facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مبدعات يؤكدن على دور المرأة في صناعة الحياة


17-01-2018 02:59 AM

عمون - اكدت مبدعات وكاتبات على دور المرأة في صناعة الحياة من خلال ما تنتج من إبداع ومنجزات حققت من خلالها تميزا وحصلت على جوائز اعتبارية قيمة ومتميزة محلية وعربية في عام 2017.

وأشرن في شهادات قدمنها في امسية تكريمية نظمتها مؤسسة عبدالحميد شومان مساء امس في منتدى شومان الثقافي بعمان بعنوان تحت شعار" نساء يصنعن الحياة"، إلى أن مساهمتهن الابداعية والبحثية تعلي من قيم الانسانية. وفي الامسية التكريمية التي أدارها مدير المنتدى الزميل موفق ملكاوي، قالت الاديبة سميحة خريس الحاصلة أخيرا على جائزة كتارا للرواية العربية عن روايتها "فستق عبيد"، إن معظم المشاريع المرموقة، قامت على قدرة المبدعة على المشاركة في الحياة العامة، مدافعة عن الحياة والخير والحق والجمال، كما هي محققة للذات.

وقالت الاديبة كوثر الجندي الحائزة اخيرا على جائزة كتارا للرواية العربية لليافعين عن رواية "دفتر سيرين"، انه لطالما صنعت النساء الحياة ولطالما رعينها وحرصن عليها، والنساءّ إذ يتكاملن مع كل رعاة الحياة لديمومتها، يوقنّ أن في هذا التكامل ضمانا لجريان نهرها.

وقالت الدكتورة شهلا العجيلي التي فازت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في الجامعة الأميركية في الكويت عن مجموعتها القصصية "سرير بنت الملك"، إن هذا الفوز الذي تحققنه النساء المبدعات تأكيد على صوتهن التاريخي بل إعلان عن تاريخ قديم ومستمرّ من الصياغة الفنيّة التي عاشت خلف الأبواب المغلقة، مشيرة إلى انه "إذا أصغى أحدنا، أكان رجلاً أم امرأة، إلى صوت كتابته، فسيسمع صوت أمّه أو جدّته، أو صوت امرأة".

وقالت الشاعرة الدكتورة مها العتوم التي فازت بجائزة الدولة التقديرية في حقل الشعر لعام 2017، "إننا حين نكتب ننشد في كتابتنا لذة لا نفهمها، ولكننا نخوض مقامرة الكتابة لبلوغها، ومغامرة في أرض المجهول، ورحلة صيد لا يعرف الصياد إن كان سيعود منها بصيد وفير أم خالي الوفاض، أم يتوه ولا يعود، ولكنه في كل الأحوال سيصل ذروة الحب التي لا تضاهيها ذروة".

وقالت القاصة هيا صالح التي فازت بجائزة الدولة التقديرية حول أدب الطفل لعام 2017، في شهادة لها بعنوان "كيف أكتب للطفل..تأملات في التجربة"، انه بعد هذه السنوات التي كرّستُها للطفلِ وللكتابةِ عنه، فإن معلميها في هذه التجربة الحياتية الابداعية هم الصغار.

وعرضت الباحثة الدكتورة رشا الخطيب التي فازت بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لعام 2017 عن كتابها "في سيرة أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي (أفوقاي): المترجم والرحالة والسفير"، وهي الجائزة التي يقدمها مشروع ارتياد الآفاق في المركز العربي للأدب الجغرافي في لندن، تجربتها البحثية حول شخصية "افوقاي" وصلته بالمستشرقين الاوائل في القرن السابع عشر الميلادي.

وكانت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية القت كلمة في بداية الامسية قالت فيها:ان عام 2017 شكل علامة فارقة على الإبداع النسوي المحلي، وهو مؤشر على طاقات نسوية خلّاقة تصدرت المشهد العربي والمحلي في العديد من المجالات الكتابية.

ولفتت الى ان الحضارة العربية تزخر بمبدعات عربيات؛ قديمات ومعاصرات، ظهرن في جميع الحقب الزمنية، كانت مهمتهن الأساسية: صناعة الحياة، وذكرت الخنساء، وعُليَّة بنت المهدي، وولادة بنت المستكفي، وحفصة بنت الحاج الركونية، والعالمة والأديبة الأردنية عائشة الباعونية، وغيرها من الأسماء الحديثة التي سطعت في سماء الإبداع، جميعها خبرات نسائية منحت المرأة تاريخا مدونا استطاع أن يفرض وجودها القوي في عالم الإبداع، لذلك لم يغب نجمها في وقت من الأوقات.

وفي ختام الامسية سلمت قسيسية دروع المؤسسة التكريمية للمكرمات.

كلمة د. شهلا العجيلي
في هذا العام، يكون قد مضى قرن كامل، كما يرى النقد، على ظهور أوّل قصّة عربيّة على نهج موباسان. وقبل ذلك بآلاف السنين، كانت الحكاية والخبر والأسمار التي لولاها لماتت الشعوب من البرد! وما يهمّني هنا هو أنّنا ساهمنا في استمرار هذا المنجز الإنسانيّ وتطويره، نقلّب معه الأفكار، ولا نستقرّ على شكل، إنّه يشبه حياتنا، مراوغ مثلها، لقد جئت من أماكن كثيرة وبعيدة، وكلّها مراوغة على صعيد الجغرافيا، والحكاية، والهويّة. ذلك كلّه وأكثر منه، جعلته في قصص، واستعرت له حكايات لأقول لكم ما أردت أن أقوله لكم، فشكراً لأنّكم قرأتم قصصي واستمعتم لحكاياتي، التي حملها فوزي بجائزة الملتقى للقصّة العربيّة القصيرة - الجامعة الأميركيّة في الكويت إلى آلاف القرّاء، وحمل معها علاقتنا بالموجودات التي قد لا ينتبه إليها الآخرون، فالقصّة تحرّرنا من التصوّرات الثابتة، وتصحّح فينا نظام الذكاء والعاطفة والشجاعة.
أمّا عن موضوع كتابة النساء، فلعلّ هذا الفوز ليس تأكيداً على صوتنا التاريخيّ فحسب، بل إعلان عن تاريخ قديم ومستمرّ من الصياغة الفنيّة التي عاشت خلف الأبواب المغلقة، والتي كانت ملاذاً لليائسين والمرضى والمؤرّقين وطالبي المتعة. هذه الصياغة الفنيّة أنتجت أشكالاً كثيرة، كلّ منها يحمل وسم (قصّة)، وإذا أصغى أحدنا، أكان رجلاً أم امرة، إلى صوت كتابته، فسيسمع صوت أمّه أو جدّته، أو صوت امرأة، لذلك أقول لأمّي الغائبة في عليائها: ماما هذا صوتك أرسله من كلّ مكان إلى العالم عبر (سرير بنت الملك).
شكري الجزيل لهذه المؤسّسة العريقة، مؤسّسة عبد الحميد شومان، الرائدة في أدائها الثقافيّ، والتي تعدّ محطّة تنوير مهمّة في فضاء الثقافة العربيّة، لمجلس إدارتها، ولمديرتها الأستاذة فالنتينا قسيسيّة، وفريقها الفاعل والمتكامل. شكري الجزيل لجائزة الملتقى، وللجامعة الأمريكيّة في الكويت، وشكري الجزيل للجنة التحكيم التي آمنت بنصوصي وأوصلتها سريعاً لمدى أبعد، وللقاصّين، وللناشرين، وللنقّاد، وللإعلاميين، وللقرّاء في كلّ مكان، ودائماً الشكر لعائلتي، لزوجي، ولبنتيّ، الذين يحتملون عزلتي ومزاجي القصصي المراوغ أيضاً.


كيف أكتب للطفل..
تأملات في التجربة
هيا صالح

منذُ طفولتي وأنا مأسورةٌ للعالم المتخيَّل؛ العالم الموازي الذي نعيشُ أحداثَه ونحياها دون أن نرى شيئاً في الواقع أو نسمعُه. العالمُ الحُلميُّ الذي اعتدْنا أن يكونَ الصراعُ فيه بينَ لونين؛ الأبيضُ والأسودُ، وأنّ النهايةَ دائماً لصالحِ ما نحبّ ونأمل؛ الخير!

كنتُ أذهبُ بقدَميَّ وبإرادتي إلى ذلك العالمِ؛ لأملأ بئرَ الذاكرةِ بالحكايات، مُتَحِيّنَةً الفرصةَ لأعيدَ روايتَها. وهذا ما كانَ فعلاً. فأطفالي الأربعةُ لا ينامون قبل أن يسمعَ كلٌّ منهم: "توتة توتة.. خلصت الحدّوتة".

أما بالنسبةِ لي، فلم تكن الحكايةُ تنتهي.. كانت الأفكارُ تتناسلُ لأضعَ سيناريوهاتٍ أخرى للأحداث وأرسمَ نهاياتٍ جديدةً للحكاية؛ نهاياتٍ متوقَّعةً وغيرَ متوقَّعةٍ، وبذلك يمكِنُني التزوّدُ بما يُثري مخزوني ويجعلُني مستعدّةً للسردِ في اليومِ التالي.

هكذا بدأت الحكاية؛ وهكذا أصبحتُ كاتبة للطفل. لم يكن الأمرُ في البداية وليدَ رغبةٍ أو قرارٍ مُسَبَّق، ولكنّه كان بدافعِ الحاجةِ إلى الحكايةِ التي تُلهبَ حماسةَ الطفل وتستفزّ خيالَه وتنمّي أفكارَه. ويوماً فيوم، صارَ لدي مشروعي الواضح الذي يعيّر عني وأنتمي إليه؛ أصطادُ الفكرةَ من موقفٍ أعيشُه أو أختبره أو أسمعُ عنه، أضعُ مخطّطاً للحكاية، أنسجُ أحداثَها، أقدّمُها لأطفالي شفاهةً؛ أُنصتُ لردودِ أفعالِهم وأحاورُهم فيما يقولونَه، ثمّ أعودُ إلى أرواقي، وأستدعي الكائناتِ التي لعبتْ دورَ البطولةِ؛ فتكونُ الكتابة!

في عالمي الذي أحبُّ؛ يقفز الفيل "فوفو" فوق طاولتي بخفّة وهو يبكي لأنّ أصدقاءَه رفضوا اللعبَ معه ووصفوه بالبليد الضخم، فأُربّتُ على كتفِه وأمنحُه من الشجاعةِ ما يكفي لمواجهتِهم! وفي عالمي؛ تقرّرُ قطرةُ الماءِ "رفروفة" مغادرةَ البحرِ لتسكنَ غيمةً في السماء بحثاً عن تجربةٍ جديدة، فأتفهّمُ قرارَها وتوقَها إلى المختلِف. وفي عالمي؛ تحوم الخنْفُساء "شامة الصغيرة" حولي يدفعُها فضولُها للتعرُّف على كلّ شيء، فأتركُها تخوضُ التجربةَ وتتحمُّل النتائج. وفي عالمي؛ أتيحُ لـ"نجيب" فرصةَ الالتقاءِ بأبطالِ الكتب التي يحبُّها ليكتشفَ أنّ القراءةَ نافذتُه إلى الدهشةِ والمتعةِ والخيال. وفي عالمي؛ يسقطُ كتابٌ من يدِ "ريم" وهي ترتّبُ غرفتَها، فتتناثرُ حروفُه، وعندما تقررُ إعادةَ الحروفِ إلى أماكنِها تضطرُّ إلى قراءةِ القصة لتكتشفَ أن القراءةَ ليست مملةً كما كانت تعتقد، بل هي الرفيقُ الأكثرُ إمتاعاً.

في عالمي؛ تؤرّقني أسئلةُ أبطالي؛ وجلُّهم من الصغار، فأبذلُ جُهدي لإشباعِ فضولِهم. فتلك الطفلةُ تتتبّعُ حركةَ أخيها في بطنِ أمِّها وتودُّ معرفةَ ما يفعلُه في عالمِه الصغير ؛ و"ليلى" لا تتوقفُ عن التساؤُلِ؛ لماذا تكبرُ كلُّ الأشياءِ مِن حولِها لكنَّ فساتينها تصغُر؛ والفيلُ والسنجابُ يتّفقان على أن إزالةِ الاختلافات الشكليةِ بينَهما عبر مخاطبةِ الرسام بإنجازِ رسمتين متطابقتَين من أحدهِما، ليكتشفا في النهايةِ أنّ الاختلافَ أمرٌ جميلٌ وضَروريّ؛ وأنّ صداقتَهما متينةٌ لأنهما مختلفان.

هذا هو العالم الذي يستهويني، ليس فقط لأكتبَ عنه، بل لأعيشَه أيضاً، ولهذا لا أخفي عليكم أنني ما زلتُ أشاهدُ مسلسلاتِ الرسومِ المتحركة، وأواظبُ على متابعةِ أفلام الكرتون، وأقتني مِجلاتِ الأطفال، وأؤثثُ مكتبتي بالإصدارات الموجهةِ للطفل، وأحاولُ أن أبقى على صلةٍ وثيقةٍ بكل ما يستجدُّ في هذا المجال.

وبعد هذه السنوات التي كرّستُها للطفلِ وللكتابةِ عنه، لا يمكنني الادعاءُ أنّني حققتُ ما أصبو إليه. وإذا كانتِ الحياةُ مدرسةً، فإن معلّمي فيها هم الصغارُ! لذلك لا أتردّدُ في التزوُّد منهم لإثراءِ تجربتي؛ حريصةً على ملاءمةِ ما أكتبُه للفئةِ العمريةِ التي أتوجّهُ إليها، وها يستدعي العنايةَ باللغة، وبخصائصِ النموِّ العقلي والوجداني والنفسي للطفل.

ما أنا متيقّنةٌ منه، أنني سأواصلُ الكتابةَ للطفلِ ولنْ أتوقف.. ربما يرى بعضُهم أن المنجَز المتواضعَ الذي نقدّمه أنا وزملائي لن يُحْدِث تغييراً ذا بال، وسطَ ما نشهدُه من فوضى وعمليةِ خلطٍ للأوراق تطالُ المنظومةَ القيميةَ كلَّها وتوجّهُ نصالَها للطفل؛ الأملِ والمرتجى. ولهؤلاءِ أقول؛ أنا لا أملكُ عصا سحريةً تمكّنني منْ إحداثِ التغييرِ بغمضةِ عين؛ لكنّني أؤمنُ أنَّ تغييرَ العالم يبدأ من تغييرِ فردٍ واحدٍ فيه. وحسبي أن أحاول!

أختِمُ بالحكايةِ التي تقولُ إنّ عجوزاً اعتاد التنزُّهَ على الشاطئِ صباحاً، وذاتَ يومٍ، أبصرَ فتاةً تتحرّك بالقربِ منه وتقتحمَ الأمواجَ كأنها ترقُص، اقتربَ منها بدافعِ الفضول، فتبيّنَ له أنها لا ترقص، بل تمدّ يدَها إلى الرمال وتلتقطُ نجومَ البحر لتُعيدَها إلى البحر خلالَ ارتفاعِ الموجِ واحداً واحداً. سألها: أيتها الشابةُ، لماذا تلقين نجومَ البحر في المحيط؟ فأجابت: إنْ لم أفعل هذا فستموتُ على الشاطئ. قال لها: لكنْ، ألا تدركين أن الشاطئ طويلٌ طويل، وأن نجوم البحر هنا بالآلاف؟ لا يمكنكِ أن تُحْدثي أيَّ فَرق.
استمعت الشابةُ إليه بتهذيب، ثم انْحَنَتْ والتقطت واحداً من نجومِ البحر وأعادته إلى البحر وهي تقولُ: أحدثتُ فرقاً لدى هذا النجمِ على الأقل.



كلمة احتفالية مؤسسة شومان
النساء يصنعن الحياة
د. رشأ الخطيب

... للأندلس في نفسي سحرٌ خاص وجمال، وقصتي معها تمتد لثلاثين عاماً، أما أفوقاي فمعرفتي به لا تتجاوز عقداً من الزمان؛ فقد عرفتُه في 2008 منذ بدأتُ أقرأ وأنقّب حول أطروحتي للدكتوراه الأدب الأندلسي في الدراسات الاستشراقية البريطانية، مررتُ في أثنائها على سِــيَر كثير من المستشرقين وكثير من الحكايات المتصلة بنشأة الدراسات العربية وازدهارها في البلدان الأوروبية، وصادفتُ عدداً من الأسماء العربية التي كانت على صلة ببعض المستشرقين وكان لها دورٌ مهم لكنه مغمور في تطوير مجال الدراسات العربية هناك.
وتكرر اسم أفوقاي من بين تلك الأسماء لأكثر من مرة، فقادني الفضولُ لقراءة رحلته التي تحمل عنواناً بعيداً عن عالم الرحلات (ناصر الدين على القوم الكافرين)، لكن الغوص بين سطور تلك الرحلة حملَتْني إلى مرافئ وشطآن فسيحة: أعجبتني لغتُها وعقليةُ صاحبها، وكيف أنها كانت تعبّر بلسان حاله عن قلبه، بعيداً عن الأبراج العاجية التي حشَرْنا فيها آدابَنا فنفَرَ منها أبناؤنا، وصاروا يرون فيها عقبةً يتحجّجون بها كي يبتعدوا أكثرَ عن لغتهم العربية، ووجدتُ في كلماته تعبيرات تلقائية بعيدة عن القوالب اللغوية الجاهزة المتقعرة التي كان يلجأ إليها معظم الكُتّاب في وقته.
وعندما كنت أقرأ المصادر الأجنبية في الجانب الآخر، أعجبني أن مثل هذه الشخصية لاقت الاهتمام لدى بعض الباحثين الغربيين خاصة في هولندا؛ نظراً للعلاقة التي جمعت بين أحمد بن قاسم الحجري واثنين من رواد الاستشراق هناك مطلع القرن السابع عشر، فاستغرقتُ لعدة سنوات في تتبُّعِ آثاره وأعماله، وجعلتُها في بحوثٍ متنوعة حين اعتقدتُ أنني جمعتُ قدراً جيداً ومنظماً من المعلومات المتناثرة التي تبني صورة تقريبية لسيرته، وفق أكبر قدر ممكن من المعلومات المتناثرة عنه في المصادر، ومن أهمها أعماله: العربية، والمعرَّبة، والإسبانية،
وقد قدمتُ بحوثي تلك في بعض الملتقيات العلمية وأنا أضع في ذهني تصوراً لكتابٍ يجمع بين دفتيه سيرة هذه الشخصية الأندلسية-الموريسكية، التي أهملَتْها كتبُ تراجم الرجال المعاصرة له. فجاء كتابي أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي أفوقاي: المترجم والرحالة والسفير -الذي فاز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2018- ليتحدث عن أحد الأندلسيين-الموريسكيين الذي يمثل أنموذجاً طريفاً من الرحالة الدبلوماسيين؛ فقد كان أحمد بن قاسم (أفوقاي) سفيراً عن السلطان المغربي إلى فرنسا سنة1611 لكنه لم يكتفِ بمهمّته الرسمية، بل كانت له صلات بالطبقة المثقفة المتعلمة والحلقات الاستشراقية في فرنسا وهولندا خلال رحلته التي استمرت حتى عام1613، أسفرت عن جهوده التي لا تُنكر في دعم الدراسات العربية في هولندا مطلع القرن السابع عشر، وهو القرن الذي يُعَدّ العصر الذهبي للدراسات العربية في القارة الأوروبية. وتكشف تلك الصِّلات عن منزلته في تاريخ الاستشراق وإسهاماته في إغناء ميدان الدراسات العربية في هولندا، كما تعكس صورةً فريدة من صور اللقاء المبكر بين الشرق والغرب .
والكتاب يحاول أن يبسط القول في سيرة هذه الشخصية الطريفة التي سكتتْ كتبُ التراجم المعاصرة عنها، اعتماداً على بعض المصادر الأصيلة مما بقي من أعماله التي وصلت إلينا، وكان أهمها رحلته المعروفة باسم رحلة أفوقاي الأندلسي، وبالمناسبة لقب أفوقاي على الأرجح، مأخوذ من مهمته التي تشبه عمل المحامي Abocado، التي قام بها سفيراً عن السلطان المغربي إلى فرنسا، كي يدافع عن حقوق المهجَّرين بعد قرار طرد المسلمين من إسبانيا الذي صدر سنة 1609، ويسترد أمتعتهم التي نهبَــها البحارة الفرنسيون.
وأفوقاي هذا من الموريسكيين، وهم الأندلسيون الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، وعانوا من بطش القرارات الإسبانية التي منعتهم من استعمال اللغة العربية، أو ارتداء الملابس الإسلامية، أو إظهار أي علامة من خصائصهم الثقافية وعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية، فقرر الهرب إلى المغرب، ثم عمل مترجماً في بلاط السلطان وكُلِّف بالسفارة إلى فرنسا سنة 1611، وعند عودته عرّج على هولندا، الدولة الصديقة للمغرب.
لم يكتفِ أفوقاي في رحلته -التي استغرقت عامين- بالمهمة الرسمية الموكلة إليه، بل عقَدَ صِلاتٍ عديدة مع بعض المثقفين والمستشرقين، وللحديث عن ذلك كله اعتمدتُ في كتابي على مصادر جديدة، وبعضها يُكشَف عنه للمرة الأولى في عالم البحث العلمي العربي، من مراسلاته المخطوطة بيده، المحفوظة في مكتبة جامعة لايدن ومكتبة جامعة مانشستر، وهي بضع رسائل باقية تبادلها مع مستشرقين في سياق التعاون والانفتاح الثقافي على الآخر، وتُلقي الضوء على دوره المعتَّم عليه في تاريخ الدراسات العربية في هولندا، وجهوده في التعاون مع بعض المستشرقين الهولنديين وإعانتهم على جمع المخطوطات العربية لصالح مكتبة الجامعة هناك.

سميحة خريس
مساء طيب في ربوع هذه المؤسسة الرائدة التي عودتنا أن تكون فضاءً ثقافياً نوعياً، تدعم، وتحتفي، وتساهم في تشكيل وجه الثقافة في الاردن، منتدى عبد الحميد شومان وهو يكرم اليوم جمعاً من النساء المبدعات، إنما يكرم بناته وغرس حديقته، ألف شكر وتقدير على كل ما تقدمون وتضيفون إلى الحياة الثقافية.
الأصدقاء والقادمون لمشاركتنا هذا التكريم، شكراً لوجودكم معنا، فمنذ البدايات اعتقدنا أننا نمضى بمحبة ورعاية المتابعين والذين يشكلون طرفاً أساسياً من العملية الابداعية، فلسنا نتحرك في فراغ ولا نكتب لأنفسنا، وعلى كثرة ما يقال إن المرأة تكتب لتبوح أو لتنفس عن أوجاعها الذاتية، فإن معظم المشاريع المرموقة، قامت على قدرة المبدعة على المشاركة في الحياة العامة، مدافعة عن الحياة والخير والحق والجمال، كما هي محققة للذات.
عن نفسي لم أع يوماً أني امرأة تكتب، بقدر ما تحققت انسانيتي في هذا المجموع الطيب المتنوع، لم تسكنني كوابيس القهر والاضطهاد التي أطبقت بظلها على المرأة العربية المبدعة، تحديداً لدى الرائدات في بداية المسيرة، ظننت أني حبر على ورق، بلا جنس ولا أفكار مسبقة، وإن تمكنت من الامساك بتلك المخاوف التي تعيشها الفئات المهمشة والمستضعفة، ومن ضمنها المرأة، ولكني في مجمل ما كتبت، لجأت إلى الصوت النقي القوى لنساء لسن من نسج الخيال، بقدر ما يمثلن نساء حقيقات صنعن فرقاً في حياتي وحياة مجتمعنا الأردني، وهن منتشرات في العالم العربي، يربين أجيالاً، ويحفظن الجمال من الذوبان في حمأة القبح الذي يرشق به هذا العالم.
ولأن الكتابة كانت تبحث عن نمط من النسوة رقيق الحال يقبع في الزوايا، أو شرس بحكم خساراته، يقف مقتنصاً الفرص عند الزوايا، فاني ذهبت إلى نسوة يفجرن الحياة بعطائهن، ويتركن بصمات لا يمكن أن نخطئها على قلوب الرجال، وفي فتحات الجدران الاسمنتية، كما لو أن زهرة هشة رقيقة تبزغ بين الحجارة، حيث لا يتوقعها أحد، ولا طين ولا ماء، هكذا كانت أمهاتنا وجداتنا، وهكذا واصلنا، لنصنع فرقاً، ولنصير قزحاً لا يغيب في عرض السماء.
كم يسعدني هذا المساء الطيب، برفقة الصديقات المبدعات، اللواتي انتزعن انتباه العالم، لتميزهن وفرادتهن، تلك الفرادة التي لا تدل على انفصال، بقدر ما تشير إلى تناغم مذهل مع المسيرة الكبرى للابداع، وهو يسعى إلى تجميل العالم، وتفسيره، والتأثير فيه، عبر نساء ورجال كثر يبدعون في كل حقل من حقول المعرفة والفن والأدب. ولعل تلك الالتفاتة الجماعية إلى عدد من المبدعات، تؤشر إلى اعتراف ضمني بأن النساء فاعلات، يقدمن فناً وأدباً وعلماً مرموقاً، هذا الاعتراف الجماعي يمثل انتهاء حقبة التشكيك بابداع المرأة، وتهميشه، ومعاملته بتدليل زائف، أو تهميش مقصود، أو اتهام باطل، لقد تمكنا معاً من اجتياز عقبات وحصون الذكورة، وسرنا جنباً إلى جنب مع مبدعينا.
لست أنظر إلى هذا الانجاز على أنه تتويج لمسيرة المرأة، وقدرتها على انتزاع الاعتراف، بقدر ما أظن أننا ما زلنا في البدايات، ما زالت هناك أقلام خائفة مترددة، تحيطها الأسوار والقلاع، بعض هذه العقبات في دواخلنا، وبعضها خارجنا، ولكن كل نجاح لكاتبة أو مبدعة، هو ضربة معول تفكك الصخر الصلد، والتربة المتيبسة عن مجتمع يبحث عن دور، ويسعي للحاق بركب العصر، لهذا أرى أننا في خطوات البداية في المسيرة، قادرات على تغيير النظرة المجحفة بحق ابداع المرأة، وخلق حالة جديدة، تفيض بالعطاء والنضج لمجمل المجتمع، رجالاً ونساءً.
وإذا جاز لي التحدث عن روايتي التي استحقت جائزة الرواية العربية "كتارا"، فان رواية "فستق عبيد" تناولت ظاهرة الرق في مجتمع يبدو بعيداً جغرافياً، كما هو بعيد تاريخياً، لكنها نبهت إلى المظالم التي ما زالت تقف لنا في الحناجر والقلوب، خاصة في عالمنا العربي، لهذا أقول إن تجربتي الابداعية كلها، منذ بدأت أخط الحرف، هي بحث عن وجه الظلم، لادانته وازالته، ولو في هذا العالم التخييلي، علنا نحظى بعالم أفضل.
أكرر شكري لكم، واعتزازي بكم، وأجدني ملزمة ورفيقاتي بأن نجدد العهد على مواصلة المسيرة بدفعة قوية منكم، واحساس عميق بالمسؤولية، جزيل الشكر لمن حضر ولمنتدى عبد الحميد شومان، وليكن لقاءنا دائماً، على الابداع الأصيل.


كلمة الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان فالنتينا قسيسية في احتفالية "النساء يصنعن الحياة"
الحضور الكرام
أهلا وسهلا بكم في هذه الأمسية المميزة التي يستضيف فيها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي نخبة من المبدعات اللواتي حققن إنجازات مهمة خلال العام الماضي.
لقد شكّل العام 2017 علامة فارقة على الإبداع النسوي المحلي، مؤشرا على طاقات نسوية خلّاقة تصدرت المشهد العربي والمحلي في العديد من المجالات الكتابية.
قيل في الماضي إن النساء هنّ من اخترعن الكلام، وهنّ أيضا من اخترعن الحكاية التي تطورت إلى قصة عبر العصور لتصل إلى أشكالها الحديثة التي نتداولها اليوم. والمرأة، كذلك، اخترعت التراويد والأهازيج والندب وغيرها من الأشكال التعبيرية للحالات العديدة التي يمر بها الشخص، وهي أشكال تراكمت عبر العصور لتصل إلى مرحلة القصيدة، ثم إلى الشعر بصورته الراهنة.
الحضور الكريم:
نمتلك قائمة رائعة بأديبات ومبدعات عربيات؛ قديمات ومعاصرات، ظهرن في جميع الحقب الزمنية، كانت مهمتهن الأساسية: صناعة الحياة، ليس بالمفهوم البيولوجي الذي يريده "الذكوريون" مهمة وحيدة للمرأة، بل أيضا بالمفهوم الإبداعي الذي منحتهن فيه الطبيعة أسبقية في التعرف على تقنيات القص والسرد والنظم.
الخنساء، عُليَّة بنت المهدي، ولادة بنت المستكفي، حفصة بنت الحاج الركونية، والعالمة والأديبة الأردنية عائشة الباعونية، وغيرها من الأسماء الحديثة التي سطعت في سماء الإبداع، جميعها خبرات نسائية منحت المرأة تاريخا مدونا استطاع أن يفرض وجودها القوي في عالم الإبداع، لذلك لم يغب نجمها في وقت من الأوقات.
الحضور الكريم:
اليوم، ندشن برنامجنا الثقافي للعام 2018، وهو برنامجنا ارتأينا أن يكون فيه حصة كبيرة، وعادلة من أجل أن يكون حضورها في منتدانا مساويا لحضورها الحقيقي في الإبداع.
من هذا المنطلق، ليس هناك أجمل من أن تكون فاتحة الفعاليات احتفاء بهذه الكوكبة من المبدعات اللواتي منحننا خلاصة تجاربهن، من خلال كتب إبداعية متنوعة ستظل تذكّر بهن إلى الأبد.

بالإبداع تتقدم الأمم، وتزدهر المجتمعات، وإن بلدا فيه هذا العدد من التميز الإبداعي النسوي، لا بد أن يكون مستقبله واعدا، فالنساء هن من يصنعن التغيير.. وهنّ من يصنعن الحياة.

كلمة كوثر الجندي

أيها الجميلون، يا من تلتفتون للتميز وتقدرون الاختلاف
أيها المميزون، أنتم يا من تاقت أرواحكم للجمال، ليكون ويعاش ويستمر متجددا ومحتفى به
أيها القريبون من القلب، العاملون على تناغم نبض الحب فينا ليعلو ويسمو ويغدو شرعة الوجود
أنتم أيها العالون، السامقون، العالون بإنسانيتكم وباختياركم لحراسة موسيقى الروح، أنتم يا صناع الحياة
لكم وبكم وعنكم أتحدث، أنتم أيها الحضور الجميل
اسمحوا لي أن أشارككم هذا البوح الإنساني الصادق الشفيف
هو ليس جديداً في ضمير البشرية ، ولكنه متجدد للضرورة وبالضرورة
أودّ أن أكون هنا روحاً مشرعة على فضاء جمال إبداع الوجود، ووجود الإبداع
وأعرف أننا سنعزف مقطعاَ رائقاَ معاً يندغم ويتناغم مع موسيقى الكون الأزلية
فمن صدق الذاتي ينبثق الكوني، ومن الروح الكونية تستقي ذوات مثلنا في زمان قادم القدرة على أن تكون
ولذا فأنا هنا الآن، وعني سأتحدث:
بدءا، من الرائع أن تكون هذه الاحتفالية تحت شعار" نساء يصنعن الحياة". في الحقيقة، ولأن الشعارات فقدت مصداقيثها، فأنا ألتجىء إلى صدق المحتوى وأتجاوز عن استخدامي لكلمة "شعار".
لطالما صنعت النساء الحياة ولطالما رعينها وحرصن عليها، والنساءّ إذ يتكاملن مع كل رعاة الحياة لديمومتها، يوقنّ أن في هذا التكامل ضمان لجريان نهرها، واستيلاد وحث لتدفق بل وتفجر ينابيعها
ولكن، المختلفون هم من يضفي عليها معنى وعمقا
هم من يصوغونها حبّا وتفهما وأملا
وأنا هنا ، في هذا المكان، وفي هذه اللحظة من الزمان بالتحديد ، لأنني من تلك النساء اللواتي يحاولن الحياة وصنعها ويحدبن عليها
قبل الفجر أرسلت لابنتي رسائل عبر البحار لأقول لها أنها تستطيع، وأنني أؤمن بها وبقدراتها، لترعى
حلمها وتحتضنه
وقبل أن أنام ، تحدثت مع بناتي الثلاث اللواتي لا أحتاج لرسائل الكترونية لأخبرهن بأني أحبهن حبا غير مشروط، وأنني فخورة بهن، وأن الحياة تستحق أن تعاش، وبأفضل الصور
وفي كل يوم، أحرص على أن أفتح نافذة للأمل لبكري، إبني، ليرى ما في هذه الدنيا من تحديات يمكن أن تنطوي مجابهتها على جمال خالد ومعنى سرمدي للوجود
وهذا ما حاولت أن أقول في روايتي التي حصلت لصدقها على جائزة مهمة بحجم جائزة "كتارا للرواية العربية"
أردت أن أقول لهولاء الشباب أن ثمة أمل، وأن مواجهة صعوبات الحياة هي الحياة
أردت أن أروي لتلك الفتيات الصغيرات قصتي، وأن أحدثهن عن إصراري على ألا تهزمني المخاوف، والا أستسلم للقلق ولا للقهر ولا للأحكام المسبقة
أردت لهن أن لا يرضين بالقوالب الجاهزة ولا للنمطية. أردت أن أهمس لهن بصوت عال: لا تسمحن لأحد أن يعرّفكن، فلا أحد يعرف كل واحدة منكن أكثر من نفسها، فلتقدّم كل واحدة منكن نفسها كما تريد، لا كما يراد لها
ولربما لأن كلماتي كانت صادقة ونابعة من روحي مست وترا أصدر لحنا يحتفي بالحياة، وأنا سعيدة لأن الصدق يعني الجمال، ويعني الحياة وينتصر لها
أما عن منجزي الأدبي، فسأبوح لكم بسرّ: ما قدمته للآن لا أعتبره منجزاً، فهو يحتاج مني لإعادة نظر وتطوير وشطب وزيادة وتحرير، فجوهري هو التطور، وأنا مؤمنة بأهمية صقل جوهر الذات لتشع
وعلى الرغم من أنني أعتز بما نشرت من دراسات نقدية وقصص قصيرة وأناشيد، إلا أنني أعتبره جاء في رحلة البحث عن الذات، وأن أكبر فضائل ما نشرت للآن هو علامات الطريق التي قادتني لما أرى نفسي علىه في هذه اللحظة، على الأقل
ربما أنا أدرك الآن مكامن قوتي، وأعرف بيقين أنني أستطيع ارتياد حقل النقد، وأنني لن أتوانى في شحذ أدواتي وتجديدها للعمل في هذا الحقل
كما إنني واثقة أن روايتي الفائزة إن هي إلا البداية، فأنا أعمل الآن على رواية للكبار، وإذا كان في العمر بقية، فسترى روايتي النور، وإلا ستظهر بصورة ثانيةوفي حياة أخرى
وآمل أن أفرغ من إنجاز كتاب نقدي ، أوسع فيه دراسة نقدية أراها مهمة، وإضافة نوعية للنقد السوسيولوجي في الإضاءة على أدبنا الأردني من نواح اجتماعية
وأنا لن أتوانى، طالما استمر وجودي على هذه الأرض، في الإسهام في بذر الأزهار لإنبات حدائق وجنان داخلية، وفي رعاية أشجار يستظل بها المتعبون في حدائق سرية و في عوالم مخلوقة من الدهشة والإدهاش والخيال الحي الذي يجعل الحياة أرحب
شكرا مؤسسة شومان على هذه الفرصة الثمينة للبوح، وعلى كل ما تقدمونه من عطاء
شكرا أيها الجميلون لإصغاءكم ولقلوبكم الرائعة التي ترعى الأمل
كونوا دوما على يقين، ومحتفين بذواتكم
كونوا دوما مليئين بالحياة
كونوا، رغم كل شيء
كونوا بخير





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :