هو المغفور له الملك الراحل الحسين بن طلال، الذي مر ذكرى رحيله قبل يومين ونتذكر وسنبقى نتذكر أشجع الرجال , ليس في مواقفه السياسية وحب الناس لقد كان شجاعا في قوته وفي مرضه ولا أقول ضعفه فهو لم يكن يوما ضعيفا وشجاعته تجلت عندما صارح شعبه والعالم أجمع بحقيقة مرضه وهي قوة لا تضاهيها قوة وشجاعة لا يتوفر عليها أحد من الرجال الرجال .

كثير منا بل أغلبنا يخفي مرضه على الناس ويلوذ به وكأنه سر من الأسرار لكن الحسين فقط علمنا بشجاعة معنى المصارحة والمكاشفة والشفافية , ليعطي المسؤولين ليس في مملكته فحسب بل في كل العالم درسا في مواجهة الضراء قبل السراء , فالمرض بالنسبة للمواطن العادي قد يكون سرا وقد لا يعني أحداً لكنه بالنسبة للشخص العام هو حق للجميع أن يعرفه , ولعل الحسين هو من كرس هذا المبدأ وأقر بحق شعبه أن يعرف منه ومنه فقط عن وضعه الصحي .

لا زلنا جميعا نتذكر حديثه الى الشعب الأردني والعالم من مستشفى «مايو كلينيك» في الولايات المتحدة، والذي بثه التلفزيون الاردني ، وكلنا ترقبنا عندما قال بثقة المؤمن : ان الاطباء اتفقوا على انه مصاب بسرطان الليمفوما من نوع و انه سيخضع للعلاج الكيماوي ولم يكتف بهذا الإعلان بل شرح تفاصيل المرض والعلاج .

وقال انه يتلقى العلاج وخاطب الاردنيين مبتسماً: «الحمد لله وضعي العام ممتاز والذهن صافٍ والهمة عالية». وشكر الاردنيين الذين «غمروني بمشاعرهم». واعتبر ان هذه «معركة جديدة نخوضها من ضمن المعارك الكثيرة، ونستعين بالله لنتمكن من التغلب عليها».

• ألا ليت كل الأردن عبدلي .

أنا من عشاق « العبدلي « البوليفارد , أستمتع كثيرا في المشي في شوارعه والجلوس في مقاهيه ومطاعمه , أصدقكم القول أنه مختلف ومختلف كثيرا ليس لرقيه وليس لأنه يشبه بعض العواصم الأوروبية , بل على العكس هو غاية في البساطة والهدوء .

الناس فيه يأخذهم سحر المكان وعفويته , فلا يلقون بالمهملات في شوارعه , رأيتهم يبحثون عن سلة مهملات وعن طفايات لإلقاء أعقاب السجائر , يتجولون بتهذيب ويجلسون بتهذيب ويغرقون في متعة المكان .

همس رئيس البوليفارد الساحر عقل بلتاجي في أذني وقال , هذا المكان فرض إيقاعه والناس إمتثلوا في سلوكهم لشروط فرضها المكان من غير إعلان .

لا شك أن هناك ضعفاً في مساندة جهود العبدلي التسويقية من جانب الحكومة أعانها الله على ملفات ثقيلة هي مشغولة فيها حتى اخمص القدمين لكن لجذب الإستثمار حصة يجب أن تكون كبيرة بالنسبة لمنطقة واعدة أحبها الناس .

يعلق أحد الأصدقاء فيقول « رجل صديقنا عقل بلتاجي خضره على المكان , فالناس في أعدادمتزايدة تتوافد اليه وتستمتع برياضة المشي في شوارعه والجلوس في مقاهيه ومطاعمه الراقية .

آخر الأخبار أن الشيخ بهاء الحريري رتب لإستثمار جديد قادم الى العبدلي وسيذهب صديقنا أبو الليث عقل بلتاجي لقطف الثمار وإستكمال المفاوضات .

العبدلي جوهرة وسط عمان وصاحب هذه التسمية هو رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب الذي أطلق المشروع في حينه .

اليوم العبدلي مدينة جديدة نابضة بالحياة تعكس تعددية ملائمة ليست حكرا على لون إجتماعي واحد وماذا لو كان ذلك فعلا ما هو عليه المشروع إن إجتذب شرائح تجتذب غيرها مواقع أخرى على أن ذلك لم يكن واقع الحال ففيه تناغم إجتماعي يفد اليه من كل صوب وحدب .

كان هذا ما ينقص عمان وسط سياحي وتجاري ومكان مناسب للمتعة والترفيه والتسوق والمشي في مدينة تراها في كل بلاد الدنيا التي لم توقف رغبتها في التطور قيود إجتماعية ولا عمرانية , فما بال الناقدين وقد أقحموا الفقر ومطية الطبقات الإجتماعية في نقدهم للمشروع .

الا ليت كل عمان مثل العبدلي .