facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملح الرجال


21-04-2007 03:00 AM

لا أعرف قائل : " الكذب ملح الرجال " ، ولا أعرف حتى أن للرجال ملحا خاصا بهم ، وإن كنت أعرف أن للإنجليز ملحهم الشهير ، أعلم الملح الععادي المسبب لارتفاع ضغط الدم ، وأعلم الرجال بأنهم مقابل النساء ، أما الكذب فهو نقيض الحقيقة وعدوها ، وإن تباينت درجاته ومسبباته ونتائجه . وقد تبين لي أنني قد تعرضت لموقفين أحب أن أشرك القارئ العزيز ببعض أحداثهما ، والقواسم المشتركة للموقفين لهما في أن مصدر الحدث هو " الأنترنت " ، والثاني كشف الغطاء عن الحقيقة ، وأترك الثالث لفطنة القارئ الكريم .قادني إلى الموقف الأول قصة قرأتها في إحدى الصحف المحلية ، واتصلت بالكاتب سعيا عن معلومات إضافية عن المعلومة الرئيسة لمقاله الذي شد انتباهي ، وبينت له أني أتممت العقد السادس من عمري ، وفوجئت أن الكاتب هو كاتبة أنثى بعد أن سألت بدبلوماسية عن جنسه ، خاصة وان الذكور والإناث يشتركون في بعض الأسماء ، ويتبادلونها على حد سواء . واستمر تبادل الرسائل تحمل الآراء والأفكار ، والحق يقال لم يتم تبادل أي كلمات خارجة ، أو تمس أيا منا . لكن تضارب بعض الأقوال ، والعجز عن إجابة بعض الأسئلة الخاصة بالحوار ، رسم الكثير من علامات الاستفهام ، ووجهت استفسارات للطرف الآخر ، رد عليها بـما أسميته " إجابات مائية " حيث لا طعم ولا لون لها ، عندها بدأت بالتحقق ، وبربط الحقائق مع بعضها لأصل في النهاية إلى حقيقة الطرف الآخر بأنه " رجل " يدّعي الأنوثة ، ولم أواجهه بما وصلت إليه ، فجلّ اهتمامي بالأمر كان التواصل الإنساني ، ولا أخفي أني سعدت بدور الأب الناصح . هل يدعي صاحبنا الأنوثة لينال تعاطف أقرانه من الذكور ؟ أم أن له رؤيا خاصة به ؟ أم أنه يجري دراسة بحثية ، ولا أقول يمارس لعبة عبثية ؟ الجواب عنده إن أراد الإجابة .

ما قادني للموقف الثاني يشبه إلى حد كبير ما قادني إلى الموقف الأول ، رغم أن مراسلاتي مشتركة ومتنوعة لا أفرق فيها بين " إنسان " و " إنسانة " . بدأت الرسائل تصلني بأحداث تشابه أحداثا عائلية مر بها أناس من عائلتي ، وانغمست في الحدث بمستوى يليق بسني ، وبعلم " أم الأولاد " والأبناء ، إذ لا يوجد ما أخجل منه لأخفيه ، وبعد عدة رسائل قصيرة ، وصلتني الرسالة المفاجئة ، تحمل اعتذار كاتبها عن ادعائه الأنوثة ، واختلاق المواقف والأحداث ، ويسألني الصفح عن فعلته ، وكان له ما أراد . هل وجد صاحبي الثاني في الأمر تجربة تستحق الخوض ، وتراجع بوازع أخلاقي ؟ أو ديني ؟ أم أنه وجد أنها فعلة لا تليق به ؟ أيضا الرد عنده .

لم أعاني في شبابي - ولله الحمد - من تصرفات مراهق أهوج حتى أعاني من مراهقة متأخرة في شيخوختي . وسوف أستمر بالتعامل مع أحداث الحياة كما تعودت ، لم أتلقى صدمة لأفيق منها ، فقد تلقيت جرعات وأمصال في ستة عقود بتوفيق من الباري عز وجل ، تساعدني على الصمود ما تبقى من أجل كتبه الله وقدره لي . لكن الملح يبقى ملحا ، والكذب كذبا والرجال رجالا ، والنساء نساء .


haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :