facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يموتون بصمت ..


عدنان الروسان
15-01-2018 02:36 PM

يموتون بصمت ، كعادتهم ، الفقراء الأردنيون يموتون بصمت ، و يبكون بصمت ، و يأكلون من حاويات القمامة بصمت و يذرفون دموع الذل و القهر بصمت وهم يرون أن حكومتهم لا تعيش همومهم و لا تسأل عن أحوالهم و لا تكترث لجوعهم و لا لقهرهم و لا لذلهم ، أزرار قميص رئيس حكومتنا تكفي مصروفا لعائلة أردنية لشهرين أو ثلاثة ، و الوزير الذي ينتقد الفساد ولا يكترث لفقراء الأردنيين و لا يتوجع لوجعهم و يبيع علينا وطنيات في البرامج التلفزيونية و يسوق علينا الهبل على التعالي و الاستكبار و مشروبه المفضل ليوم يكفي مصروفا لعشر عائلات أردنية.

اسطوانة الولاء و الانتماء المشروخة التي ما يزال يتاجر بها الديناصورات من أعمدة الدولة العميقة الفاسدة باتت مملة ، تافهة لا تقنع أحدا ، نعلم أنهم ليسوا منتمين و لا موالين و إنما يتاجرون بالشعب و حياته ، مرتزقة ، كذابون يعيشون كالطفيليات على عرق الأردنيين و جوعهم و عطشهم ، و لا يهمهم كل الألم و المعاناة التي يعانيها الأردنيون ليلا و نهارا ، مجاميع من الانتهازيين الذين لا يهمهم من المنصب إلا خدمة أولادهم و بناتهم و أنفسهم و بعض أقاربهم و أبناء محفلهم و حينما يتعلق الأمر بجوع أردني أو مرض أردني فإن الانتهازي الرويبضة يستحضر كل أوراق القانون و الدستور ليثبت للأردني انه لا يحق له الشبع لأنه ليس من نخب الفساد العفنة التي زكمت رائحتها الأنوف و ما تزال تتاجر بنا و بوطننا رغم كل ما جروه من ويلات على هذا الوطن.

إنهم لا يقرؤون و لا يشاهدون أي شيء يمكن أن يطير السكرة من رؤوسهم في ليالي الشتاء الطويلة ، إنهم يعيشون في عالمهم الافتراضي الذي يجعلهم يظنون أنهم نخبة الله المختارة و أن باقي أبناء الشعب من الجويم أو البغال التي ليس عليها إلا أن تبتسم للديناصورات و أن تقظب فوج دبكة للفاسدين الذين يتنقلون بين مناسف الفقراء كل يوم و الفقير يظن أنه اقترب من الحصول على حقوقه بسبب المناسف التي قدمها للفاسد و التي استدان ثمنها من هناك أو هنا ، أو باع أخر باب في منزله ليشتري اللحم البلدي للمتكرش العفن الذي يضحك و هو يعلم أنه لا يأكل في بطنه الا النار و لا يكلمه الله يوم القيامة و لا يزكيه ، و لا نظنه يكترث لذلك لأن الله ختم على سمعه و على بصره غشاوة ، و هو يعيش ما بين كاس و يسكي و الآخر و يفرح بنجاحه المزور المزيف في الانتخابات النيابية ثم يتطاول على من نجحه في الانتخابات و يتهمه بالفساد.

لا نسمي الناس لأن هدفنا ليس التجريح ، و إنما لفت أنظار صاحب السرايا إلى أن بعض من حوله من وزراء لا يصلحون للمنصب ، و لو أردنا أن نجرح لأخرجنا من جعبتنا ما لا يعرفه العامة من بلاوي يندى لها جبين هذا الوطن العظيم ، لا نجرح و لكننا حريصون على أن يعم العدل او بعضا منه فالعدل أساس الملك ، حريصون أن لا يصيبنا ما أصاب غيرنا نتيجة الفساد و القهر و الظلم ، نتيجة الجوع و الفقر و الذل و المهانة التي يتعرض لها المواطنون ، نتيجة عدم الاكتراث الذي يواجهه الناس من قبل المسئولين لحل مشاكلهم ، نتيجة تقسيم الناس إلى خيار و فقوس .

إن اهتمام الحكومة بجمع الضرائب و المكوس و فرض الأتاوات على الناس فقط ليس الأسلوب الأمثل لإدارة شؤون الدولة و خدمة المواطنين ، فلا بد أن يكون هناك من يهتم بالناس و من لا يهتم بأمر المواطنين فليس منهم و لا يجب أن يكون مسئولا عنهم و عليهم ، فأدنى درجات المسئولية أن تهتم الحكومة بحاجات الناس الضرورية و أن لا تتعالى و تتكبر على ولي نعمتها و دافع رواتبها و فسادها ، أي المواطن ، أي الشعب الذي ما يزال ساكتا حتى اليوم خوفا على الوطن لا خوفا منه.

بعض كبار المنتفخين و المتكرشين و المسئولين ، و لا نعمم و لكننا نتحدث عن حالات شكلت حالة ، و عن فاسدين كثروا حتى لم يعودوا ندرة بل تيارا ، يغرفون من المال العام لعلاجهم و علاج أبنائهم ، و لأسفارهم و أعمالهم و تجارتهم و يتباهون على صفحات الفيس بوك بعضهم و على شاشات الفضائيات بعضهم الآخر بأنهم يخدمون الوطن و المواطن و ما يخدمون إلا أنفسهم و ذويهم بينما المواطن لا يجد ما يحتاجه من علاج و طعام و يقلب وجهه في السماء ثم يرفع كفيه مرسلا سيلا من دعوات المظلوم إلى الله ، و لو أن باب السماء فتحت لدعوة مظلوم واحدة فلن يبقي الله على ظهرها من دابة و سيزول الفساد و الفاسدين برمشة عين كما حصل عند غيرنا و لكن الله يمهل و لا يهمل.

اتقوا الله ، فلا تتمادوا في بيع الوطنيات علينا فالمواطنون أصحاب حق و الحق أبلج و للحديث بقية...





  • 1 علي ملخم ابا شرف 15-01-2018 | 02:58 PM

    صح لسانك استاذ عدنان فلا نملك الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :