facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بولندا تواجه الدعاية الصهيونية حول الهولوكوست


د. تيسير المشارقة
30-01-2018 03:47 PM

اتّهم نفتالي بينيت (وزير التعليم الصهيوني) البولنديين بالمشاركة في الهولوكوست (الإبادة/ المذبحة/ المحرقة) التي قامت بها النازية. وطلب وزير التعليم الصهيوني تكريس ساعتين من الوقت في المدارس الإسرائيلية لتعريف التلاميذ بـ" الدور الذي قامت فيه شعوب أوروبا في المذبحة" التي قام بها النازيون حيال اليهود.

وتُكرر الدعاية الصهيونية المعادية لبولندا، أن معسكرات الإعتقال النازية التي أقيمت على الأراضي البولندية في أوشفيتز (أوشفينتشيم) كانت "معسكرات اعتقال بولندية" ويتم استخدام هذا التعبير. وقد قام البولنديون مؤخرا بتجريم كل من يتهم بولندا بالمذبحة (هولوكوست) وكل من يستخدم تعبير "معسكرات الاعتقال البولندية".

هذا التفسير لـ "الاشتباك الدعائي " بين بولندا والكيان الصهيوني جاء على لسان جريدة "غازيتا فيبورتشا" المُقرّبة من اللوبي الصهيوني في بولندا. ولكن التحليلات الأخرى تقول إن إسرائيل تحاول ابتزاز أوروبا مجددا في الوقت الذي يبدي فيه الأوروبيون تعاطفاً مع الفلسطينيين في موضوع القدس التي يرى الأوروبيون إنها مسيحية وإسلامية وليست يهودية خالصة(وبخاصة الشرقية منها) .

وقد بدأ الفلسطينيون، بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ورغبته بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إلى هناك، يتوجهون إلى أوروبا بديلاً عن أميركا وروسيا في طلب المناصرة لقضيتهم وفي المفاوضات بعد عزل أميركا عن ملف السلام ووقوفها إلى جانب الكيان الاحتلالي.

المحرقة (شواه بالعبرية ) وإن وقعت مجرياتها على الأراضي البولندية في منطقة "أوشفيتز" لم تكن محرقة لأحياء وإنما قام بتدبيرها النازيون لحرق الجثث الكثيرة التي سقطت أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وسقط أثناء تلك الحرب الكونية ما يقارب ال80 مليون قتيل.

نفتالي بينيت(وزير تعليم دولة الاحتلال) أوعز خلال الأسبوع الحالي لكل مدارس إسرائيل بالبدء بتكريس ساعتين لشرح الدور البولندي في المذبحة والمحرقة. وهذا يحتج البولنديون عليه.

البغضاء بين البولنديين واليهود سببها اليهود. وقد كان يهود بولندا قبل الحرب العالمية يكررون عبارة " لنا القصور والشوارع لكم"( nasze kamienicy wasze ulicy)أي أن البولنديين يعملون كالخدم أمام القصور اليهودية في بولندا.

وراجت معلومات كثيرة عن اليهود وتعاليمهم التلمودية التي تبيح قتل الغرباء وبالأخص الأطفال البولنديين واستخدام دمائهم في أغراض خاصة ومنها في صنع خبز خاص. على إثر ذلك قام البولنديون بذبح اليهود في منطقة كيلتسه بعد أن توارد إلى مسامعهم معلومات عن الجرائم اليهودية في المدينة. وتُظهر صفحات التاريخ حجم الاحتقار اليهودي للبولنديين الذين سمحوا لهم بالعيش والتملّك على الأراضي البولندية، ولربما معظم قادة الإحتلال والكيان الصهيوني الإسرائيلي من يهود بولندا.

في زيارتي قبل عامين إلى بولندا ومنطقة كراكوف، لاحظت التعاطف البولندي مع اليهود. وفي بلدة أوشفينتشيم (أوشفيتز) التي نصب النازيون فيها الأفران لحرق الجثث الكثيرة بالآلاف، وليس أفران غاز لخنق اليهود كما يدّعون، بدأت تستعد لاستقبال الحجاج المسيحيين واليهود. ولاحظت أن الأرقام (6 مليون) مبالغ فيها وليس معظمهم من اليهود وليسوا كلهم من اليهود. الدولة البولندية التي كانت مُحتلة من ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية لم يكن بمقدورها منع إقامة أي معسكرات اعتقال أو أفران لحرق الجثث. وكان البولندي الذي يقوم بإخفاء اليهود أو حمايتهم يتعرض للعقوبات الصارمة.

وقد أظهر المخرج الفرنسي[اليهودي] كلود لانزمان في فيلم"شواه"(المحرقة) الوثائقي الطويل الذي انتجه عام(1985) كيف قام البولنديون بحماية اليهود. كلود لانزمان كان صديقاً لجان بول سارتر ولكنه انفصل عنه بسبب مناصرة لانزمان لدولة الإحتلال بينما الفيلسوف سارتر ناصر الفلسطينيين. وبالرغم من الخدمات التي قدمها (لانزمان) لإسرائيل إلا أنه تعرض للإعتقال في مطار بن غوريون(2012) بتل أبيب بتهمة التحرش بفتاة إسرائيلية كانت تراوده على نفسها. نفس الشيء حدث مع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرغ الذي صنع فيلم "قائمة شندلر" (Schindler's List)( 1993)الذي قال فيه إن رجلاً ألمانياً (اوسكار شندلر)ساعد في حماية اليهود البولنديين ودافع عنهم أثناء الحرب العالمية الثانية وأنقذ حياة ما يقارب ال 1100 يهودي بولندي. الفيلم يضع الألماني أوسكار شندلر باعتباره "المُنقذ" للناجين اليهود من المذبحة النازية (وهذه خطيئة كبرى بالنسبة للصهاينة، وتسيء لروايتهم، وذلك، لأن الفيلم يُلقي باللائمة على النازية وليس على ألمانيا في مقتل بعض اليهود).

وفي القدس المحتلة قام الكيان الصهيوني بافتتاح مركز (ياد فاشيم) الذي يخلّد ذكرى المذبحة (الهولوكوست) ويرصد المركز كل الأحداث المتعلقة بالمذبحة، ويكرّم سنوياً الأشخاص الذي قاموا بإنقاذ اليهود في بولندا، أو كتبوا مؤلفات أو كتب وروايات توضّح مجريات الأحداث في الحرب العالمية الثانية، وتمجّد اليهود أو تناصرهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :