facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى وعبرة


م. أشرف غسان مقطش
17-01-2018 05:06 PM

تمر اليوم مرور السحاب الذكرى السنوية السابعة والعشرون لبدء العدوان الثلاثيني ضد العراق.

عقارب ساعة صفر العدوان بدأت بلدغ حفيد حضارة وادي الرافدين مع قيام البارجة الأميركية "بنكر هيل" المتواجدة في مياه الخليج العربي آنذاك بإطلاق مجموعة صواريخ من طراز "توما هوك" "كروز" الموجهة تلفازيا والمعروفة بقدرتها على الدوران وهي تقتفي أثر هدفها وتتقصى صدى مبتغاها حتى تصيبه في قلبه. تلا ذلك طلعة جوية أولى نفذها أسطول جوي ضم (400) طائرة!

وليس الأمر وليد الصدفة أو العبث أن تطلق الطلقة الأولى من البارجة الأميركية "بنكر هيل" (Bunker Hill) التي سميت بهذا الاسم تيمنا بأول معركة ضارية شهدتها الثورة الأميركية ضد الإنجليز عام (1775)م، واللبيب بالإشارة يفهم!

وعلى مدى ثلاثة وأربعين يوما نفذ العدوان الثلاثيني (109876) غارة جوية أسقط فيها على بلاد ما بين النهرين وما حولهما ما بين (120000) إلى (130000) طنا من المتفجرات!

وإذا دققنا النظر وأمعنا في عدد الغارات الجوية (109876) الموثق في التقرير النهائي للجنرال الأميركي شوارنزكوف قائد العمليات العسكرية للعدوان؛ فهل هي من الصدفة أن يبدأ العدد من اليمين للشمال بالأرقام: 6 ثم 7 ثم 8 ثم 9 ثم 10؟ أم أن عدد الغارات محدد مسبقا بهذه الأرقام لما فيه من دلالة رمزية؟ وهذا التساؤل يقودني إلى تساؤل آخر حول العدد (54321) فيما إذا كان له شأن بحيثيات العدوان الثلاثيني وتفاصيله المثيرة ضد الوريث الشرعي لحضارة سومر أم لا.

ظاهريا كان العدوان يبدو للعالم كله كأنه حملة دولية ذات هدف نبيل هو إخراج القوات العراقية من الكويت، لكن ماذا كان جوهر هذا العدوان؟

الكهرباء عصب حياة المجتمع كما يعلم صغيرنا وكبيرنا، وإذا قطعت الكهرباء؛ تكاد حياة المجتمع أن تزفر زفرتها الأخيرة!

قبل العدوان الثلاثيني على العراق، كانت عشرون محطة كهربائية في العراق تنتج (8943) ميجا واط. أثناء العدوان دُمرت (14) محطة كهربائية بالكامل، ودُمرت اثنتان بنسبة (75%) فيما نجت أربعة محطات فقط من مخالب العدوان الوحشي.
الأربع محطات الناجية كانت تنتج فقط (740) ميجا واط ما نسبته 10% فقط مما كانت تنتج المحطات العشرون قبيل أن يكشر العدوان الوحشي عن أنيابه! أي أن (90%) من عصب حياة المجتمع العراقي قد تمت إصابته بالشلل التام حين توقف العدوان الثلاثيني الوحشي عن حرق الأخضر واليابس في العراق.

إن إصابة (90%) من عصب حياة المجتمع العراقي بالشلل التام تعني فيما تعنيه أن الهدف الجوهري من العدوان كان هو الانسان العراقي بفكره وإنجازاته في جميع المجالات على كافة المستويات في مختلف مناحي التنمية.

في ظل هذه الحقائق والأرقام، هل لنا أن نتعظ ونعتبر من هذه الذكرى وتداعياتها الوخيمة؟

وقبل الاتعاظ والاعتبار، هل لنا أن نقر أولا بأن العدو الصهيوني ما زال يتربص بالإنسان الأردني كما تربص من قبل بالإنسان العراقي مدثرا غطاء العدوان الثلاثيني لخدمة هدفه المنشود بوطن قومي لليهود من النيل إلى الفرات؟

وعليه، هل لدينا خطة لمواجهة أسوأ احتمال قد يقوم به العدو الصهيوني يوما ما، وهو محاولة إصابة عصب حياة مجتمعنا الأردني بأعلى نسبة من الشلل التام؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :