facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة إلى بوتين بشأن القدس


د.حسام العتوم
03-01-2018 12:39 AM

إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية (صديقة نظامنا العربي) تشكل لنا نحن العرب الرأي خاصة حول مصير القدس الشريف وإن كنا رافضين له، فإن الفدرالية الروسية تشكل لنا الرأي الآخر بشأن القدس والدولة الفلسطينية وحل
الدولتين، واعتماد القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وهو المقبول بالنسبة لنا نحن العرب وللأغلبية الساحقة من دول العالم، وروسيا وحتى منذ أن كانت سوفييتية تتعادل مع أميركا في (الفيتو) داخل مجلس الأمن كما غيرها من الدول النووية الكبيرة، وفي العسكرة الفضائية، وفي السلاح التقليدي وغير التقليدي المتطور، وفي التكنولوجيا، وربما نوعاً تتفوق على اميركا كما أعتقد شخصياً ومن دون انحياز، لكن الفارق الواضح بينهما يبقى في مجال الاقتصاد الذي يميل بقوته لصالح أميركا وهو المرتكز على صناعة أزمات العالم.

والموازنة العسكرية الضخمة الأميركية في مجال تصنيع السلاح والبالغة حوالي (700 (مليار دولار حسب ما صرحتم به سيادتكم في مؤتمركم الصحفي الذي عقدتموه في موسكو بتاريخ 14/كانون الأول بالمقارنة مع موازنة روسيا العسكرية البالغة (46 (ملياراً من الدولارات فقط لا يعطي بالضرورة مؤشراً على تفوق اميركا ومعها دول الناتو على روسيا وحدها مثلاً، فالعبرة في نوع السلاح وليس في كميته.

وما يهمني هنا أن ألفت الانتباه إليه سيادة الرئيس فلاديمير بوتين وبعد المباركة لكم بدخول حلبة الانتخابات الروسية الرئاسية في 18/آذار المقبل عام 2018 لجولة رابعة ومن دون منافسة قوية من أي طرف سياسي آخر مثل (الشيوعية) و(الليبرالية)، و(المعارضة) وغيرها بحكم ما تتمتعون به من شخصية وكاريزما فريدة من نوعها داخل روسيا وخارجة العالم، وبسبب خبرتكم الطويلة في الأمن وفي السياسة الداخلية والخارجية، ورغم طموح شعبكم إلى اقتصاد أقوى يعتمد على النظام الإداري غير المركزي وليس على المركزية، وعلى محاربة الفساد الصغير قبل الكبير وبوتيرة سريعة وعالية الجودة، ولحرصكم الشديد من جهة أخرى على استقرار بلدكم روسيا وعلى رفعته دون تراجع، والإبقاء الصحفي، ودعوتم لحوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الأزمة التاريخية التي افتعلها الكونغرس الأميركي عبر شخص الرئيس عليه قوياً، هو أن أشير هنا وحسب ما صرحتم به في سوريا وفي مصر وفي تركيا وفي بلدكم أخيراً بعد زياراتكم الأخيرة ومؤتمركم ترمب غير العارف بعمق سياسة الشرق الأوسط، وبأهمية القدس الشريف بالنسبة للحلول النهائية للقضية الفلسطينية، وبقدسيتها عند الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين. وهي الأزمة التي رسمتها أميركا بالتعاون مع (إسرائيل) واللوبي الصهيوني اليميني المتطرف المتغول في (الكونغرس، والايباك، والبنتاغون) حتى قبل عام 1995 لا بل منذ مؤتمر بازل الأول عام 1897 وحتى النخاع، فإن دعوتكم سيادة الرئيس مهمة لكنها تحتاج لقراءة متأنية تخدم القضية الفلسطنيية المتضررة مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي منذ الرابع من حزيران
عام 1967 ،رغم حرقة العرب وإيمانهم العميق بأن كل فلسطين وكل القدس عربية، وبأن المحتل الإسرائيلي عليه أن يخرج آجلاً أم عاجلاً من الأراضي العربية كافة، من الجولان السورية ومن مزارع وتلال شبعا اللبنانية أيضاً.

فكيف بالإمكان إجراء وإنجاح مفاوضات فلسطينية إسرائيلية مباشرة دون وسيط عادل أو حتى من خلف أسوار مجلس الأمن؟ ولقد تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الوسيط العادل وعن نقل سفارة بلاده إلى القدس الشرقية بعد تكبير قنصلية تركيا هناك لإعطاء معنى مضاد لخطوة نتنياهو – ترمب المشتركة غير المسؤولة والمتطاولة على الحق الإسلامي والمسيحي على أرض القدس الشريف.

ولقد كانت روسيا بقيادتكم سيد بوتين وبوجود وزير خارجيتكم الناجح سيرجي لافروف قد دعت لاستدعاء مشروع أميركا بشأن القدس لداخل مجلس الأمن، وأملنا كبير نحن العرب بأن تصدر روسيا حق (الفيتو) بوجه أميركا وقرارها المجحف الأخير الداعي لتحويل كامل القدس عاصمة لإسرائيل مرتكزة على توراة مزورة تبحث ليل نهار من خلالها عن هيكل سليمان المزعوم ايضاًن وربما تعمل على بنائه مستقبلاً على غفلة من العرب.

لقد أكد جلالة الملك عبداالله الثاني وهو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحاميها على دعمه لصمود كنائس الأرض المقدسة في الحفاظ على مقدساتهم وممتلكاتهم، وأوضح بأن حق المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة أبدي خالد (الرأي: كانون الأول 2017).

وكيف بالإمكان أن تكون المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مباشرة سيادة الرئيس وهي تفتقر للتوازن العسكري والاقتصادي بين الجانبين؟ وكانت منذ عام 1948 القضية الفلسطينية عانت من تمادي الوسيط الأميركي غير العادل والمنحاز لإسرائيل علناً في وقت تنتشر فيه المستوطنات اليهودية غير الشرعية على أرض فلسطين التابعة لحدود عام 1967 ،وبأعداد هائلة وتحت أشعة الشمس، ويتم قتل وخنق الطفل الفلسطيني والمقعد في الضفة الغربية وقطاع غزة أمام أعين كاميرات الصحافة والإعلام دون خجل، وبنازية لم يعرف العالم مثيلاً لها منذ عهد أدولف هتلر الذي طردته بلادكم والسوفييت وبفاتورة من الشهداء بلغت (27 (مليوناً، ويتم إنكار حق العودة والتعويض وتمزيق حدود الدولة الفلسطينية، ورفض الوحدة بين السلطة وحماس إسرائيلياً للتهرب من عدالة القضية الفلسطينية ومستقبلها الأمن
وحلولها النهائية، وقصف حماس وغزة بالطائرات كلما راق لها ذلك، وتلحق الضرر علناً بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وتخرق معاهدة السلام الموقعة بوادي عربة عام 1994 ،وترفض مبادرة السلام العربية التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبداالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت عام 2002 .وتريد إسرائيل ومعها أميركا من العرب مواجهة إيران من طرف واحد ذات الوقت!

ولقد كان لجهدكم وجهد بلادكم سيد بوتين الرئيس البارع ووزير خارجيتكم لافروف المبدع نجاحاً ملاحظاً ولا زال في الأزمة السورية منذ اندلاعها على مستوى السياسة والعسكرة، وفي مجال المساعدات الإنسانية، والاقتصادية، وعلى مستوى تفكيك الألغام، وفتح معسكرات الأطفال والشباب داخل روسيا للمحافظة على أمنهم، وتقريب المعارضة ومحاورتها، والبحث في صلب المرحلة الانتقالية السياسية عبر (جنيف، والاستانا، وسوتشي)، وفي تخليص سورية من السلاح الكيماوي الثقيل الخطير سابقاً، واستخدمت بلادكم روسيا (الفيتو) عشر مرات في مجلس الأمن حماية لنظام الأسد ولموقف روسيا حول موضوع التحقيق في استخدام دمشق للأسلحة الكيماوية والتمديد للجنة التحقيق
وفقاً لقرار أميركي ذي العلاقة المباشرة بحادثة مطار شيخون، وهو الذي أحزن ترمب آنذاك على أطفال سوريا بينما لم نسمع له صوتاً على مصير أطفال فلسطين وإنسانهم الذي يعدم إسرائيلياً وعلناً امام شهود الأعيان والإعلام وبنازية متكررة مؤسفة.

وواجهت بلادكم روسيا سيادة الرئيس بوتين حملة إعلامية شرسة من ماكنات إعلامية مختلفة منها الغربية وغيرها العربية تحت مظلة الفوبيا الروسيا – أي الخوف غير المبرر من روسيا واتهمت جزافاً بالتطاول على حياة بسطاء ناس سورية، وهو الذي ثبت فشله ولم يتم إثباته على الأرض وإعلامياً إلا من زاوية اخطاء الحرب كأي حرب تندلع.

والآن نريد لكم سيد بوتين ولروسيا دوراً مباشراً ووسيطاً عادلاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإيقاف مهزلة إسرائيل وأميركا ونازية إسرائيل تحديداً وقمعها وقتلها للأبرياء من أبناء فلسطين المحتجين بالحجارة على قرار سرقة قدسهم وفلسطينهم، وهو أمر محزن حقاً، ونقل القضية الفلسطينية إلى داخل مجلس الأمن امر مشروع، ومناقشتها عبر جلسات متكررة وعبر زمن طويل ومحدود يمكن أن يوصل لنتيجة ناجعة، والفيتو الروسي والصيني المشترك يشكل رادعاً بوجه التطاول الإسرائيلي والأميركي حول القدس تماماً كما هو الحال في الشأن السوري.

فما بالكم إذا ما كانت القضية الفلسطينية اكثر أهمية من السورية، وذريعة لاستمرار تغذية الإرهاب الذي قاومته بلادكم بشراسة ونجاح كبير في سورية نفسها.

وإذا ما عرفنا بأن الكيان الإسرائيلي (دولة) متطورة السلاح على المستويين التقليدي وغير التقليدي النووي وغيره الخطر، بينما الفلسطينيون يواجهون الاحتلال بصدور عارية، وبما توفر من حجارة، وإذا ما لاحظنا الأسناد منقطع النظير لإسرائيل من قبل أميركا وأوروبا أي (الناتو)، وكيف هي أميركا تماحك روسيا نفسها وتسقط علمها في واشنطن، وتطرد دبلوماسييها، وتطلب من موسكو ذات الوقت المساعدة في أزمتها مع كوريا الشمالية، والادعاء بكشف خلية إرهابية في مدينة سانت بيتر بورغ، سنعرف حجم المراوغات وسط القضية
الفلسطينية حالة تطبيق الحوار المباشر الفلسطيني الإسرائيلي وتحركه إلى سراب، والفيتو الأميركي الأخير في مجلس الأمن بتاريخي 18 إلى كانون الأول 2017 لأبطال تغيير هوية ووضع القدس والتكوين السكاني للمدينة المقدسة، كشف عن خطط واشنطن المنحازة بالكامل لتل أبيب، وكما هو معروف فلقد دعمت روسيا إلى جانب (13 (دولة عالمية من بينها فرنسا وبريطانيا خلال جلسة الأمن بتاريخ 18 كانون الأول/2017 مشروع قرار يندد بقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس الشريف ويدعو لرفضه، وواصلت أسناد قضية القدس داخل الأمم المتحدة إلى جانب (127) (دولة عالمية، ودعا نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف رئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس حكومة (إسرائيل) بنيامين نتانياهو لجلسة في موسكو، ولكي تلعب روسيا دور الوسيط النزيه والعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد فشل الوساطة الأميركية وثبوت انحيازها الكامل لإسرائيل.

وكلنا أمل بأن تسد روسيا ودول مجلس الأمن والأمم المتحدة الفراغ السياسي
وتحقق العدالة وسط قضية فلسطين والقدس العادلة.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :