الأردن بعدد سكانه وعدد المتعلمين والمثقفين من أبنائه ومكانته المتقدمة في التعليم والابداع الفكري والتقدم التكنولوجي ومعاصرته، كل هذا يؤرقني، ويضع سؤالا يحير العقول وجدير أن ننتبه له، إلى أين نتجه؟ وإلى متى؟

تخالنا في الأردن ننتظر المساعدات وننتظر الدعم الخارجي ونسعى لعمل وتنسيق التعاون مع كافة البلدان العربية والأجنبية، ولكن قبل هذا ألا ننظر إلى مداخل الايرادات الأردنية وكيفية الاهتمام بها، غريب وجود عدد مسؤولين لا بأس بهم واقتصاديين وكل يخرج على التلفاز ويتكلم عن التقدم والتحضر والاقتراحات وما يجب أن يكون حال الأردن وشعبه عليه، ولكن ألا ينظر ذلك المسؤول المتحدث لنفسه أولاً عندما كان بمنصبه ماذا قدم للحكومة ولماذا كان لسانه عليه لجام ؟ وانطلق هذا اللسان بعد تركه لمنصبه، هل أغراه المنصب؟ أم خاف أن يفقده إذا تكلم بكلمة خاف أن تلقي به في الهاوية سبعين خريفاً؟.

أما بالنسبة لمن يحملون الدرجات العلمية المتخصصين ومن هم على رؤوس أعمالهم من المسؤولين ألا يملكون خبرات لتطوير أراضينا الزراعية ومنتجاتنا المحلية؟، أم أنهم عاجزون أمام ذلك التحدي ولا يستطيعون البوح بعجزهم؟، ألا تصلح أراضي الأردن للزراعة؟ ألا تصلح أراضي الأردن لجلب استثمارات إليها بدل القوانين المجحفة التي تدفع المستثمر للهروب؟ ألا يستحق هذا الشعب؟ ألم تكن الأردن منتجه للعقول؟ لماذا يبدع أبناؤنا في الدول الأوروبية وفي الخليج وتتميز طاقاتهم بالإبداع، ويقفوا عاجزين في بلدهم الأردني أن يحركوا ساكناً؟، شيء غريب، والأغرب إلى متى؟ وإذا لم يكن في الأردن طاقات مبدعة، أليس الأجدر جلب هذه العقول والابداعات للأردن دون أن نسلمها كل زمام الأمور بل يكونوا ضمن إطار العمل لدينا دون أن نقدم لهم رواتب باهظة ومميزات عظيمة، معادلة غريبة وقد صعب حلها في بلد صغير مثل الأردن، إذا قلنا إن صندوق النقد الدولي يضغط أو سياسات خارجية تضغط لتحويل مسار الأردن في كثير من أمور المنطقة لصالحهم، فلماذا التمزق الداخلي بين الشعب والمسؤول؟ ولماذا لا تتلاقى نقاط المصالح الفكرية والانتاجية بين المسؤول والمواطن؟ كلها ناتجة عن عدم وجود خبرات، أو وجود خبرات وعدم استغلالها وعدم إطلاق العنان لها للعمل، أم أن هناك من يسعى لطمس هذه الخبرات؟ والأسئلة الثلاثة صعبه للغاية ولكن هل هناك من يجيبني، لماذا لا يوجد لدينا خبراء واقتصاديون مبدعون في الاردن؟