facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خبز ايام زمان وخبز هذا الزمان


اللواء المتقاعد مروان العمد
14-01-2018 06:45 PM

رحم الله ايّام زمان، ايام الماضي الجميل، ايام ما كنا نزرع قمحنا ونطحنه ونخبزه ونأكله. كان لنا اقارب من ناحية الوالدة يملكون أراضىاً شاسعة في منطقه الطنيب شرق عمان يزرعونها قمحاً.

وكان الاْردن في تلك الأيام يزرع القمح ويصدره. كان موسم حصاد القمح موسم أعياد وأفراح تسدد به الديون ويتزوج الأبناء ويتم شراء مستلزمات العام ويتم حمد الله على نعمته وفضله.

كان أقاربنا وفِي كل موسم يوزعون كميات من القمح على الاقارب والاصدقاء تكفي مؤنه العام.

واذكر الشاحنة الصغيرة التي كانت توزع المخصصات حيث تقف بباب منزلنا ويتم تنزيل الكمية المخصصة لنا منها.

واذكر والدتي رحمها الله وهي تقوم بغربلة وتنقية اكياس القمح كل كيس على حده، وما ان تنتيهي من الكيس الاول حتى نزهب الى اقرب مطحنة علينا ونحضر عاملها ومعه حمار المطحنة حيث يتم تحميل شوال القمح عليه وأخذه اليها، ونذهب نحن الأولاد معه حتى نشاهد عملية الطحن ونسمع صوت بابور المطحنة العالي الذي يصم الآذان ولا يسمح لأحد بسماع اي حديث الا اذا كان صراخاً.

وبعد انتهاء عملية الطحن نعود مع الطحين للبيت لتبدأ عملة العجين اليومية في الطشت المخصص لذلك ويتم وضع الخميرة البلدية عليه والتي هي عبارة عن قطعة من عجنة الامس تترك في كوب او صحن لليوم التالي لكي تتخمر وتوضع على العجنة الجديه والتي تترك بعدها لفتره من الزمن حتى تخمر ثم تأتي بعدها عمليه تقطيعها وفردها ووضعها على الفرش الخاص بها ، ثم ترسل الى الفرن لخبزها ، لنتناول بعدها أشهى رغيف خبر ساخن وطري . ثم يتم لف البقيه الباقيه بقطعه قماش لكي يبقى محافظاً على ليونته وطراوته وطعمه . هذا غير الأكلات الموسميه التي كانت تعمل بالقمح مثل السنينيه والسليقه وغيرها .

الى ان تبدل الحال بغير حال، وأغرقوا اسواقنا بقمح المساعدات الامريكيه وتم استبدال الرغيف المعجون والمخبوز بالأفران بدلاً من خبز المنازل ، ولكنه في البدايه كان يصنع بطريق بدائية مثل الذي يصنع في البيت، ثم حل محله خبز المخابز الآليه والطحين الأبيض الذي يخلوا من اَي مواد صحيه وأصبح يتم استعمال الخميرة الجاهزه التي افقدت الخبز طعمه وسهوله هضمه . واستسهل الناس هذه العمليه وتوقف مزارعينا عن زراعه القمح وخبزه وأصبحوا يشترون الخبز الجاهز . وأغلقت كل الافران القديمه التقليدية .

اما الاراضي الزراعيه فقد هجرها مزارعوها وتركوها أرضاً قفرا . ثم أصبحت سلعه تباع وتشترى وتقام عليها الصناديق الاسمنتية والتي امتدت الى كل مكان بحيث لم يبقى لدينا أرضاً تزرع ولا قمحاً ينتج . وأصبحنا نستورد قمحنا بأسعار عاليه كانت تزيد باستمرار ، وبدأت قصه دعم الخبز مره وراء المره الى ان بلغنا ما بلغنا اليه الآن ليُرفع الدعم عن هذه الماده الأساسيه والاستراتيجيه وليتضاعف سعرها وليصبح هذا السعر عبأً كبيراً على عاتق الطبقات الوسطى والمسحوقه رغم قصه الدعم المنقوصة وليصبح توفير رغيف الخبز مصدر همنا بعد ان كان مصدر سعادتنا ولتصبح شحنه القمح وسيله لأخضاعنا وتنازلنا عن مواقفنا . آه كم احن الى خبز امي .





  • 1 عظم الله أجرنا 14-01-2018 | 08:09 PM

    عظم الله أجرنا فقد سلمنا الأرض البعلية الخصبة للسماسرة والتجار والحيتان وللفساد وأصبحنا نستورد قمح ردىء يمكث في الأرض شهرين ونصف بدل قمحنا اللذيذ الذي يمكث في الأرض 6 شهور! هل عرفت الآن السبب وراء الكرتون الذي نأكله؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :