facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لاعِبُ الأحجية


لارا طماش
16-01-2018 12:28 AM

(أن تشعر أنك مختلف يعني: أن الحزن سيصيبك في مقتل وسيجعل التقدم في العمر أمرا بديهيا لك ولا معنى له أبدا.
إن التقدم في الحزن مرادف قوي لما يسمى (التقدم في العمر ) وذاك خطير وهذا اعتيادي فثمّة؛ مواقف و كلمات بروؤس حادة تترك ثقبا في الروح يتسرب إليها الوجع بهدوء حتى يفتت توقعات من بعد الصبر!).
قالت: بدأت بك الحلم وعليه ترتبت الحياة من جديد وفقا لنظامك، أحلامك، وأوقاتك فكدت بل أني فعلا ضبطت ساعات صحوي ونومي على وتيرتك وجعلتُ أقلّص من حجم الأشياء التي قد تسرقني دون أن تقول!
و بمرور الوقت أيقنت أن بقرب القلوب و تشابه الأرواح تستمر الحياة برغم عن تفاصيلها المزعجة و ضرر البؤس أحيانا مادام الفجر على وشك الولادة صباح يكون غدا أنت فيه! فلم أعد أهتم لما مرّ من تفاصيل أمامي..
زادت مصادر ثقتي و تضاعفت، ووصلت إلى حد أن ابتعادي عنك ولو مؤقتا هو ابتعاد عن كل شيء فيّ، بل أكثر هو ابتعادٌ عني لكن كلما وضعت رأسي المتعب بالأفكار على وسادتي أزهرت حدائق إشراقي.
أما في الغياب فكنت أمارس أشدّ القسوة فأهذّب نفسي كي لا تمارس تصرفات غباء و حماقة وإن كنت في لحظات كثيرة و دون أن أتقصد أصير أكثر التصاقا بنا، بأشيائنا وكل تلك التفاصيل الصغيرة التي تعودت علينا فأربِكُها اشتياقا.
في وجوه المارة كنت ألمح ابتسامتك واسمك يقفز إلى ذاكرة الأغاني، إلى الضحك والبكاء، حتى في صياح الناس من حولي و أبواق السيارات، وتلك التفاصيل الكبيرة الصغيرة التي لا ينطوي العالم يوما من دونها، كنت أغتنم فرصة الإزدحام و أخطف من الدقيقة ثواني تسكنني بك، حتى أبدأ في العدّ التنازلي كلما تحوّل لون إشارة المرور من الأحمر للأخضر تحذيرا؛ لألتقط أنفاسي و أبحر بذاكرتي لإشارة قادمة أخطف فيها لحظة منا تملأ الفراغ من حولي فأبتسم فيظن من حولي أنني امرأة مجنونة تكلم نفسها أو لعلهم ظنوا أني ابتسم لهم دون أن يعرفوا أن من يقف خلف ابتسامتي أقرأ اسمه في الوجوه فيتغيّر يومي و يخطفني من تركيزي ليرمي بي إلى تشتتي!
مسائي ذاك كان آخر مساء تركت له تراتيل القلب وحذفت منه جمال اللغة في عيني فَصَحَتْ بداخلي كل الأجزاء المحذوفة من كلماتنا فنحن بما نخفي لا بما نبوح.
(أخفت الحقيقة الوحيدة التي عانقت روحها لحظة التقته فالقوة هُنيهات لا تخفي إلا ضَعف قلب هش ينشد عناقا)
أمّا هو فكان يستمع بحزن لما آل إليه حاله دون أن يلحظ أن وراء كل جرح عمق من الرجاء أعظم.
بعض من عزة و كرامة نفس لا تقبل بوح و بعض من صمت قال الكثير !
و بين هذا و ذاك تورّطت هي و بقي هو ينقش في قلب ذاكرة الصور قطعة قطعة.
و بقيت أنا أقف خلف القلم أحاول أن أفهمهما فأطرح الأسئلة كمن يحفظ إجابات، وظل النبض لاعِبا رئيسا يراوغ في أحجية!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :