facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القطبان الروسي والأمريكي والحدث (التركي - الكردي)


د.حسام العتوم
13-02-2018 12:40 PM

بتاريخ 19/كانون الثاني/2018 وبإعلان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي حرب بلاده على (عفرين) المدينة السورية الحلبية شقيقة لواء الإسكندريون جغرافياً من جهة الغرب، والحدودية مع تركيا، وإحدى عواصم وحدات الشعب الكردية، بعملية عسكرية تحت مسمى (غصن الزيتون)، تكون أنقرة قد دخلت مرحلة جديدة لتصفية القوة العسكرية الفدائية الكردية بعد مراحل صدامية عديدة شهدها التاريخ التركي – الكردي منذ انهيار الدولة العثمانية عام 1923، وما كان لتركيا أردوغان الدولة المعاصرة أن تنجح في خطوتها العسكرية هذه غير المسؤولة لولا الانقلاب السياسي الروسي – التركي الأخير الذي أعقب إسقاط طائرة السوخوي (24) الروسية العسكرية، واغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، واكتشاف موسكو لمحاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تركيا عام 2016 مبكراً، والعودة لإحياء تبادل تجاري واقتصادي يصل إلى (400) مليار دولار، وبعد زج موسكو لأنقرة في محادثات (الاستانا) في الشأن السوري، وتكثيف الزيارات الرئاسية بين روسيا وتركيا.

وما كان لتركيا أن تقدم على مشروعها العسكري التصفوي لقوات حماية الشعب الكردية المعاصر لولا ضمانها لدور روسيا في التأثير على وقف حراك نظام دمشق في الدفاع عن أكراد سورية وعن سيادة الدولة السورية، وعن وحدة الأراضي السورية الواجب أن لا تنقسم من جديد بعد الحدث التاريخي المأساوي لإقليم الإسكندرونة الذي تآمر عليه المستعمر الفرنسي، وما كان لتركيا أن تتقدم خطوة واحدة باتجاه (عفرين) و(منبج) إلى الأمام، وإلى الحدود العراقية كما تخطط وحسب ما صرح به الرئيس رجب طيب أردوغان حديثاً 2018، لولا الارتكاز على علاقات وطيدة مع إيران وتحت مظلة روسية بطبيعة الحال.

وفي المقابل نلاحظ كيف أن واشنطن تغازل أنقرة ولا تمانع، وحلف الناتو كذلك، وتجديف أمريكي وللناتو مشترك تجاه بناء منطقة آمنة قوامها (10–30) كيلومتراً داخل الأراضي السورية الحدودية، وبعد استغلال ضعف القوة العسكرية السورية للدولة السورية، وانشغالها بمطاردة بقايا عصابات داعش المجرمة والذي يسجل الجهد الكبير في ذلك لروسيا أولاً، وليس أمريكا كما ادعى حسب وكالة بترا للأنباء مباشرة الرئيس ترمب في (دافوس) 2018 سارقاً جهد موسكو، ونحن نعرف كيف فشلت الخطة (ب) الأميركية في توريط العرب في شأن دمشق، وكيف واصلت واشنطن فشلها في محاربة (داعش) بل وتورطت في مساعدة وترحيل عصاباتها في أكثر من موقع ومرحلة زمنية.

وكلنا نعرف كيف أنقذت سوريا حسب وزير دفاع روسيا شايغو سورية من ضربة ماحقة للناتو بـ(624) صاروخاً لاستهداف ترسانتها الكيماوية الخطرة التي ساعدت موسكو دمشق في تفكيكها بالتعاون مع أميركا، وكيف فشلت في إنقاذ حياة شهيدنا البطل الطيار المقاتل معاذ الكساسبة، بعد قيادتها للعرب في حملتها العسكرية السرابية فوق مدينة الرقة ضد (داعش) لا زال حاضراً في الأذهان.

وروسيا تحديداً تقود بعد الانهيار السوفيتي، عالم الأقطاب المتعددة وأفشلت نظام القطب الواحد الأميركي الذي لم يعد حاكماً، وهي لا تعادي ولا تصادم، بل تتعاون وتراقب بعكس أميركا تماماً التي تماحك روسيا في كل خاصرة عالمية، وعينها الآن على تقسيم سورية عن طريق تشجيع تركيا على بناء منطقة آمنة حدودية في عفرين. ولروسيا مصلحة قومية عليا في الشأن التركي والسوري ومن سياستها المعروفة لنا هو دعوتها للحوار.

فلماذا لا يكون الحوار التركي – الكردي ماثلاً هذه المرة وتحت رعاية مجلس الأم، والأمم المتحدة، بدلاً من ممارسة القتل من الجانب التركي بحق الأكراد والتشريد أيضاً، ومن زج الجيش الحر السوري في الصراع الدائر شمالاً، بينما كل ما يطمح إليه الأكراد هو توحيد إقليمهم المتناثر في تركيا، وسوريا، والعراق، وإيران، وغورني – كاراباخ في وصلة جغرافية واحدة جامعة لتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم تشبه الحكم الذاتي.

وفي المقابل كيف للمقاوم الكردي من وسط جبهة (حماية الشعب الكردية) أن يصبح إرهابياً من وجهة نظر أنقرة؟ بينما عرفنا كيف وقف أردوغان مع الشعب السوري في وجه هجمة نظامه عليه حسب تركيا، وكيف وقف بوجه إسرائيل شيمون بيريز في قضية جريمة سفينة مرمرة ومجزرتها بالقرب من شواطئ غزة ومعظمهم من الأتراك، وحاول مساعدة سوريا سراً لإعادة الجولان بمعاهدة سلام عام 2008، وكيف وقف أردوغان بوجه انفصال إقليم كردستان العراق، ومجابهته مباشرة لمخطط الموساد الإسرائيلي، وكيف وقف مع الشعب الفلسطيني في موضوع القدس الشريف لكي تبقى عربية إسلامية مسيحية.

فلماذا تصر أنقرة على تغليب الصدام وسيلان الدم والتشريد على الحوار، وهي التي فتحت أرضها لمشردي سورية في أزمتهم الأخيرة؟

ولقد حاولت تركيا بتاريخ 16/10/2017 أن تغزو الأكراد في عقر دارهم، وكررت صولاتها في عمق التاريخ المعاصر عندما اعتقلت مؤسس حزب كردستان الماركسي عبدالله أوجلان عام 1999 وحكمت عليه بالإعدام ومن ثم خفضت الحكم عام 2002 إلى السجن المؤبد في جزيرة أمرالي بتهمة تشكيل منظمة إرهابية، وهو الذي بدأ نشاطه السياسي عام 1978 حيث أظهر حزب العمال الكردستاني إلى حيز الوجود ناشراً فكره في أراضي متشعبة شملت تركيا، وإيران، والعراق، وسوريا، بينما كان طموحه ومجموعته الوصول لبناء دولة مستقلة تشكل معجزة معاصرة وسط صد تركي رسمي لها من كل الجهات ترتكز على الفكر الماركسي اللينيني، في زمن تراجعت فيه السلطة الشيوعية في روسي، وبلاد السوفييت المجاورة السابقة. وشهد الصراع التركي الكردي اعتقال أنقرة لثلاث ناشطات سياسيات كرديات في باريس عام 2013 هن: ليلى سويلمز، وقيدان دوغان، وسكينة جانيز.

والسؤال العريض هنا الذي يمكن توجيهه لأنقرة هو لماذا نعتت المقاومة الكردية بالإرهاب؟ ولماذا تُصَعِّب الحوار معها، ولا تطلق سراح زعيمها عبدالله أوجلان، وتلغي تهمة الخيانة العظمى لوطنه تركيا عنه. أليست الديمقراطية موقف وموقف آخر، وأغلبية وأقلية، وبعد نظر وتسامح؟ واعتراف بالأقلية لصالح استقرار الأغلبية، وصناديق الاقتراع، والارتفاع عن الصغائر والاحتقانات التاريخية، ليستقر الوطن التركي بأكمله ومصلحته القومية الكبيرة؟ وهل أن تعداد الأكراد في تركيا وحدها قليل بالنسبة لعدد سكان تركيا؟

يقدر عدد سكان تركيا حسب آخر تعداد رسمي جرى عام 2007 بأكثر من 70 مليون نسمة، وصل إلى اكثر من (74) عام 2011. وحسب موقع Joshua Project فإن عدد الكرد وصل إلى (27) مليون نسمة، (56%) يقطنون تركيا، و(61%) في إيران، و(15%) في العراق، و(6%) في سورية. وإحصائية أخرى تتناقض مع الأولى أعلاه وتقدر عدد الأكراد بـ(15 مليون نسمة) أي ما نسبته (20%) من سكان تركيا. وبكل الأحوال الأكراد جزء لا يتجزأ من سكان تركيا، ويصعب سلخهم عن نسيج المجتمع التركي الديمغرافي ككل، وحسب المادة (66) من الدستور التركي فإن أي شخص مرتبط بالدولة التركية من خلال رابطة المواطنة يعرّف بالترك.

ولهذا وكما اعتقد فإن المكون الكردي ليس غريباً عن التركي ويتعاطف بكل تأكيد مع مقاومته وينتمي لكرديته وتركيته ويبحث عن الاتفاق ذات الوقت.

وفي المقابل استغرب كما تستغرب الدولة السورية الدور الأميركي العسكري في الحرب الدائرة بين تركيا والأكراد المسلحين، ويبدو أنه أينما تكون روسيا وهي الداعية للحوار، تكون أميركا مساندة لطرف على آخر مثل (الجيش السوري الحر) و(قوات حماية الشعب الكردية) رغم عدم دعوتها إلى هناك، وخلافات لها مع النظام السوري في دمشق، ولا انسجام. والغريب هنا بأنه غير معروف لماذا هي وقفة أمريكا إلى جانب الأكراد ضد تركيا حليفتها في حلف الناتو؟

أم أنها تشجع الطرفين الكردي والتركي وتزج بألمانيا معها لتضمن تثبيت منطقة آمنة لتركيا على الحدود السورية التركية تشكل انطلاقة جديدة لتقسيم سوريا بعد تعرض إقليمها الإسكندرونة في عمق التاريخ المعاصر للانسلاخ عنها عام 1939 لصالح تركيا وبجهد فرنسا.

وثمة أمر هام يجب التنبه له وهو أن أكراد سوريا سوريون، وأكراد العراق عراقيون، وإن طالبوا بإيجاد مكان واحد لهم تحت الشمس. فكيف تم تحليل قتلهم من قبل تركيا لأنهم مقاومة؟ تقول آخر الأخبار الإعلامية ومنها الواردة من قناة (روسيا اليوم) التي تبث أخبارها من موسكو، والقنوات الأخرى، I، وRTR، و24، والجزيرة، والعربية بأن عدد القتلى وسط المقاتلين الكرد وصل إلى حوالي (500 قتيل)، وتم استهداف عدد مثيل تقريباً من الأهداف الكردية.

فلماذا استباحة القتل في زمن الديمقراطية والحوار، وحقوق الإنسان، والإعلام الرقمي المهني الحديث (البديل)؟ وهل ستنتهي خلايا الأكراد ويتم استئصال جذورهم جراء هكذا عمليات عسكرية متهورة أم أن أعدادهم سوف تتصاعد؟ العنف لا يولد غير العنف، وهو ليس حلاً للمسائل المتجذرة مثل الكردية، وربما يكون من الصحيح أن العمليات العسكرية التركية الحالية والسابقة قد لا تمس المواطنين الأكراد لكنها تؤذي مشاعرهم، وتغرس الحقد في داخلهم على النظام التركي بكل تأكيد، وتولد العنف الدائم.

وتركيا بالمناسبة صديقة للعرب، ولنا هنا في الأردن، وتحليلي هذا يأتي من باب الحرص على مصلحة وسمعة الدولة التركية الحديثة التي يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان الذي نكن له كل الاحترام.

ويخطئ من يعتقد بأن صداماً عسكرياً سيقع بين أميركا وتركيا بسبب دعم الأولى للمحاربين الأكراد مثلما ساندت عصابات (داعش) المجرمة وحاربتها ذات الوقت، فالسياسة أحجار شطرنج لا يحركها إلا المهرة مثل الأجهزة اللوجستية المتخصصة، وأهل السياسة والاقتصاد أيضاً، وكلما دق الكوز السياسي بجرة عسكرية، كلما أعيد دولاب الحرب الباردة علناً وسراً بين القطبين الكبيرين الفدرالية الروسية والولايات المتحدة الأميركية في كل ملف سياسي دولي رغم أن العالم أصبح متعدد الأقطاب تماماً كما أكد وصرح منذ أيام لإعلام بلاده سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا.

وآن أوان تقاسم مصالح العالم، والتجديف باتجاه التعاون، والتنمية الشاملة، بدلاً من صناعة الأزمات والحروب، ومراقبتها من خلف الغرف المراقبة الإلكترونية، وعالمنا هو واحد لا تجوز قسمته إلى اثنين أول ومتخلف، منتج ومستهلك، وأمن العالم من أمن الأقاليم، وكلما انطفأت أزمة مثل السورية التي قد تجد حلاً سياسياً لها بعد العسكري بتخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة طوعاً في دمشق لصالح رمز من رموز المعارضة بعد توحدها، والمرور عبر صناديق الاقتراع وطمأنة روسيا وأميركا ودول العالم على ضمان الاستقرار، أو التصويت على شخص فاروق الشرع المقبول من طرف المعارضة كما يشاع، وعسكرياً كان لروسيا الدور الأكبر، والفضل في إنهاء ملف الإرهاب في سوريا المحتاج لمتابعة أيديولوجية وسياسية على الأرض السورية مباشرة.

وها هو مؤتمر (سوتشي) ينعقد رغم بسبب عزوف المعارضة السورية عن الحضور بقيادة هيئتها للتفاوض حسب رئيسها السيد نصر الحريري، وحوار لها مع روسيا، وأميركا، والاتحاد الأوروبي، والأردن، والسعودية، والأمم المتحدة، لإنجاح مؤتمر جنيف، متعدد الجلسات والمفاوضات؟ وفي تصريح حديث لممثل المعارضة السورية في موسكو ومنصتها السيد قدري جميل 27/ كانون الثاني أكد فيه عدم وصول هيئة المعارضة لأصوات الأكثرية (26) صوتاً، من أصل (36) صوتاً لحضور مؤتمر (سوتشي) أو الاعتذار عنه.

وعودة لملف الأكراد أؤكد من جديد بأنه لا توجد جهة تركية أو غيرها تستطيع نعتهم بالإرهاب والإرهابيين، والتاريخ شاهد عيان، ولا بد من أن ينصفهم، وفي نهاية المطاف هم بشر، وأناس مثل الأتراك، ومثلنا نحن سكان الأرض، وعام 2015 لا زال قريباً منا عندما فاجأ حزب (الشعوب الديمقراطي HDP) الواجهة السياسية لحزب (العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان)، ورغم مكوثه في السجن المؤبد حزب (العدالة والتنمية) الإسلامي الحاكم بدخوله البرلمان بـ(13) نقطة بدلاً من حاجز العشرة بالمئة لدخول البرلمان.

يشير الباحث د.إبراهيم الداقوقي في كتابه (أكراد تركيا) (دار المدى للثقافة والنشر – 2003) إلى أن حكومة اسطنبول 1923 بقيادة مصطفى كمال أتاتورك أمرت بتشكيل هيئة وزارية لدراسة القضية الكردية، وتم الاتفاق على منح كردستان الاستقلال الذاتي شريطة قبول الكرد البقاء في الدولة العثمانية وبصلاحيات أكثر مما ورد في معاهدة سيفر بتاريخ 10/08/1920.

والآن ما الذي جرى في عهد الرئيس أردوغان صاحب الشخصية القوية، وما الذي دفعه للاصطدام مع الأكراد؟ هل هو رغبتهم بالاستقلال في إطار الدولة التركية أم بمنعزل عنها؟ وللإنصاف أقول هنا في المقابل بأنه يصعب تشكيل حدود سياسية مستقلة لكردستان، بينما هم الأكراد موزعون على أربع دول شرق أوسطية هي تركيا، وإيران والعراق، وسورية. وهو الأمر الذي يؤشر على تقسيم الحكم الذاتي المطالب به كردياً على أربع دول متجاورة مع توحيد القيادة الكردية، وتصالحها مع أنظمة الإقليم بدلاً من الصراع الدموي معها. والله من وراء القصد.





  • 1 فيصل 13-02-2018 | 12:49 PM

    يعني عملية غصن الزيتون التركية قبل عشر سنوات؟ 2010 مكتوب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :