facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملوك يخدمون السياحة السياسية


فايز الفايز
18-02-2018 12:14 AM

الأسبوع الماضي كنت ضيفا في العاصمة السعودية الرياض، لم أجد الكثير من الفروقات بين الرياض وعمان كعاصمتين لمملكتين تتبعان سياستين مختلفتين في الشأن الدولي ولكنهما متشابهتان كثيرا في الخصائص الوحدوية والإنسانية، ومع العوامل الإقتصادية الضاغطة على غالبية الجمهور الشعبي
نتيجة حالة الركود العام في الشرق الأوسط والقلاقل والحروب وتدمير بنى الجمهوريات التي كانت رافدا إقتصاديا،حولتها القيادات الغبية الى وبال سياسي واجتماعي واقتصادي مريع.

كنا في ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مناسبتين، الأولى إفتتاحه الرسمي لمهرجان الجنادرية للثقافة والفنون، والذي يعيد إنتاج تاريخ الرياض كعاصمة الحكم بالدرعية النجدية، ويعيد الحياة لتراث التاريخ الشعبي السعودي على امتداد المملكة السعودية بمحافظاتها وإماراتها وفئاتها الشعبية، والمناسبة الثانية في قصر اليمامة حيث كان اللقاء الطيب، وتكريم الشخصيات، وكلمة للملك سلمان عنوانها: تنوع الثقافات
وتعددها واحترام خصوصية كل ثقافة، كمطلّب للتعايش بين الشعوب وتحقيق السلام بين الدول، بعيداً عن مفهوم صدام الثقافات، وتعزيزه لخدمة السلم والأمن الدوليين.

في ذات اليوم اليمامي، كان جلالة الملك عبداالله الثاني قد أجرى مقابلة مع وكالة تاس الروسية، تحدث فيها عن قريب من كلام شقيقه الملك سلمان والذي يكن له الكثير من المشاعر الطيبة وللشعب الأردني، وعقب ذلك غادر الملك الى موسكو، حيث قرار الحرب والسلم في سوريا من هناك، ولا نعتقد أن الرئيس بوتين كان سيسمع قائدا يتحدث بصراحة وصدق أكثر مما سمعه من جلالته، الذي كان قد استبق اجتماع القمة، بزيارة الى كاتدرائية « المسيح المخلّص» حيث «كيريل الأول» بطريرك موسكو وسائر روسيا، وقلما يزور ملك أو
رئيس دولة بطريركا في كاتدرائيته، إلا إن كان يدرك أهمية خطوته كملك سلام.

الملك عبداالله الثاني أعاد التأكيد على ما ينادي به منذ سنوات لتأكيد إعلاء الشأن الإنساني في العلاقات بين شعوب العالم، وتقريب وجهات النظر وفض النزاعات وإحلال السلام محل الخصام والإبتعاد عن كل مايؤدي الى الصراعات والحروب، والقلاقل الداخلية التي طالما كان محركها النزعات الدينية والطائفية التي أثرت على ثقافة وتفكير أجيال جديدة من الشباب، وهنا يأتي دور الكنيسة الشرقية لتتحرك في شرح رسالة السلام، بينما المؤسسات الدينية في بلادنا عليها مهمة التبادل الثقافي مع المؤسسات الدينية والشعوب الشرقية،
وبث روح السلام والتآخي، ومحاربة التطرف والغلّو السياسي والإجتماعي الذين يقودان الى التطرف الديني.

مهمة الملوك ليست سهلة، بل هم مؤسسات حكم تدير دولا لا تشبه الدول الشمولية والجمهوريات العنجهية والإنحراف العسكرتاري، بل هم موازين للسلطات التي يجب عليها أن تخدم الشعوب بكل إخلاص وصدق وكفاح لتأمين حياة كريمة واستقرار اجتماعي وسياسي لجميع أطياف ومكونات الشعب، فالأردن متعدد الأطياف الشعبية والأعراق الدينية رغم غالبيته السنية،وهو يمثل إشعاعا للتآخي والإندماج، فيما التعدد الطائفي والثقافي في السعودية لا يشكل مشكلة للمواطنين حيث يقوم الجميع بطقوسهم تحت مظلة الحكم الآمن، وحيث الدعوة للإنفتاح على الآخر ونبذ الإنغلاق، وهذه إحدى ميزات الملوك عندما يروجون «للسياحة السياسية» لبلادنا.

عندما تتهم دولنا بدعم الإرهاب، فعلينا أن نقرأ التاريخ الحاكم، فكاتدرائية المسيح المخلص في موسكو حيث زارها الملك، كانت شاهدا على أبشع إرهاب سلطوي، فالمعبد التاريخي الجميل الذي تأسس عام 1865في زمن القياصرة، ككنيسة ونصب للشهداء عقب تحريرها من الإحتلال الفرنسي وجيش نابليون، تم تدميرها بالقنابل والديناميت على يد جيش ستالين، ولم تر النور مجددا إلا بعد السقوط السوفييتي وإعادة بنائها من جديد،وحينذاك كان الحجاج الروس يتعمدون في نهر الأردن، وهذا ما جعل البطرك يتشنف لسماع حديث الملك الشافي.

لقد بات على العرب أن يستفيقوا من هذه اللوثة التي ضربت عقول مخزونهم الفكري من الشباب، فهم المستقبل، وإذا بقينا على هذه الحالة المزرية، فكيف سيحكمون بعضهم حينئذ، فنحن اليوم في ذيل سلم كل التنافسيات العالمية إلا في الكوارث الإنسانية، وعندما تصالح العالم مع بعضه البعض وتعاون، بدأنا في قتال بعضنا وإدارة الظهر للآخر، وهنا يجب أن يبدأ حكامنا بالمزيد من الإصلاحات التي تخدم المواطنين، وأن لا تترك الأمور الى موظفين يتسلطون على كل إرث الدولة ويفجرون المجتمعات بغبائهم وعجزهم عن إجتراح الحلول وبلاهتهم السياسية، ممن يحترفون صنع الكوارث الشعبية.

الراي





  • 1 محمود العبيدي 18-02-2018 | 07:52 AM

    اشكرك على الموضوع القيم

    كيف ممكن التواصل مع الاستاذ فايز


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :