عمون- ذكرت صحيفة الـ”فايننشال تايمز” البريطانية اليوم الجمعة، ان الإنفاق الاستهلاكي في المملكة المتحدة انخفض خلال عيد الميلاد “لأقصى درجاته منذ يونيو 2016، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في سعر الأسهم وظهور تحذيرات بشأن الربح من قبل العديد من تجار التجزئة، وظهور شكاوى حتى بشأن حرب الأسعار والتي عبر عنها أحد كبار متعهدي دفن الموتى في البلاد”.

وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “شرق وغرب”: “لقد فقدت متاجر الأزياء النسائية “بونمارشيه” Bonmarché ربع قيمتها بعد أن انخفضت مبيعاتها خلال فترة عيد الميلاد. كما انخفضت أسهم “كاربيترايت” Carpetright بنسبة 48% بعد أن وصفت متاجر التجزئة المختصة بالأرضيات والأدوات المنزلية محلاتها بأنها “هادئة جداً جداً”، كما قالت بأن أرباحها ستختفي كلها هذا العام”.

وتابعت الصحيفة: “لقد قال ويلف والش، الرئيس التنفيذي لشركة كاربيترايت، إن هجرة العملاء تلك يمكن أن تتحول لـ “لقطة” نشاهدها أمامنا. كما أضاف “إننا نتوخى الحذر ونعتبر أسوأ وجهة نظر على أنها اتجاه شائع”.

ولفتت الصحيفة إلى أن مكتب الإحصاءات الوطنية قال “أنه بعد ضبط التضخم، فإن المستهلكين سينفقون 1.5% في ديسمبر مقارنة مع الشهر السابق. وقد استعد الاقتصاديون لانخفاض نسبته 0.6%، والذي يعود سببه بشكل جزئي للحملات الترويجية للجمعة السوداء في نوفمبر والتي تهدف لإقناع المتسوقين بالمتاجر قبل شهر من فترة عيد الميلاد المعتادة”، لافتة إلى أنه تم تحديد ذلك “من قبل ما يسميه مكتب الإحصاءات الوطنية ONS بـ “صورة على المدى الطويل. . . من تباطؤ النمو، مع زيادة في الأسعار ستقوم بالضغط على إنفاق الناس”. وكانت المبيعات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام أعلى بنسبة 0.4% من الفترة السابقة، وهو أبطأ معدل نمو لمدة ثلاثة أشهر منذ الانخفاض الحاد الذي حصل في بداية عام 2017″.

وأشارت الصحيفة إلى أن “التحذير الذي عبرت عنه كاربيترايت، حيث ينفق العملاء في المتوسط حوالي 400 £ لكل عملية شراء، كان بمثابة صدى للأخبار السيئة في المتاجر الأخرى والتي تتخصص في بيع المنتجات مرتفعة الثمن. ويرتبط أولئك التجار ارتباطاً وثيقاً بقوة سوق الإسكان في المملكة المتحدة، مما يعني أنها غالباً ما تعتبر مؤشرات مبكرة على ظهور الركود”، مضيفة أن تاجر التجزئة “موس بروس” حذر “بأن الأرباح بعد التداول الذي تم في ديسمبر قد “سقط من الهاوية”.

وأضافت الصحيفة: “لقد ذكرت مجموعة متاجر “جون لويس”، والتي تصدر أرقام مبيعات أسبوعية، بأن هناك انخفاض في عائداتها سنوياً فيما يتعلق بخدمات الأعمال المنزلية التي تقدمها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية”.

وتابعت: “حتى ديغنيتي Dignity، وهي سلسلة من متعهدي دفن الموتى، قالت بأنها تنجذب إلى حرب أسعار من شأنها أن تجعل الأرباح “أقل بكثير من توقعات السوق الحالية”، مشيرة إلى أن المجموعة قالت “بأنها ستقوم بتخفيض نسبته 25% من تكلفة “الجنازة البسيطة” والتي يتم تقديمها للأسر الحزينة التي تتسم بالمرونة بشأن الزمان ونوعية النعش الذي سيتم فيه دفن أحبائهم”.

وتختم الـ”فايننشال تايمز” تقريرها بالقول: “قال توني شيريت المحلل في ويتمان هوارد Whitman Howard بأن التداول السيء هو بالضبط ما كان من المفترض أن يحدث عندما يطغى التضخم”، قائلاً بأنه من السابق لأوانه معرفة فيما إذا كان هذا العدد الهائل من الأخبار السيئة يشير إلى عملية ضبط دوري أو أمر أكثر سوءاً”. كما أضاف “ان السؤال الذي يجب طرحه هو ماذا يحدث في النصف الثاني من العام. لدينا مستويات قياسية من العمالة، لذلك يجب على الأمور أن تتحسن. ولكن من الممكن أن تناقش فيما إذا كان ذلك التشغيل سيترجم إلى نوع من الدخل المتاح والذي كنت تتوقعه”.

(شرق وغرب اللندني)