facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المصالحة الفلسطينية .. جمر تحت الرماد


مالك نصراوين
01-03-2009 03:45 AM

الانباء التي تواردت عن مؤتمر المصالحة الفلسطينية في القاهرة ، والتي توحي بالتفاؤل ، وقرب حل الاشكال الناجم عن الانقسام ، وتفسخ السلطة الفلسطينية الى سلطتين ، هذه الانباء المتفائلة ، لا اعتقد انها كذلك بالنسبة للشعب الفلسطيني ، ولكل المتابعين للشأن الفلسطيني ، والاتفاق الجديد كسابقاته من الاتفاقات ، وابرزها اتفاق مكة ، ما هي الا مرحلة قصيرة ، ضمن مراحل صراع طويل ، بين توجهين متناقضين ظاهريا على الساحة الفلسطينية ، لكن كل منهما في النهاية ، يسعى الى نفس الهدف الاستراتيجي ، وهو قيادة دولة فلسطينية ، على ما يمكن استعادته من الارض الفلسطينية .

المواطن الفلسطيني العادي ، الذي عاش المعاناة بكافة اشكالها ، لمدة ستين عاما ، بما فيها معاناة التشرذم العربي والفلسطيني ، لن تخدعه مثل هذه التصريحات المتفائلة ، وهو لا يريد رؤية ابتسامات متبادلة ومصطنعة بين ابو مرزوق وابو علاء ، او بين الزهار والاحمد ، بل يريد تفاهما على برنامج واضح ، يضع الحلول لكل المعضلات ، ولن يتأتى ذلك الا بتنازلات من احد الطرفين ، تلبي الشروط الدولية لعملية السلام ، وبالتالي توفر امكانية المصالحة الوطنية ، على اساس حل الدولتين ، الذي اصبح مطلبا عربيا ، تضمنته المبادرة العربية للسلام ، او بتخلي هذا الطرف عن لعبة الحكم ، والبقاء كمقاومة تحت الارض ، داعما للمفاوض الفلسطيني .

لن يكتب لمثل هذه المصالحة النجاح ، الا اذا كانت افرازا لمتغيرات سياسية ، ربما لن تظهر للعلن خلال فترة قصيرة ، ونحن نعلم ان منظمة التحرير الفلسطينية ، لم تعدل ميثاقها الوطني ، الا بعد سنوات طويلة من التوجه للحل السلمي ، والذي اعقب بدوره ، سنوات طويلة من التمسك بالبندقية ، كخيار وحيد لتحرير فلسطين ، وليس مهما عنوان المرحلة ، هل هو حل سلمي ، او هدنة مئة عام ، وكلاهما سيؤدي الى نفس النتيجة .

لن نستطيع تجاهل احداث مهمة ، كزيارة عضو مجلس النواب الامريكي ، جون كيري لقطاع غزة ، وتسلمه رسالة من حكومة حماس ، الى الرئيس الامريكي الجديد باراك حسين ، افصح عنها بوضوح ، وكيل وزارة خارجية حكومة حماس المقالة ، احمد يوسف خلال الاسبوع قبل الماضي ، ونحن نعلم ان تجاوب امريكا ، مع اي غزل تجاهها ، يبدأ بزيارة نواب وشيوخ الكونجرس ، اضافة لزيارة ممثل الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ، لقطاع غزة هذه الايام ، وما قيل عن قبول الرئيس الامريكي الجديد ، التعامل مع حكومة وحدة وطنية تضم حماس ، ثم جاء ما صرحت به هيلاري كلينتون امس ، من ان نجاح حكومة الوحدة الوطنية ، المنوي انشاؤها ، مرهون باعتراف حماس باسرائيل .

التنازل الامريكي من خلال القبول بالتعامل مع حكومة تشترك بها حماس ، لا يمكن ان يتم بدون مقابل ، فالادارة الامريكية الجديدة ، لن تنقلب تماما على موقف الادارة السابقة ، التي قاطعت الحكومة المقالة منذ البداية ، بدون وجود تنازلات سياسية من طرف الممانعة الفلسطينية ، والرسالة السابقة الموجهة لها ، وما تضمنته هذه الرسالة وما تعنيه ، ساهمت في اعطاء الضوء الاخضر لبدء المصالحة ، ولن تكون مليارات الاعمار هي السبب ، كم لن تكون الانتخابات الاسرائيلية ونتائجها ، هي العامل الحاسم في هذا التبدل في المواقف ، فما من احد توقع فوز حزب العمل الاسرائيلي ، وحزب كاديما ، هو الابن الشرعي لحزب الليكود ، وكلاهما من عتاة اليمين الاسرائيلي ، واللاعبون الاقليميون لن يكون لهم دور رئيسي في تبدل المواقف ، من دون مباركة اللاعبين الكبار .

الصراع الفلسطيني الذي لا نتمنى حدوثه ، سيكون ليس بين طرف مستسلم وطرف ممانع ، بل بين طرفين يتنافسان على تمثيل الشعب الفلسطيني ، احدهما اكتسب الشرعية الدولية ، والاخر يحاول انتزاعها منه ، لانه يعتقد انه الاقدر على تلبية استحقاقات المرحلة .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :