باستثناء مشروع المدينة الجديدة الذي أعلنت الحكومة عزمها تنفيذه ولم يتبين بعد متى وكيف, ليس هناك مشاريع عملاقة على مائدة التنفيذ في الأردن.

بين فترة وأخرى يعود رجال أعمال للحديث عن مشاريع عملاقة يجري الترتيب لها و وحتى اللحظة لا تزال أفكاراً على الورق أو نائمة مع بنات أفكارهم.

لكن لماذا يلجأ رجال الأعمال الى الإعلان المسبق عن مشاريع دون إعطاء تفاصيل حولها ما يشي بأنها مجرد أفكار قد ترى أو لا ترى النور؟

ربما هم جادون لكن ذلك يقتضي الإنتظار حتى نرى شيئا على الأرض وربما يكون الهدف توطئة كجس نبض لحالة السوق وربما تحريك لسهم هنا أو رمي حجر في بركة العقار الراكدة.


كانت الحكومة وقعت اتفاقية مع مستثمر كويتي لإقامة مشروع سياحي ترفيهي في منطقة البحر الميت التنموية بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار , لم نسمع بعد ذلك أية تفاصيل عن هذا المشروع الذي مثل في حينها تدشيناً لعودة حقبة ما يسمى زمن المشاريع المليارية العملاقة.

نذكر هنا أنه إبان طفرة العقار المسنودة من توافر سيولة كبيرة من فوائض النفط , توسعت شركات عربية ومنها الخليجية في مشاريع, أطلق عليها آنذاك مشاريع الأحلام وسماها البعض بالمشاريع المليارية, التي سبق فيها التوسع الهائل كل معايير الوقائع الإقتصادية بظن أن الطفرة بلا نهاية وأن لاحدود لها في سماء يفترص أن تزدحم بالأبراج ومساحات ستعج بالمنتجعات مترامية الأطراف قبل ان تفتك بها الأزمة المالية العالمية.

الشركات العربية والأجنبية التي أطلقت في الأردن مشاريع ضخمة علقت أو توقفت بفعل أزمة عام 2008 وانسحبت مخلفة وراءها أسعارا هابطة للأسهم فيما ان بعض مشاريعها لم تغادر الورق وبعضها باتت هياكل صخرية غير مكتملة تقبع بلا حياة ولا روح خلف التلال.

ربما من المفيد أن نضع في البال عدم تكرار أخطاء تلك المرحلة, فالشركات العربية والأجنبية آنذاك لجأت للاقتراض كليا أو جزئيا من السوق المحلية سواء من البنوك أو عن طريق الإكتتابات الضخمة التي استهلكت المدخرات, لتمويل مشاريعها, بينما كان يفترض أن تلتزم بضخ ما يناهز 50% من حجم الإستثمارات التي أطلقتها في السوق لكنها لم تفعل, فما فعلته هو المبالغة في قيمة الإستثمارات للحصول على تسهيلات أكبر.

ليس فقط آلية متابعة هي المطلوب لتأكيد جدية الإعلان عن نوايا إقامة مثل هذه المشاريع , بل ربط الإعفاءات بمراحل التنفيذ وقد أحسنت هيئة الإستثمار صنعا إذ إشترطت كفالات لحسن التنفيذ .

نشجع عودة المشاريع العملاقة لكن إن غادرت الورق الى الميدان وإن غادرت زاوية بنات أفكار رجال الأعمال الى قواعد على الأرض .



الرأي