facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ردا على ارحيل غرايبة .. هل احزابنا مؤهلة لتشكيل حكومة ؟


15-03-2009 12:39 AM

اثارت تصريحات ارحيل غرايبة ، نائب الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي ، الكثير من ردود الفعل المستنكرة لهذه التصريحات ، وخاصة ما قاله عن الملكية الدستورية ، وكان الغضب الاكبر هو المكان الذي اطلق فيه تصريحاته ، وهو الولايات المتحدة الامريكية ، ونحن نعلم حجم التعبئة الجماهيرية ، التي تقوم بها الحركة الاسلامية في الاردن ضد الولايات المتحدة ، بسبب انحيازها السافر لاسرائيل ، وتعطيلها كثيرا من قرارات الشرعية الدولية ، المساندة للحق العربي ، ثم احتلالها للعراق وافغانستان ، والحرب التي تشنها على الارهاب ، وهذه بمفهوم الحركة الاسلامية ، هي حرب خفية على الاسلام ، وكذلك تدخلها السافر في شؤون الدول العربية ، بحجة مساندة الديمقراطية ، الى غير ذلك من المواقف التي تصنف امريكا كأكبر عدو للعرب والمسلمين .

بعد هذه التعبئة المستمرة ضد امريكا ومواقفها ، تأتي زيارة الغرايبة لامريكا ، وهذه الزيارة بحد ذاتها ، يجب ان تكون موضع ادانة ، فالوطنيون يجب ان يرفضوا زيارة امريكا ، والالتقاء مع ما يسمى مؤسسات المجتمع المدني ، التي هي بالحقيقة مراكز دراسات ، تقدم المعلومات عن الدول الاخرى واوضاعها الداخلية ، تمهيدا لحبك المؤامرات المناسبة ضد هذه الدول ، فمجرد زيارة الغرايبة لامريكا ، هو امر مستنكر ومدان ، فكيف اذا التقى هناك مع مسؤولين امريكيين ، حتى لو كانوا من الصف الثاني والثالث ، وكيف وهو يطلق من هناك ، تصريحا يطالب فيه بالملكية الدستورية في الاردن ، وكأن الامر استنجاد بامريكا لتحقيق هذا الهدف ، متجاهلين ان حرية الكلمة في الاردن تسمح باكثر من ذلك ، وقد سبق لمجموعة من السياسيين التوقيع على وثيقة تطالب بالملكية الدستورية .

اذا كنتم معجبون بالديمقراطية الامريكية ، التي جاءت بابن مهاجر افريقي اسود ، ومن جذور اسلامية الى سدة الرئاسة ، فلماذا لا تطبقون هذا الامر في بلدكم ، وتتبنون شعار الدولة المدنية الحديثة ، التي لا تميز بين مواطنيها مهما كان معتقدهم ، ولماذا تسمون انفسكم اسلاميين ، وكان الاخرين اعداء الاسلام ، ولماذا ترفعون شعار "الاسلام هو الحل" ، وكأن الاخرين يرفعون شعار "الكفر هو الحل " ؟

هل ما يجري الان ، هو توجه عام للاسلاميين في المنطقة العربية ، تسيرون فيه جنبا الى جنب مع حركة حماس ، التي تكرس انفصال غزة ، وتسعى لتكوين امارة طالبانية فيها ، كي تضم فتات الضفة الغربية لاحقا الى الاردن ، تنفيذا لموامرة ، لا اريد ذكر اسمها ، احتراما لرغبة جلالة الملك ، وفي نفس الوقت تغازل الامريكيين ، وتستقبل مبعوثيهم ، وتسلمهم رسائل "سلام " .

اذا كنتم تسمحون لانفسكم بالحج الى امريكا ، فماذا سيكون موقفكم لو ذهبت وفود اخرى الى هناك ، لتلتقي مثلكم مع "مؤسسات المجتمع المدني" ، كأن يذهب وفد من الحركة النسائية ليوضح الحقوق المهدورة للمرأة ، والقتل الذي يمارس ضدها باسم الشرف ، او يذهب وفد من الاقليات الدينية ، ليطالب بالحرية الدينية ، او وفد اخر من "اصحاب الحقوق المنقوصة" ليطالب بهذه الحقوق ، اذا كنتم سوف تسمون ذلك طعنا للوحدة الوطنية واستقواءا بالاجنبي ، فماذا تسمون الرحلة الميمونة للغرايبة وتصريحاته هناك ؟

يجب ان لا ننسى ان جلالة الملك الراحل ، الحسين بن طلال ، هو الذي منحنا الديمقراطية عام 1989 ، وليس نضال الاحزاب ، وكان دائما يطالب بتوحيدها ، لان الازدحام يعيق الحركة ، ولان التقدم بها الى الامام يتطلب ذلك ، وقد عشنا هذه التجربة الديمقراطية في الخمسينات ، قبل ان تجهضها ظروف قاهرة ، وجلالة الملك عبدالله يسير بنفس الاتجاه ، ويسعى لنفس الهدف ، عندما تصبح احزابنا مؤهلة لهذه المرحلة ، فها هي الاحزاب بعد عشرين عاما من الديمقراطية ، ما زالت تبرر عزوف المواطنين عنها ، بالخوف من السلطة ، واستمرار عقدة الخوف من مرحلة الاحكام العرفية ، رغم كل هذه التطمينات والدعوات ، لا بل المناشدات ، التي تطلب فيها الدولة الاردنية من المواطنين الانخراط بالعمل الحزبي ، واستحداث وزارة للتنمية السياسية ، ورغم الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على انتهاء الاحكام العرفية ، ورغم توارد اجيال جديدة من الحزبيين لم تعاني من تلك المرحلة ، ما زالت الاحزاب تكابر ، وترفض الاعتراف بفشلها في استقطاب الجماهير ، وابتعاد بعضها عن الديمقراطية داخل تنظيماتها ، فاصبح بعض الامناء العامين يريدونها ملكية وراثية لهم ، ويبررون كل الممارسات اللاديمقراطية التي يقومون بها ، وهم الذين اشبعونا شعارات ابان مرحلة الاحكام العرفية ، تطالب بالديمقراطية ومكافحة الفساد ، لكن اغراء الكراسي قد برر كل المحظورات .

ايها السادة ، الهاشميون اصحاب شرعية دينية ، وانتم ترتكزون اليها في مبادئكم ، الهاشميون اكتسبوا شرعية تجربة تقارب القرن ، اثبتوا خلالها انهم ابناء مدرسة في القيادة والاخلاص والتضحية ، الهاشميون هم بناة الديمقراطية ، يشهد على ذلك تاريخهم في الاردن والعراق ، الهاشميون اصحاب برامج وطنية وقومية وتقدمية ايضا ، نهضوا بالاردن في كل المجالات ، وتقدموا به على طريق العزة والكرامة ، ويشهد على ذلك حاضر الاردن الغني عن التعريف ، الهاشميون مدرسة في الانسانية والوفاء ، يشهد على ذلك انسانية حكمهم في الاردن وتاريخهم في التعامل مع المعارضة والانقلابيين ، الهاشميون مدرسة في العقلانية والوسطية ، يشهد على ذلك مكانة الاردن في العالم والاحترام الذي يحظى به ، الهاشميون مدرسة في احترام حقوق المواطن والانسان ، والمساواة بين المواطنين ، ويشهد على ذلك اجماع كل فئات الشعب على الولاء لهم ، باعتبارهم الضمانة الحقيقية لاستقرار الاردن ووحدة ابنائه ، واخيرا ، الهاشميون لهم في الاردن حزب الاغلبية الساحقة ، وهم من يجب ان يختاروا رئيس الوزراء ، واتحدى من يقول غير ذلك ، ان يجري استفتاءا شعبيا حرا ، باشراف دولي ، او باشراف اصدقائكم الجدد في امريكا ، اتحداكم ان لم يحز هذ الحزب الاغلبية الساحقة .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :