facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هيكل .. الروايات المتضاربة


د.خليل ابوسليم
20-03-2009 12:56 PM

عاتبني كثير من الأصدقاء في الفترة الماضية من خلال الإيميل أو الحديث الشخصي كوني مقلا في الكتابة خصوصا وان هناك بعض الأحداث المهمة التي جرت وما زالت على الساحة العربية عامة والأردنية خاصة، ومن ابرز تلك الأحداث ما أثاره العجوز الخرِف" محمد حسنين هيكل"، في حلقة من برنامج"بكذب"بُثت من على قناة الجزيرة في الأسبوع الماضي.
وللحقيقة وبسبب بعض الظروف الخاصة لم أتابع تلك الحلقة، ولكني تفاجأن في اليوم الثاني بالكم الهائل من المقالات التي هاجمت "هيكل"، حيث أدركت أن الرجل قد تجاوز الخطوط الحمراء ووقع في المحظور كعادته المشينة، مما استوجب معه الرد من الكتاب عامة، كل حسب أسلوبه الخاص.
ومن هنا حثثت نفسي -كارهاً لها- على متابعة حلقة الأمس، لكي تتضح لدي الصورة بمجملها، مما يجعلني قادرا على الرد أو الكتابة، رغم قناعتي السابقة بشخص المتحدث الذي عفا عليه الزمن وان المعلومات المتوفرة لدي عنه لا تعدو عن كون نافخٍ للكير.
أما وقد جلست في تلك الليلة لمتابعة تلك الحلقة بعد أن أعلنت حالة الطوارئ في المنزل، حيث جلست أمام التلفاز مكرها نفسي على الاستماع لا المشاهدة، وما هي إلا لحظات حتى بدأ العجوز يهرف بما لا يعرف وبدا على محياي الغضب تارة والابتسام تارة أخرى، ولم اعد قادرا على متابعة تلك الحلقة وفضلت الاكتفاء بعشرة دقائق فقط والتحول إلى قناة الأطفال تحت ضغط من أبنائي الصغار.
أما مبرر غضبي فقد كان مرده الهجوم الذي شنه المدعو هيكل على الهاشميين رمز العروبة في العصر الحديث بعد أن تهاوت كل الرموز المصطنعة، حيث لا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس، وأنا هنا لن أدافع عن الهاشميين لأنهم لم ولن يكونوا يوما في موقف الدفاع عن أنفسهم أبدا، بل كانوا وما زالوا في مقدمة المدافعين عن أمتهم وقضايا شعوبهم، ولن يضيرهم سهم من هنا أو هناك، فقد تعرض جدهم الأول إلى أشد وأعظم من ذلك وصبر واحتسب.
أما سر ابتسامتي فقد كانت على نفسي أولا، حيث أنني أضعت جزءا مهما من وقت العائلة والأطفال لمتابعة أمر لا يستحق كل هذا العناء وحالة الطوارئ المعلنة في المنزل، وثانيا إشفاقا على الخِرِف وماذا سيكتب عنه في اليوم التالي من قبل الأردنيين جميعا، والذي سيكون بالتأكيد يصب في مصلحته من ناحية إعادته إلى الواجهة بعد أن تساقطت أوراقه.
وللتوضيح فلا بد من التذكير ببعض الأمور التي قد تكون خافية على الرجل الهرم ومن هم في دائرته، وهي أن هناك أناس سخرهم الله لصناعة التاريخ، وما الهاشميون ومن ضمنهم الراحل الكبير" الحسين بن طلال" الذي ملك القلوب قبل العروش إلا احد اؤلئك الأشخاص الكبار في التاريخ الحديث، امتدادا لتاريخ آل البيت الغر الميامين، الذين قدموا وما زالوا ما لا يمكن حتى لجاحد أن ينكره عليهم، وما التشييع المهيب الذي حدث يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى إلا خير استفتاء على الدور الذي لعبه في صناعة التاريخ والى الحنكة والحكمة التي يتمتع بها، وهذه سابقة سجلت تاريخيا في استفتاء الأحياء على الأموات.
وفي مقابل ذلك لا بد من وجود شعوب وأمم تعيش هذا التاريخ – حتى ولو كان على الهامش- وتستلهم منه العبر والدروس التي تساهم في بناء الحضارات الإنسانية على مر العصور.
وما بين صناعة التاريخ ومعايشته والتي هي عملية غاية في التعقيد، لا بد من مخلفات لها، وهي ما يطلق عليه اصطلاحا" مزابل التاريخ" والتي يذهب إليها ويعيش فيها كل من لا يكون قادرا على صناعة التاريخ أو مؤهلا للعيش فيه.
وما يؤسف له أن هذه العملية أصبحت تنتج الكثير من المخلفات" السكراب أو الخردة" مما جعل تلك المزبلة تئن بالحجم الهائل الملقى بها ومن شدة قذارته، الأمر أدى بها- المزبلة- إلى إعلان نفسها منطقة كوارث منكوبة وإلى طلب الاستغاثة ورفض استقبال بعض تلك المخلفات ومن ضمنهم سيء الذكر الذي لم تعد تنفع معه إعادة الهيكلة.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :