بعد مئة عام من وعد بلفور لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين..ها هي الادارة الاميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب ستعرض في منتصف هذا العام خطة جديدة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اصطلح على تسميتها ب (صفقة القرن) وبعيدا عن حل الدولتين.المطروح منذ ربع قرن.ويزيد...

ما تسرب عن (صفقة القرن) هذه يؤكد انها ستقوم بتصفية القضية الفلسطينية فدولة فلسطين المقبلة ستكون منزوعة السلاح وفي المنطقتين أ و ب من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل والقفز على موضوع القدس ورفض ملف اللاجئين والتخلي عن حل الدولتين وبشكل نهائي...!

وترفض(صفقة القرن) ايضا اي سيادة على الاراضي ما بين البحر المتوسط ونهر الاردن الا السيادة الاسرائيلية برا وبحرا وجوا..ورصدت الدول المانحة عشرة مليارات دولار لتنفيذ صفقة القرن هذه لاقامة الدويلة الفلسطينية الجديدة والتي تشمل بناء مطار وميناء بحري في قطاع غزة.اضافة الى بناء مساكن ومناطق زراعية وصناعية ومدن جديدة في الدويلة الفلسطينية المقبلة...

االفلسطينيون رفضوا (صفقة القرن) هذه ودعوا الى اسقاطها واعتبروها تصفية للقضية الفلسطينية والرد الاقوى كان من (الداخل الفلسطيني )وبجميع تلاوينه السياسية وتجلى هذا الرفض بادارة الظهر لنائب الرئيس الاميركي اثناء زيارته الاخيرة لفلسطين المحتلة قبل اسابيع قليلة...

وكما يبدو فالرسائل الفلسطينية الغاضبة قد وصلت الى دونالد ترمب الرئيس الاميركي نفسه يقول:اتعجب من عدم رغبة الفلسطينيين بالتفاوض...العلاقات الأميركية الاسرائيلية رائعة لكن باتفاق سلام مع الفلسطينيين ستكون اروع.. الفلسطينيون لا يسعون لاقامة اتفاق سلام كما انني لست متأكدا بالضرورة ان اسرائيل تسعى الى صنع السلام..أكتفي بمراقبة ما يحدث..انا قلق من وتيرة البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة..!

ديفيد فريدمان سفير واشنطن في تل ابيب..قال:» اسرائيل لا تحتل الا 2% من الضفة الغربية..المستوطنات كانت وما تزال تعقد عملية السلام...أشكك في إجراء مفاوضات الان بسبب اعتراف اميركا بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها من تل ابيب الى القدس..!

.وقبل ايام وفي مجلس الامن وعندما بدأت مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي في القاء كلمتها خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودون الاستماع الى كلمتها..ومما قالته :أشعر بالاسف أن يغادر الرئيس عباس ودون الاستماع الينا ونرحب به قائدا للشعب الفلسطيني.ندرك معاناة الفلسطينيين ونحن نمد ايدينا الى القادة الفلسطينيين من اجل احلال السلام..مستعدون ان نتحدث معك لكننا لن نجري وراءك..!

هل يعود الفلسطينيون للمفاوضات مع الاسرائيليين ألجواب نعم كبيرة..باب الصراع العربي الاسرائيلي موارب.ولم يعد مفتوحا.منذ 9 ايلول 1993 فقد.جرى( الاعتراف المتبادل) بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس الاسرائيلي اسحق رابين على اساس قراري مجلس الامن 242 و338..الارض مقابل السلام وحق اسرائيل في الوجود..!

انتهت( دويخة حل الدولتين.).الفلسطينيون امام (دويخة صفقة العصر) الجديدة. والله اعلم...!

Odehodeh1967@gmail.com

الرأي