا تتغيرون و تتبدلون.

أنتم أنتم ، لا تتغيرون ، تحبون المديح و النفاق ، تحبون الكذب و الدجل و تزوير التاريخ ، لا تتعبون من إعادة إنتاج أنفسكم ، تخافون من خيالاتكم ، أسود على بعضكم البعض و في الحروب مع العدو ناعمة أو نعامات ، شيوخ فيكم لا يملون من اللحم و الرز و القهوة السادة و هم مستلقون على أقفيتهم كالأنعام أمام الشعير إلا من رحم الله ، و الفقراء فيكم منافقون يتلطون بين هذا اللئيم و ذاك ، كلكم تتغنون بفلسطين و كلكم تكرهون فلسطين ، كلكم تبكون من أجل المسجد الأقصى و نصفكم جواسيس لليهود الذين يحتلون المسجد الأقصى ، كلكم تلعنون الفاسدين و حينما يدخل فاسد و انتم تلعنوه إلى مجلسكم تقبلون أياديه كلكم و تجلسونه في صدر المجلس و تحفون حفاة عراة من أخلاقكم لتجلسوا عند العتبة .

أنتم دائما أنتم ، كالشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ، تمدحون الزعيم حتى إذا تخوزق كما في أراضي الدولة الفاطمية أو تدثر بدمائه الإبليسية كما في أرض بلقيس ، أو طار و سقط كما في ديار ابن خلدون تبرأتم منهم و صليتم وراء القادم الجديد ، كل ذاهب عندكم و بش ، و كل قادم من الملائكة المكرمين ، لا تملون من الغناء و الرقص كالعبيد و المماليك ، لا شرف عندكم يرتجى و لا ضمير عندكم و لا حتى الضمائر في اللغة تعرفونها ، انتم ضيعتم أعماركم كلها في حلقات العهر السياسي و الاجتماعي في محافل الشر المزروعة فيكم و بينكم و يديرها كوهين الرابض خلفي غربا.

أنتم أنتم تقسمون أغلظ الأيمان و تنقضونها كما ينقض الوضوء ، تتعلقون بأحبال الكعبة و أعينكم تفيض من الدمع ثم تسرقون ثوب الكعبة كما حصل مع ابن دينار و تلاميذه و القصة تروى إن كنتم تفقهون و ما أظنكم إلا كالحمار يحمل أسفارا ، " كان مالك بن دينار يعظ الناس في المسجد و يذكرهم بأحوال الدنيا والآخرة و كان بجانبه مصحف نسخه له يقرأ فيه ، و قد تأثر الناس في المسجد وهم يسمعون وعظ ابن دينار فأجهشوا في البكاء ، و قام الشيخ لبعض أمره و لما عاد وجد القوم ما يزالون يبكون ولم يجد مصحفه ، و استحى أن يسأل أين ذهب المصحف ، فأخذ يعظ الناس عن مساوئ السرقة و العذاب الذي ينتظر اللصوص في الآخرة و كلما زاد في الوعظ زاد الناس في البكاء ، فطفح الكيل بالشيخ و قال كلكم تبكون من شدة التأثر فمن إذن الذي سرق المصحف"

أنتم أنتم فلماذا ترقصون و بماذا تفرحون ، بنقص أعماركم عاما و اقترابكم من نهايتكم خطوة أخرى ...

قبل أن أغادر عذرا إن أخرتكم عن حفلة هاني شاكر ، أو أخرت زوجاتكم عن التبرج حتى يرقصن في مواخير أخر الليل أمان السكارى و المقرنين ..

لست أنا من يقول إنه العام 2017 يقف في الأفق الغربي بصق في وجوهنا ثم تابع سيره بعد أن بهدلنا ، و سمعته يتمتم و هو يضع يديه خلف ظهره " لقد أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي " و كأني أبصرت الوسطى في إحدى يديه تتحرك.





  • 1 مطقع ابن مرقع 31-12-2017 | 03:22 AM

    بنستاهل

  • 2 عابد لله 31-12-2017 | 09:12 AM

    والله مازليت بكلمه صح لسانك ونسيت حفله ال---------- تامر حسني لماذا لا تنفق بدل تذاكره على شراء كاز لمساكين البلد البردقتلهم ونطلب من الله المطر حتى الله عندما تقترب رحمته وينزل رذاذ المطر يعاود ويرتفع لأننا حتى مع ......

  • 3 منال 01-01-2018 | 10:16 PM

    صدقت والله لا حول ولاقوة لنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :