facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حظ الحكومة ..


رؤيا البسام
03-03-2009 08:56 PM

روى احد المتدربين في مراكز الحكومة المهنية قصة حصلت مع زميل له وقال: كنا نتدرب بمهن مختلفة وكان مهجعنا يضم ثلاثين متدربا وكان القائمون على تدريبنا يعاملوننا بصرامة وشدة من خلال الاستيقاظ والنوم والطعام وكان يتم التفتيش ليلا علينا من قبل احد مهندسي المشروع بحيث اننا لم نكن نستطيع النوم او حتى قلع ملابس التدريب من طواقي واحذية والبدلة الزرقاء المخصصة للمتدربين الا بعد ان يتم التفيش على كامل المهجع، وفي ذات مساء بينما ننتظر مرور المهندس وكان بيننا متدرب طويل القامة وتصادف مع دخول المهندس انه كان يحمل بيده كبريته وعندما سمعنا وقع اقدام المهندس تراكضنا كطلاب صف ابتدائي كل واحد فينا وقف بجانب سريره وبعد ان دخل واخذ يتفقد المهجع ومن فيه ولما وصل بالقرب من ذاك الشاب طويل القامة طلب منه ان يخلع ( الطاقية ) عن رأسه تردد فأمره بان يخلع طاقيته ولما رفعها عن رأسه سقطت الكبريتة التي من خوفه كان وضعها تحت الطاقية فضحك المهندس وقال ( ما بتعرفوا انه حظ الحكومة قوي).

أسوق هذه الحكاية بمناسبة إلقاء القبض على أربعة موظفين من مديرية تربية الأغوار الشمالية، كانوا في طريق عودتهم من عمان بسيارة تتبع للمديرية في صباح يوم الجمعة الذي أعلنت فيه نتائج امتحان الثانوية العامة وبحوزتهم كشوفات النتائج التي حصلوا عليها من وزارة التربية والتعليم لإيصالها إلى مديرية التربية في منطقتهم .

وروي ان الموظفين عمدوا في طريق العودة في شارع الأردن بالقرب من جسر الجبيهة إلى إيقاف المركبة التي تقلهم على جانب الطريق لفتح مغلفات الكشوفات والحصول على نتائج بعض الطلبة وتزويدهم بها على الهاتف النقال من خلال مبدأ (طباخ السم بذوقه)، إلى أن كانت المفاجأة التي لم يتوقعوها ، بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي الذي تواجد صدفة في المكان أثناء ذهابه إلى الوزارة ولفت انتباهه وجود سيارة تابعة لوزارته على جانب الطريق .

ويقال ان الوزير فاجأ الموظفين ''بدق'' زجاج سيارتهم واستفساره منهم حول عبثهم بكشوفات النتائج .

وحسب المصادر فان لجنة التحقيق مع الموظفين توصلت إلى قرارها بشأن مخالفة الموظفين للتعليمات وأصدرت كتب تنبيه بحقهم مع حسم راتب لمدة خمسة أيام من رواتبهم الشهرية .

ترى لو لم يكن حظ الحكومة قوي هل كان على هؤلاء المساكين فتح المغلفات قبل خروجهم من عمان؟ لكنها صدفة وربما لا تتكرر هذه الايام لان حظ الحكومة تغير مع الزمن فلو أن حظ الحكومة ما زال قويا هل كان بعض موظفيها الكبار ينفذون من العقاب على الفساد الذي يكبدون الدولة بسببه خسائر كبيرة؟ وهل يستطيع حظ الحكومة القوي ان يكشف المتلاعبين بالعطاءات الحكومية؟ وهل يستطيع حظ الحكومة معرفة ما يصار في الجامعات الرسمية التي حولها بعض الرؤساء إلى مزارع وشركات خاصة وهل يستطيع حظ الحكومة ايقاف رؤساء البلديات عند حدهم وهم الذي حولوا بلدياتهم الى شركات خاصة؟


ولو ان حظ الحكومة ما زال قويا فهل يكون هناك صفقات بيع شركات الخلويات وصفقات العقود الاحتكارية والعلاجية، ولو ان حظ الحكومة ما يزال يتمتع بالقوة فهل تصدر التعيينات الخاصة بالعقود للمقربين والمقربات وهل وهل وهل؟

سقا الله على تلك الأيام لما كان فيها حظ الحكومة قوي...
royaalbassam@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :