facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قمة في الخرطوم لا في الدوحة


طاهر العدوان
07-03-2009 04:19 AM

من العبث اطلاق عبارات التنديد بمذكرة الاعتقال التي اصدرتها محكمة الجنايات الدولية ضد رئيس عربي لاكبر دولة عربية في افريقيا مساحة, لان مثل هذا التنديد لا يقدم ولا يؤخر. ومن العبث ايضاً دحض هذه المذكرة بالمنطق او بالقانون لان الدافع السياسي الذي يقف خلفها هو اكثر من مؤامرة على وحدة السودان وعروبته.

في مواجهة هذه المذكرة لا بديل الا المواجهة لان من شاهد المدعي العام اوكامبو وتابع تعابير وجهه وهو يهدد باعتقال رئيس دولة عربية يدرك أن طابع الاستفزاز الذي صاحب قضية دارفور المقصود منه طعن الكرامة العربية بالصميم وتوجيه اقسى الاهانات الى مشاعر امة بكاملها.

اخطأ عمر البشير, كما اخطأ صدام حسين عندما اعتقد ان سياسة المهادنة واسترضاء القوى الاجنبية سيحل مشكلته, كرئيس, او مشكلة بلاده المهددة بالعقوبات والحصار والتقسيم. كل التنازلات التي قدمها الرئيس العراقي الراحل لمجلس الامن ولجان التفتيش الدولية لم توقف العقوبات عن العراق ولم ترفع الحصار عنه بل قادت الى تكسير عصي العراق وتحويله الى لقمة سائغة في فم الجيوش الامريكية والبريطانية التي جاءت لالتهامه.

ومن يتابع قضيتي التمرد في جنوب السودان ودارفور, يجد ان البشير لم يترك وسيلة الا واتبعها من اجل ارضاء امريكا واوروبا, اولا بتوقيع اتفاق السلام مع حركات التمرد الجنوبية التي ستقود الى انفصال فعلي خلال عام او عامين.

وثانيا, قيامه بفك تحالفاته مع الترابي وقوى داخلية اخرى لينأى بنفسه عن تهمة الاصولية الاسلامية وصولا الى قبوله بتدويل دارفور, إما من باب الاتحاد الافريقي او من بوابة الوساطات الاوروبية العربية.

كل هذا الاعتدال, وحالة طلب السلام التي اتبعها البشير لم تغر اعداء السودان بالتخلي عن مؤامراتهم, وإنما زادتهم اندفاعا الى ما مضوا اليه من طلب رأسه ل¯ (العدالة الدولية) المزعومة, تمهيدا لطلب رأس وحدة السودان وعروبته. عبر حصارات ومقاطعات قد تنتهي بتدخل عسكري في اطراف الدولة السودانية المترامية والمفتوحة.

العرب لن ينفعوا البشير ولا هم قادرون على انقاذه مما هو مخطط, لانه حتى الجارة الكبرى مصر اصبحت عاجزة عن التأثير على مجرى محكمة دولية مسيّرة بالتأثيرات الفرنسية والاوروبية والاسرائيلية. مع ان القاهرة تضم مكاتب وزعامات جميع حركات التمرد السودانية ضد الخرطوم.

وانصح الرئيس البشير ان لا يحضر قمة الدوحة, لان اوكامبو اقوى من جميع تطمينات الانظمة العربية, وربما المدعي العام نفسه يستأجر طائرة ويقتحم بها الاجواء السيادية العربية ويلقي القبض على طائرة البشير بمساعدة كوماندوس من المرتزقة. لا شيء مستبعد في زمن شُنِق فيه زعيم عربي وتصدر فيه مذكرة اعتقال لزعيم آخر?

اذا كان البشير يريد ان يتحقق من قيمة تضامن الدول العربية معه عليه ان يطلب منهم ان يعقدوا القمة العربية في الخرطوم بدلا من الدوحة. لانه بغير رد من هذا الوزن سيشهد العقد المقبل من القرن الجديد مذكرات اعتقال على طريقة هوليوود لعدد آخر من الزعماء العرب.

يستطيع الزعيم السوداني ان يواجه هذه المذكرة بطريق واحد لا ثاني له وهو بناء ديمقراطية حقيقية في السودان تقوم على الدستور وحكم القانون والمساواة في الحقوق بين الجميع وبناء مصالحات داخلية شاملة, لان العودة الى الشعب هي الطريق الآمن لمواجهة اعداء الخارج ومؤامراتهم. فالوحدة الوطنية القوية للسودانيين لا تقوم الا اذا آمنوا بأن عدوهم واحد.0

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :